قال أحمد العبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، في الندوة الصحفية التي انعقدت الجمعة الماضي بفندق «موفنبيك» بطنجة لتقديم المنتدى العالمي الأول للمشيشية الشاذلية، إن انعقاد المنتدى بالمغرب جاء نظرا «لمركزية المملكة المغربية كقوة روحية عظمى من واجبها أن تتقاسم مع العالمين بعضا مما حباها الله به». وتميزت الندوة التي حضرها عبد الهادي بركة، نقيب الشرفاء العلميين وعدد من الشخصيات أتباع الطريقة المشيشية الشاذلية، بحضور إعلامي مكثف امتلأت معه أرجاء القاعة رقم 4 بفندق موفنبيك، أحد أفخم فنادق طنجة. وتحدث العبادي عن مقاصد الطريقة المشيشية الشاذلية، وكذا أقطاب هذه الطريقة، مولاي عبد السلام بنمشيش، وتلميذه أبي الحسن الشاذلي. وعن أيام المنتدى، الذي ستنعقد أشغاله من يوم 25 إلى 29 يوليوز الجاري في كل من طنجة وتطوان وجبل العلم (قرب العرائش) تحت عنوان «من جبل العلم إلى العالم»، قال العبادي إنها سوف تعرف نوعا من التفرغ لقضايا جوهرية كالحكامة والتدبير، كما سيتم التحدث عن سيرة مولاي عبد السلام بنمشيش بالمقاربة الاعتبارية أي أخذ العبر انطلاقا مما كان إلى ما سيكون. وفي معرض إجابته عن سؤال حول السياق الذاتي والموضوعي لتنظيم المنتدى، اعتبر الأمين العام للرابطة المحمدية لعلماء المغرب أن الطريقة التي يُنظر بها إلى المشاكل الآن «تحكمها إكراهات سياسية واقتصادية»، وأن المنتدى «سوف يقدم أرضية من خلال تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ستسمح بوضع قاعدة للتفكير في حلول لهذه المشاكل». يشار إلى أن المنتدى سيضم سنويا نخبة من الرموز الروحية و الفكرية بالمغرب وباقي دول العالم من أجل التبادل الفكري التناظر حول طائفة من القضايا الجوهرية التي تمس مصير الإنسان المعاصر بقصد الإسهام في النسيج التأسيسي لوشائج السلام والتعارف والتعايش المشترك، استلهاما من الإرث الروحي لمولاي عبد السلام بنمشيش وتلميذه أبي الحسن الشاذلي. وحسب المنظمين، فإن هذا الملتقى سيشكل إطارا لتجميع كافة الزوايا الصوفية في المغرب لكونها جميعا خرجت من كنف مولاي عبد السلام بنمشيش وأبي الحسن الشاذلي. وكان العبادي، في حوار سابق أجرته معه «المساء»، اعتبر أن هذا الملتقى فرصة لتناول مجموعة من القضايا ذات الأهمية البالغة، حيث يتمكن المشاركون من الإسهام بإلقاء إيضاءات جديدة، وكشف حلول مثرية لهذه الإشكاليات كقضايا التعايش العالمي والتعاون الحضاري وحل النزاعات. يذكر أن الندوة تأخرت عن موعدها المحدد في البلاغ بحوالي 45 دقيقة، وأخذ الدكتور أحمد العبادي الكلمة طيلة الندوة، رغم أن المنصة كانت تضم عدداً من الشخصيات.