خدوج سلاسي تذكر بالمعارك التي خاضتها المناضلات الاتحاديات في ما يتعلق بالمسألة النسائية وتنوه بالمرأة الفجيجية وتثمن انخراطها بشكل كبير في العمل الجمعوي ومشاركتها في المجال السياسي أشرفت خدوج سلاسي، الكاتبة الوطنية للمنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات، رفقة عضوي الكتابة الوطنية نعيمة بوهوشي ونعيمة فايدة، وبحضور فاطمة بلمودن، عضو المكتب السياسي السابق للاتحاد الاشتراكي، يوم الأحد 18 مارس الجاري، على تأسيس الكتابة الإقليمية للمنظمة بفجيج. وفي كلمة بهذه المناسبة، قدمت خدوج سلاسي مجموعة من المعطيات المرتبطة بمقاربة حزب الاتحاد الاشتراكي للمسألة النسائية، مذكرة بأنه أول حزب اهتم بشكل كبير بالقطاع النسائي، بحيث تم إحداث هذا القطاع الذي سيتحول تدريجيا عبر سنوات طويلة من النضال إلى ما نسميه اليوم المنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات، في المؤتمر الاستثنائي سنة 1975، وهو المؤتمر الذي قرر فيه الحزب تبني استراتيجية النضال الديموقراطي التي تعني «النضال والمشاركة في بناء الدولة بطريقة هادفة وسلسلة عبر المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية وبناء المؤسسات…»، مضيفة بأنه تم التأكيد في هذا الإطار على أنه «لا يمكن الحديث عن استراتيجية للنضال الديموقراطي دون أن يكون هناك إشراك للنساء في عملية بناء الدولة». وذكرت الكاتبة الوطنية بالمعارك التي خاضتها المناضلات الاتحاديات والتراكمات التي تم تسجيلها في ما يتعلق بالمسألة النسائية، بدءا من رفع نسبة المشاركة النسائية في الهياكل الحزبية إلى الرفع من تمثيلية النساء على مستوى الهيئات المنتخبة… كما ذكرت ببعض القضايا التي ناضلت من أجلها النساء الاتحاديات إلى جانب القوى التقدمية والمكتسبات التي تم تحقيقها، كمدونة الأسرة، الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية، قانون الجنسية… وتطرقت خدوج سلاسي إلى دستور 2011، مبرزة أنه وثيقة متقدمة ومتطورة بشكل كبير تهيمن عليها «الروح المساواتية» واللغة المستعملة فيها هي «أن المواطنة لا تقبل التجزيء»، إلى جانب اعتماد مقاربة النوع في تدبير السياسات العمومية على اعتبار «أننا مجتمع يتكون من النساء والرجال». وتحدثت أيضا عن الجهوية المتقدمة مشيرة إلى أنها لا يمكن أن تكون تنزيلا حقيقيا للديموقراطية «إلا إذا كانت هناك مشاركة قوية للكفاءات النسائية المتواجدة على مستوى الجهات». الكاتبة الوطنية للمنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات، ذكرت في كلمتها بأن هذه الأخيرة واكبت ظهور هيئة المناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز ضد النساء وكذا القانون المتعلق بتجريم العنف بكل أشكاله، وأصدرت بهذا الخصوص بيانات قدمت فيها مشاريعها وتعديلاتها، حيث كان لديها تحفظ على هيئة المناصفة حين ظهورها بحيث ارتأت أنها «هيئة استشارية لا تتوفر على الصلاحيات الأساسية التي تسمح لها حتى باللجوء إلى القضاء في حالة الإخلال بالمناصفة»، وفي ما يتعلق بقانون العنف فقد دعت إلى إعادة النظر فيه لكونه لا يتوفر على جميع الشروط المتعلقة بوقاية النساء من العنف وبالتكفل بالمعنفات وحمايتهن… «ومع ذلك عندما سيخرج هذا القانون سنشتغل في إطاره وسنستمر في نضالنا من أجل تجويد القوانين وتصحيحها» تقول