(من مبعوث الوكالة سعيد الرفاعي) دعا المشاركون في ندوة "الشيخ الإمام أبي الحسن الشاذلي" بشفشاون إلى طبع أحزاب القطب الصوفي العارف بالله طبعات جديدة محققة، وتنظيم ندوة أخرى حول تأثيره في الشرق والغرب. ودعا "بيان ندوة أبي الحسن الشاذلي"، التي اختتمت أشغالها أمس الأحد بزيارة جماعية لخلوته بمسقط رأسه (إشتنواغن) والترحم على روحه، إلى بناء مسجد بإقليم شفشاون وإلى الاعتناء بقريته وبخلوته.
وشهد مساء أول أمس السبت تنظيم أمسية شعرية صوفية لثلاث شعراء مغاربة أولهم عبد الكريم الطبال (شفشاون) الذي "يعد من الشعراء الذين اختطوا للقصيدة المغربية نهوجا متطورة معنى ومبنى، ومن حيث الرؤية والشكل والمنهج" حسب مقدم الأمسية الأستاذ مصطفى الزباخ مقرر أكاديمية المملكة المغربية.
وتلا صاحب دواوين "الأشياء المنكسرة" و"القبض على الماء" و"مرآة تحكي" قصيدتين تستحضر أولاهما، وهي بعنوان "النهار الحق"، هجرة أبي الحسن الشاذلي "من البر إلى البحر أو من الظاهر إلى الباطن" وإن كان الطبال قال إنه "لا يكتب إلا للبوح ويدع تسمية القصيدة وتصنيفها للقاريء" فيما القصيدة الثانية عن وقفة الشاعر أمام الشلال "قال لي: لا تنس صلاتك قرب الشلال / وفي كل الأحوال".
أما الشاعر أحمد طريبق أحمد (طنجة) فقد شنف الأرواح في هذه "الأمسية الشاعرة"، كما أسماها، بالمقطع الثاني والأخير من مطولة بعنوان "شاشية ومشيشية (حوار صوفي بين بن مشيش ومريده الشاذلي بجبل العلام)" يحتويها ديوانه المعد للطبع "نورانيون في غسق الليل" إلى جانب قصائد أخرى عن الصوفيين المجاهدين.
وكان صاحب "هكذا كلمني البحر" و"اهبطوا مصر" و"من أسمائها الحسنى.. طنجة ألعاليا" قد تأبى أن "تقطع أوصال عروسه الشعرية ويتلو منها مقطعا دون آخر" كما أبت الأم الحقيقية للطفل أن يقسم نبي الله سليمان ابنها مع امرأة أخرى مدعية.
ورتل الشاعر عبد الرحمان عبد الوافي (فكيك)، صاحب دواوين "ملحمة الشهيد" و"بائية الإضراب والصحوة" و"ملحمة بنت حواء المغربية" و"فصول من مأساة أخت في الله إسمها سراييفو" وسيرة شعرية لسيد الخلق موسومة ب"الدر المنظوم في الرحيق المختوم"، قصيدة مطولة بعنوان "متون بين يدي سيدي الشاذلي" سردت في قالب شعري بديع السيرة العطرة للقطب الصوفي الكبير.
كما نظمت سهرة فنية رتلت خلالها الجمعية النسوية للحضرة الشفشاونية أذكار صوفية كما قدمت فرقة للموسيقى الأندلسية، برئاسة العياشي الفاسي الأستاذ بالمعهد الموسيقي بشفشاون من تنسيق الأستاذ عبد القادر أفزاز، شذرات وتواشي ذات نفحات صوفية من أشعار وأزجال القطب الرباني أبي الحسن الشاذلي.
وكانت دار الشريف علي الريسوني (رئيس جمعية الدعوة الإسلامية) بشفشاون، التي تعد أول بيت بالمدينة إذ شيده مؤسسها مولاي علي بن راشد، احتضنت في أجواء روحانية حفلا صوفيا أدته "فرقة أبي الحسن الشاذلي للمديح والسماع" برئاسة الأستاذ محمد الشبلي، وتضمن أمداحا نبوية ووصلات في الذكر والإنشاد وابتهالات صوفية وترتيل حافظ كتاب الله الطفل طه زلماط لما تيسر من الذكر الحكيم.
وجرى أيضا بمناسبة اختتام ندوة "الشيخ الإمام أبي الحسن الشاذلي" حفل توقيع اتفاقيتي شراكة بين "جمعية أبي الحسن الشاذلي للمديح والسماع" في شخص رئيسها السيد محمد الشبلي من جهة، وكل من جمعية خريجي الجامعات المصرية التي يترأسها الأستاذ إدريس العمراني وجمعية قدماء مؤسسة النهضة التي تترأسها الأستاذة أمينة أوشلح من جهة أخرى.
نظمت الندوة "جمعية أبي الحسن الشاذلي للمديح والسماع" بدعم من عمالة إقليم شفشاون ومجلسها البلدي وتعاون ومشاركة جمعيات المجتمع المدني بالرباط وسلا وشخصيات ديبلوماسية وعلماء من المغرب وموريتانيا ولبنان وفلسطين،
يشار إلى أن "جمعية أبي الحسن الشاذلي للمديح والسماع" تأسست عام 2003 بهدف الحفاظ على الموروث الثقافي الخاص بالمديح والبحث، والبحث عن النوادر وإبرازها، وتحديد الضوابط الفنية وتشجيع المواهب وتحفيزها، وربط الصلات مع الفاعلين المهتمين محليا ووطنيا ودوليا.