شكلت سنة 2017، سنة تعثر في مجال الأغنية والموسيقى، لعدم وجود إرادة سياسية لتطوير المجال بهدف تربية ذوق سليم، لكنها شكلت أيضا السنة الفنية المثالية لعدد من الفنانين المغاربة، سواء كانوا نجوما أو أسماء صاعدة، يشتغلون بعيدا عن المؤسسات، واستطاعوا أن يخلقوا الحدث، ويشكلوا ظاهرة تتابعها فئة عريضة من المراهقين وفئة من الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى اليوتيوب. وعرفت السنة كذلك ميلاد قناة للموسيقى والأغنية، وبرنامج حاول إعادة الاهتمام بالأغاني القديمة والتراثية، لكنه لاقى الانتقاد. فنانون رواد: السنة الغنائية هزيلة اعتبر عدد من الفنانين المغاربة، مطربين وملحنين من الرواد، وبينهم الفنان والملحن سعيد الإمام، سنة 2017 سنة هزيلة من حيث الإنتاج، لعدم وجود إرادة سياسية للنهوض بالقطاع، ما أدى إلى ركود الأغنية المغربية الحقيقية الملامح، بعيدا عن المحاولات والاجتهادات الفردية، التي تتأرجح بين السطو على بعض أغاني الراي، وعلى الأغاني القديمة وإعادة توزيعها دون أن تستجيب لمعايير الموسيقى الراقية، ونسبها إلى أنفسهم، وبين أعمال قليلة فيها بعض الاجتهاد والإبداع. ويوضح الإمام أن تأمل برامج القنوات التلفزية المغربية يؤكد أن أشباه الفنانين، الذين يشكلون انحرافا عن هوية الأغنية المغربية، هم من كانت لهم الحظوة، وتكرر ظهورهم مرات عديدة، في الوقت الذي لم تتح لأصوات مبدعة، تشتغل معتزة بهويتها الموسيقية المغربية، فرصة الظهور ولو مرة واحدة. وبخصوص الأصوات الجيدة الشابة وغيرها التي تظهر على التلفزيون، اعتبر الفنان الإمام أنها مقيدة بغناء القديم للمشاهير، إن طلب منها الطرب، بعيدا عن تقديم جديد خاص بها في ما يخص الأغاني الطربية، مغربية كانت أم عربية. وقد تعثر إنجاز الأعمال الموسيقية والغنائية التي قررت الدولة منحها دعما، على هزالته، سنة 2017، بسبب «البلوكاج» الحكومي. وفي هذا الصدد قال الفنان والملحن سعيد الإمام، في حديث مع «اليوم24»، إنه «لا يمكن أن نطلب من فنان أن ينتج من فراغ»، وأوضح أن وزارة المالية صرفت دعم كل القطاعات، باستثناء مجال الموسيقى والأغنية المغربية الذي بقي معلقا طيلة السنة، ولم يتقرر صرفه إلا في نهاية شهر دجنبر، بعد اتصالات متكررة مع الوزير الجديد، الذي عزا التعثر إلى المسؤول الذي سبقه، وهو ما أدى إلى عدم إنجاز الأعمال الغنائية التي دعمتها وزارة الثقافة. أيمن السرحاني ظاهرة السنة حقق أيمن السرحاني ظاهرة «الواي واي» شهرة واسعة داخل المغرب وخارجه، في مدة قصيرة، وأصبح من بين الفنانين الأكثر طلبا لإحياء حفلات خاصة ومهرجانات وطنية وبأوروبا سنة 2017. وقد أصدر أغاني كثيرة ومختلفة هذه السنة، بينها «نبغي تجيني بالسورفيط» ! عنوان قد يقول البعض إنه بكلمات شبابية، لكن كثيرين يعتبرونه «سوقيا» ويوحي بطبيعة اختيارات هذا المغني الشاب الذي تمكن من فرض وجوده بمجهوده الفردي وبأغانٍ متواترة وجدت صداها لدى شريحة كبيرة من المراهقين والشباب بالمغرب والجزائر وأوروبا. السرحاني الظاهرة الذي يؤدي لون الراي بطريقته الخاصة، ينحدر من مدينة وجدة، ولد وترعرع بمدينة «ليل» الفرنسية، وتمكن، حسب المتابعين، من رسم مسيرة من ذهب، لا يتعدى عمرها ثلاث سنوات، توجت سنة 2017 بدخوله عالم النجومية والشهرة. سعد لمجرد.. الفضيحة لصيقة وأغنية حطمت الأرقام القياسية رغم إطلاق سراحه، في انتظار محاكمته في قضية الاغتصاب، التي شهدت في الشهور الأخيرة من سنة 2017 خروج متهمته الفرنسية بفيديو قلب الموازين، وجعل كثيرا من الواقفين في صفه ينقلبون ضده، ومنهم مديرة أعماله السابقة، لم تفتر عزيمة الفنان سعد لمجرد في مواصلة النجاح والربح، فأطلق فيديو كليب أغنية جديدة حطمت الأرقام القياسية. كليب Let Go تجاوز به 100 مليون مشاهدة على يوتيوب، وأحرز جائزة أفضل كليب سنة 2017 في مسابقة Morocco music awards. بعد أفوله.. أحمد شوقي ينهي سنته بالفضيحة بعدما تم فسخ ارتباطه بالمنتج والموزع الموسيقي العالمي نادر الخياط، الشهير ب«ريدوان»، أفل نجم الفنان أحمد شوقي، فانحسرت عنه أضواء الإعلام سنة 2017، لكنه عاد في نهايتها بفضيحة