تحتضن مدينة الدارالبيضاء المهرجان الأول ل “الطريقة العيساوية”، في الفترة ما بين 19 و21 أبريل الجاري، وذلك بتنظيم من جمعية “فاس سايس” فرع البيضاء، تحت شعار “فكر وثقافة وممارسة”. وحسب ما أفاد به بيان صادر عن اللجنة المنظمة، فقد أوضح رئيس الفرع، عبد الله الحسناوي، خلال ندوة صحفية جرى تنظيمها يوم الجمعة الماضية للحديث عن المهرجان، أن هذه التظاهرة الثقافية والروحية تطمح إلى التعريف بالطريقة العيساوية، والأدوار التي اضطلعت بها داخل المجتمع المغربي على المستويات التربوية والدينية والفكرية والثقافية والاجتماعية. وأضاف الحسناوي أن تنظيم مهرجان خاص بهذا الفن يهدف إلى المساهمة في الحفاظ على هذا الموروث اللامادي للمغاربة جميعا، ونقل الطريقة وترسيخ قيمها في أوساط الشباب، معتبرا أن النهوض بالطريقة العيساوية، وتنقيح ما أنتجته على المستويين الفني والفكري سيسهم في تقوية ارتباط الأجيال الصاعدة بأحد مكونات الهوية الوطنية. وفي نفس الصدد، أبرز نائب رئيس الجمعية، عز العرب برادة، أن مهرجان الطريقة العيساوية يأتي في سياق برنامج متكامل حرصت الجمعية على بلورته بتنسيق وتشاور مع كل المهتمين بهذه الطريقة عبر ربوع المملكة، وذلك من أجل تجميع كل المراجع التي تناولت الفن العيساوي بالبحث والدراسة، إضافة إلى ما أنتجته هذه الطريقة من أذكار وأشعار، قصد إعادة نشرها وتعميمها ليتعرف عليها عموم المغاربة. وأضاف المتحدث ذاته أن اختيار مدينة الدارالبيضاء لاحتضان فعاليات النسخة الأولى من هذا المهرجان يأتي للمكانة التي تحظى بها على المستوى الوطني، فضلا عما تتمتع به من إشعاع دولي، سيكون له تأثيره في التعريف بالطريقة العيساوية ونشر قيمها خارج حدود المملكة. ومن جانبه، شدد رئيس الجمعية، مولاي ادريس العلوي المدغري، على أهمية هذه التظاهرة في إعادة إحياء الطريقة العيساوية، وإعطائها المكانة التي تليق بها داخل المجتمع، مؤكدا أنها خطوة لتربية أجيال جديدة تحمل مشعل الطريقة، إذ الرهان اليوم، بالنسبة له، تكوين أطر بمقدورها تقديم الطريقة بالشكل الذي يليق بها، بعد تنقيح هذا الموروث من الشوائب والإضافات التي طالته لعقود وحالت دون انتشاره . وتابع العلوي المدغري حديثه مشيرا إلى الجهود التي يتم بذلها من أجل إحداث مدارس خاصة بالطريقة العيساوية، ستركز أساسا على تقديم تكوينات تعنى بالروح والسلوك والتربية والمواطنة، ملحا على ضرورة الابتكار والتجديد لضمان ديمومة هذا الموروث وارتقائه. وحسب ما أورده البلاغ، فإن برنامج المهرجان يتضمن عقد ملتقى خاص بالطريقة العيساوية ومساهمتها في التربية ونشر قيم الحب والأخوة، بمشاركة مجموعة من الخبراء والباحثين من المغرب العربي، كما يشمل أيضا تنظيم سهرات صوفية تنشطها مجموعة من فرق عيساوة من مختلف جهات المغرب والمغرب العربي، إلى جانب مشاركة فنانين عالميين مشهود لهم بالبعد الروحي في علاقتهم بقيم الطريقة. يذكر أن أبرز الأسماء المشاركة في البرنامج الفني للمهرجان، المقدم عبد الله اليعقوبي وفرونسوا ليندمان وبدر رامي وزين الدين بوشعالة والحاج عبد الهادي الكوهن وعبد الحميد السباعي رفقة الكورال الأندلسي، كما ستشهد هذه النسخة إدماج تقنيات جديدة، إضافة إلى القيام بمزج فني بين أنماط موسيقية أخرى ذات طابع صوفي.