- ما هي مناسبة عقد ملتقى دولي حول الشاذلية المشيشية بالمغرب؟ < هذا الملتقى عبارة عن منتدى دعا إليه نقيب الشرفاء العلميين المشيشيين سيدي عبد الهادي بركة من أجل تمكين الطرق الشاذلية في العالم من قاعدة محايدة كانت هي المنطلق لها جميعا وهي جبل العلم، حيث ضريح شيخي الإمام الشاذلي مولاي عبد السلام بن مشيش، هذا المنتدى العالمي السنوي فرصة لطرق وتناول مجموعة من القضايا ذات الأهمية البالغة كونيا من زاوية النظر الروحية والعلمية حيث سوف يتمكن المشاركون بهذه المقاربات النوعية من الإسهام بإلقاء إضاءات جديدة وكشف حلول مثرية ومغنية لهذه الإشكالات، كقضايا التعايش العالمي والتعاوف الحضاري، وقضايا البيئة وحل النزاعات... بحيث سوف يكون هذا المنتدى محتدا، محايدا، روحانيا وسلميا يتم فيه نسج خيوط إضافية من السلام والتعايش العالميين، انطلاقا من التجربة الدينية الروحية والحضارية في هذا البلد الكريم، الذي كانت له دوما إسهاماته المتميزة في هذا الباب. - هل الهدف من إنشاء منتدى عالمي هو تجميع الزوايا الصوفية في المغرب والعالم؟ < ليس الغرض هو التجميع وإنما هو التداول والنظر المشتركان حول قضايا بالغة الأهمية تهم مصير الإنسان فوق هذا الكويكب بمعزل ومنأى عن الإكراهات السياسية والاقتصادية والتجاذبية وهي إكراهات تحد من إمكانات رؤية أصفى وأكثر تجردا وهي رؤية تعد شرطا لتجاوز هذا الزخم من مشاكلنا الآدمية المزمنة، فالمقصد إذن هو تيسير فضاء يكون فيه التداول والنظر المنفكان عن هذه الإكراهات التي تحد من سعة إمكان وجود حلول أمثل لهذه المشاكل. - هل ترون أن هذه اليقظة الصوفية للمغرب في السنوات الأخيرة ترمي إلى دعم استراتيجية تجديد الخطاب الديني؟ < الحاصل أن القضية ليست قضية يقظة وإنما القضية أكثر من ذلك استمرار لما تعارف عليه المغاربة منذ قرون، حين أجمعوا على أن أسس تدينهم بالدين الإسلامي تقوم على دعامات ثلاث يلخصها قول الناظم ابن عاشر رحمه الله في «عقد الأشعري وفقه مالك وفي طريقة الجني «السالك»، فالأمر لا يعدو كونه تجديدا لهذه الدعامات الموجودة نحو انطلاق متزن أمثل نحو الآفاق المنشودة، وهي آفاق منضبطة بضوابط الشرع الإسلامي متسربلة بأوشحة جمالية في التصاق واع بكل المقتضيات السياقية، المحلية والإقليمية والجهوية والكونية. * أمين عام الرابطة المحمدية للعلماء