تحتضن مدينة شفشاون، في الفترة الممتدة ما بين 14 و17 يوليوز الجاري، فعاليات الدورة الثانية للمهرجان السنوي للأيام الدولية الصوفية للمديح والسماع، المنظم من قبل جمعية أبي الحسن الشاذلي لفن المديح والسماع، بشراكة مع النقابة المغربية للمهن الموسيقية، وعمالة إقليم شفشاون، تحت شعار "من أجل ترسيخ ثقافة روحية ومواطنة حقة". وحسب ياسين التطواني، مدير العلاقات العامة والاتصال، فإن هذه الدورة، تسعى إلى مواصلة الاحتفاء بالموسيقى الصوفية والروحية، من خلال مشاركة فرق ومجموعات فنية وطنية من مختلف جهات المملكة، فضلا عن فرق دولية تمثل كلا من جمهورية مصر العربية، والهند، وتركيا، وبلجيكا. وتعرف هذه الدورة، يضيف التطواني، في حديث ل"المغربية"، مشاركة مجموعات الحضرة الشفشاونية، والطائفة العيساوية، والإنشاد الصوفي، فضلا عن مجموعة من الفرق المحلية. تكرم هذه الدورة، الفنان المغربي عبد الواحد التطواني، تقديرا لعطاءاته في الأغنية المغربية عموما، والصوفية والدينية خاصة، إذ ستقام خلال حفل تكريمه، ليلة "العمارة الكبرى"، التي تجمع مختلف الفرق المشاركة في المهرجان، وهو احتفاء خاص يقيمه المهرجان، سيرا على العديد من العادات التي تميز مثل هذه الاحتفاليات. وسخرت اللجنة المنظمة، حسب مدير العلاقات العامة والاتصال، كافة الترتيبات اللوجيستيكية والأمنية لإنجاح هذا الحدث الفني الكبير، الذي تحتضنه المدينة، من خلال تضافر جهود كافة المتدخلين، من سلطات محلية، ومنتخبين، فضلا عن توفير فرق للأمن الخاص. يتضمن برنامج المهرجان، هذه السنة، ندوات، ومحاضرات، في مواضيع مختلفة عن التصوف ينشطها مجموعة من العلماء والأساتذة الباحثين، تهدف إلى التعريف بخصائص الموروث الثقافي لكل الدول المشاركة في الأيام الصوفية الثانية. ويراهن المنظمون على التعريف بمدينة شفشاون، وحضورها على المستوى الفني الوطني، إذ تسعى الجمعية المنظمة للمهرجان، بمعية شركائها، إلى العمل على الترويج للمدينة، عبر مختلف وسائل الإعلام الوطنية والدولية، المدعوة لتغطية المهرجان. ويتطلع المهرجان، إلى نشر قيم التسامح والسلم والسلام، من خلال مجموعة من البرامج المختلفة، التي يتضمنها. ويتخلل البرنامج العام، احتفالية وطنية ودولية، على مستوى الإنشاد الصوفي والروحي، الذي من شأنه أن يعطي إشعاعا قويا لهذه المدينة العريقة، لما لها من حمولة تاريخية وإمكانيات سياحية مهمة، يجب استكشافها كما أن مثل هذه التظاهرات الدولية باختلاف مشاربها وطقوسها، فرصة حقيقية لترسيخ وتأصيل هذا الفن والمحافظة على أسسه ومستوياته، لتواصل الحوار مع جميع الثقافات.