اختير الفنان المغربي عبد الحفيظ الدوزي ليكون من ضمن المشاركين في العمل الفني الجديد للمغني الأمريكي «جيزون دريلو» بعنوان «كولورز» (ألوان)، وهي الأغنية الرسمية التي اعتمدت كشعار لكأس العالم 2018 من طرف الممول الرئيسي للتظاهرة التي ستقام بروسيا صيف هاته السنة. تأهل الفنان الوجدي المقيم ببلجيكا أرخه الفيديو الذي أطلق على الشبكة العنكبوتية منذ 18 مارس الماضي والذي صورت فيه بعض من مراحل الرحلة التي قادت الفنان نحو منزل «جيزون دريلو» بلوس أنجلس من أجل وضع آخر اللمسات لعملهم المشترك، على حد قول الدوزي، الذي ظهر في بداية الفيديو ليقدمه لجمهوره. كما وقف الشريط هذا،على مختلف المحطات التي مر منها الفنان الوجدي ولقطات من الكواليس، فضلا عن الأنشطة الترفيهية والمهنية التي التقطت له بالأستوديو بالمنزل، رفقة فريق عمل الفنان الأمريكي بمعية العديد من الفنانين الآخرين المشاركين في هاته المغامرة، والذين اختيروا، هم كذلك، لرفع أعلام بلدانهم في هاته التظاهرة الرياضية العالمية. الأغنية «كولورز»، التي لحنها وكتب كلماتها الأصلية باللغة الانجليزية» «جيزون دريلو» المغني الشاب الأمريكي المنحدرة أصوله من هايتي والمعروف في مجال موسيقى البوب وال «ايرنبي»، تتغني باختلاف الثقافات وتحتفي بالوحدة مابين الشعوب بالرغم من اختلاف هاته الألوان، كما تستدعي كل واحد ليعبرعن ذلك التنوع ويدافع عن «لونه»..، وكانت هذه مناسبة للفنان المغربي ليكون من المرافقين ل «جيزون» لتمثيل رايته رفقة فنانين آخرين كالمصري تامر حسني وغيره. اختيار الكلمات كانت لها أهميتها، وهذا ما أكده الدوزي في غير ما مناسبة، حيث صرح بأن كتابة الكلمات المناسبة بالعربية وفي شقها المغربي، قد استغرقت بضعا من الوقت حتى يتمكن من التعبير عن نفس الرسالة التي تسعى إليها الأغنية الأصل وبشكل يقنعه. وقد أضاف كذلك بأن تجربته مع المغني والملحن وكاتب الكلمات ومصمم الرقصات الأمريكي «جيزون»، قد أثرت معارفه لما يتميز به هذا الفنان العالمي من مهنية هو وفريق عمله..، تجربة تمناها لكل فنان مغربي أو عربي . وللإشارة فالدوزي ابن مدينة وجدة، قد ظهرت موهبته الغنائية وهو لم يتجاوز سنته الثالثة قبل أن يشارك فعليا سنتين بعد ذلك في برنامج إذاعي في مدينته بمناسبة احتفالات عيد الشباب، لكن لم يتعرف عليه الجمهور المغربي إلا في سنة 1997 من خلال ظهوره في برنامج «استوديو 5» بالقناة الأولى، ذلك لأنه لقي تشجيعات من طرف عائلته وخاصة أخاه «قادر» المغني السابق لفن الراي والملحن والكاتب الكلمات الذي أصبح في ما بعد مدير أعماله الشخصي وأحد مستشاريه الأساسيين في مساره. ومسار الدوزي أراده أن يكون متميزا، لا يعتمد فقط على موهبته، بل أراد صقل هاته الأخيرة بالدراسة مما دفع به للإلتحاق بعائلته ببلجيكا سنة 2003. مرحلة الدراسة هاته، تمكن فيها الفنان الشاب من خلق أسلوب خاص به يمزح فيه بين البوب والموسيقى الإلكترونية..، وأسلوبه الفني ترجمه في عدة ألبومات أصدرها حينها وأغاني حققت أعلى مبيعات بأوروبا خاصةمنها»مريامة» و«ماني زعفان»، فضلا عن أغاني أخرى جعلته يحرز على الأسطوانتين الذهبية والبلاتينية سنة 2005 وغيرها من الأغاني التي لاقت إعجابا من طرف جمهوره ك «أنا مغربي» و«العيون عينيا».. من جهة أخرى، انتشر الدوزي بفضل اختياراته ومهنيته في المغرب أيضا، تجلى ذلك في الدعوات التي تلقاها للمساهمة في تظاهرات فنية تتصف بالعالمية كمهرجان «موازين» في دورته ال 15، حيث حقق أعلى نسبة حضور جماهيري وكذا المهرجان الدولي للسينما بمراكش. ويمكن أن نقول بأن الدوزي تميز بالذكاء في التسويق لصورته، إذ اعتمد على صفتين أساسيتين لشخصيته أولاهما مهنية، تمثلت في التأني في اختيار أعماله واحترامه لأسلوبه الموسيقي، وثانيهما خلقية، وهي تغري العديد من المعجبين على اختلاف أعمارهم، لدرجة أنها توجته بلقب «محبوب الجماهير». هاته الصفة جعلت بلدانا مختلفة تهتم به كالنمسا وبلجيكا وهولندا وألمانيا وسويسرا..إذ جعلت منه شخصية نموذجية تدرج في بعض المقررات المدرسية، كما أنها منحته شعبية أهلته ليشارك في عدة أعمال فنية رفقة مشاهير كالشاب خالد وفرانش مونتانا وأن يتم اختياره من بين مدعوين لتمثيل المغرب في مناسبات نظمتها شخصيات دولية سواء في البيت الأبيض خلال فترة رئاسة أوباما أو في إفريقيا الغربية، حيث دعته حرم الرئيس الغامبي التي تعد من المعجبات به. اعتماد الدوزي نفس الذكاء في اختياراته الفنية تكرست في أعمال أخرى تلت من بينها ألبوم «حياتي»، إذ قدم فيه عصارة فنه من خلال الألحان والكلمات الجيدة التي تتطرق لمواضيع قريبة من الناس، وكذلك أغنية «الموجة»التي عرفت نجاحا مبهرا.