مدوية. يتعلق الأمر بصور له رفقة فتاة، غير زوجته، وتسجيلات صوتية أثارت سخط جمهوره. الفتاة المغربية قيل «إنه استغلها جنسيا وماديا لمدة سنتين»، حسب ما تناقلته مواقع إعلامية مختلفة. هذه الفضيحة اعتبرها شوقي طريقة ليعود إلى الواجهة، ويطلق آخر أغانيه التي تجمعه بالطفل الروماني "عمر أرناؤوط"، تحت عنوان "انساها"، عبر قناته الخاصة على موقع رفع الفيديوهات "يوتيوب"، في الأسبوع الأخير من 2017. أسماء لمنور بأغنية مغربية جاءت الأولى في تصنيف روتانا حققت أعلى أسماء لمنور نسب مشاهدة في إصدارات شركة روتانا لسنة 2017 على يوتيوب بكليب «عندو الزين»، كما احتلت أغنيتها «صبية» المركز السابع في التصنيف نفسه. وهما أغنيتان من ألبوم أطلقته هذه السنة. الدوزي أفضل أغنية بوب بعد أغنيته العاطفية «الموجة»، التي حققت نسب مشاهدة عالية على اليوتيوب، والتي أطلقت بداية 2017، نال النجم الشاب عبد الحفيظ الدوزي جائزة أفضل فنان مغربي ضمن جوائز «داف باما 2017» بألمانيا، وجائزة أفضل أغنية «بوب» ضمن جوائز «MMA» عن أغنية «مينة» التي أصدرها في الشهور الأخيرة من السنة، وواصل نجاحاته وتوسيع قاعدته الجماهيرية التي حققت له الظهور في مختلف البرامج التلفزيونية والإذاعية المغربية. وألغى الدوزي أغنيته «ديو» التي كان مفترضا أن يصدرها مع دنيا باطما. دنيا باطما تتصدر قائمة المطلوبات لحفلات الخليج والمغرب بمنطق ربحي مشروع، استثمرت الفنانة المغربية دنيا باطما شهرتها لتوسيع قاعدة ممتلكاتها، كما قاعدتها الجماهيرية في المغرب والخليج، وتمكنت خلال سنة 2017، التي واصلت فيها إثارة الجدل عبر صفحاتها على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، من نيل لقب أغنى المغنيات الشابات عربيا. دنيا واصلت نجاحها بإصدارات غنائية مختلفة خليجية الهوى، وإن تضمن بعضها لمسات مغربية. بروز فنانين من شمال المغرب العديد من الفنانين المنحدرين من شمال المغرب تميزوا هذه السنة، حيث حققت إصداراتهم نسب مشاهدة عالية، وأصبحت أسماؤهم معروفة لدى الجمهور المغربي، من أبرزهم زهير بهاوي، ونعمان بلعياشي، وعماد بنعمر، ومعتز أبو الزوز. إطلاق قناة مغربية للموسيقى والأغنية تميزت سنة 2017 بإطلاق مجموعة "شدى" مشروعها الإعلامي الجديد «شدى تي في»، بدأت بثها يوم ال11 من دجنبر، ويتعلق الأمر بأول قناة تلفزيونية متخصصة في مجال الفن، الأغنية، المنوعات والثقافة. وتراهن هذه القناة، حسب المشرفين عليها، «على التعريف بالأغنية والفن المغربي عبر كشف مختلف التعابير الفنية المغربية، وتقديمها بشكل مختلف للمتلقي، كما تراهن القناة المتخصصة على تشجيع الشباب الواعد في المجال، واكتشاف مواهب جديدة في المجال الفني، وفق تصور إعلامي يروم الإجابة عن مختلف انتظارات المتلقي المغربي، كما تراهن القناة على تقديم منتوج يتجاوب مع أذواق وتوقعات مختلف الشرائح العمرية والمجتمعية». «كوك استوديو» نسخة مغربية بين القبول والرفض من بين ما ميز سنة 2017 في الساحة الفنية، صدور برنامج "كوك استوديو" في نسخة مغربية على القناة الثانية «دوزيم»، من فئة البرامج الفنية الجديدة التي تجمع بين أجيال الموسيقى المغربية من جيل الشباب وجيل الرواد، وجاء ذلك، حسب المشرفين عليه، بهدف «إحياء أغنية المغربية الأصيلة، وإعادة ما هو معروف بشكل جديد»، وهو الهدف الذي انقسم بشأن تقييمه أهل الفن ومعهم الجمهور. ففي الوقت الذي أشاد البعض بفكرته، وبالتوزيع الجديد للأغاني المغربية الرائدة، والتراثية، وجه آخرون انتقادا لاذعا إلى القائمين على البرنامج، واعتبروه مشوها لكل ما هو أصيل، وهو عبث بأعمال غنائية مغربية كبيرة، وجب التعريف بها وتقديمها للجيل الجديد في صورها الحقيقية الأجمل، والأكثر قدرة على تلطيف وتهذيب الذوق الفني لدى المراهقين والشباب اليوم. وتعتمد تيمة البرنامج على أداء أغنية معينة لها تاريخ وصيت واسع، بواسطة مطربين بعزف ممزوج بين القديم والحديث على شكل ديو غنائي يجمع بين فنانين من جيل الرواد والجيل الجديد، غالبيتهم من الذين تألقوا في برامج اكتشاف المواهب المختلفة التي تذاع على القنوات العربية وكذا المغربية.