الكاتبة الوطنية. كما أبرزت سلاسي بأن مدونة الأسرة ظهرت فيها مجموعة من الاختلالات، سواء على مستوى نقص النصوص أو على مستوى عدم أو سوء تطبيقها، ومن هذه الاختلالات ذكرت الكاتبة الوطنية تعدد الزوجات وزواج القاصرات، مشيرة إلى أن المحاكم المغربية سجلت عددا مهولا من زواج القاصرات تحت مبرر السلطة التقديرية للقاضي، «ونحن في المنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات نعتبر بأن ما يسمى بالسلطة التقديرية للقضاء يجب أن تدفع بالنص إلى الأعلى وليس إلى الأسفل، لأن من حق الطفلة، التي لم تبلغ 18 سنة، أن تنعم بطفولتها وأن يكون لديها حق الولوج إلى الصحة والولوج إلى التعليم لكي تكون لديها إمكانية الاستقلال الاقتصادي»، وفي هذا الإطار أكدت بأن لديهم «ما يكفي من الجرأة والشجاعة والعناد والاستمرارية كمناضلات للنضال من أجل إدخال تغيير على المدونة في المستقبل»… ذات المتحدثة، عرجت على المؤتمر الوطني السابع للمنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات مشيرة إلى أنه رفع شعار «الدولة المدنية هي أساس المواطنة الكاملة»، وقدمت تفصيلا حول مفهوم الدولة المدنية موضحة بأنها «الدولة التي تتأسس على القانون وليس على الأشخاص، تتأسس على المؤسسات وليس على القبائل والأسر والأسماء، وهي الدولة الضامنة للمواطنة وأساس المواطنة هي المساواة»… وأضافت قائلة: «المطلوب من الدولة المدنية ألا يتم استعمال الدين في السياسة لأن الدين مسألة عقدية تدبيرها بيننا وبين الله والسياسة مسألة دنيوية ندبرها في ما بيننا»، وذلك في إشارة إلى توظيف الدين في السياسة خلال الاستحقاقات الانتخابية… وأشارت خدوج سلاسي أيضا إلى أن الملك محمد السادس أشار في أحد خطاباته إلى «ضرورة أن يكون هناك نموذج تنموي جديد»، وذكرت في هذا الصدد بأنه «لا يمكن أن يكون هنالك أي نموذج تنموي جديد يعالج اختلالاتنا السابقة إلا بالمشاركة السياسية الفعلية للنساء»، وأشارت إلى أن النموذج التنموي القديم عرف اختلالات ومطبات ثلاثة «لم ننجح فيها في تدبير السياسات العمومية من الاستقلال إلى اليوم»، ويتعلق الأمر ب»البادية، المدرسة والمرأة، وأنا اخترت تسميتها بالثلاثي المؤنث المأزوم، لذا لا يمكن إلا أن ننخرط بشكل قوي وأن نترافع من أجل أن نتواجد في إطار هذا النموذج الجديد» تقول خدوج سلاسي. هذا، ونوهت الكاتبة الوطنية للمنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات في كلمتها، بالمرأة الفجيجية وثمنت انخراطها بشكل كبير في العمل الجمعوي وكذا مشاركتها في المجال السياسي، ودعت إلى «الخلخلة لنفض الغبار الموجود على الأدمغة لتغيير التصورات حول النساء». وبعد ذلك تناولت نعيمة بوهوشي المكلفة بالجانب التنظيمي العملي بالمنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات،الكلمة، وبعد تلقي الترشيحات للكتابة الإقليمية للمنظمة بفجيج، تم انتخاب فتيحة قادي كاتبة إقليمية بالإجماع، وضمت الكتابة الإقليمية في عضويتها كلا من حنان بوبكري، نوال الزناتي، لطيفة دبشي، أمينة بنكروم، سمية دبشي، سناء خيار، زهرة بنعيسى كريمة دبشي أمال بنبراهيم وحبيبة بوزيان. وكانت خدوج سلاسي قد قامت، صباح السبت 17 مارس، رفقة نعيمة فايدة وفاطمة بلمودن ومناضلات الاتحاد الاشتراكي بفجيج، بزيارة إلى بعض الجمعيات والتعاونيات النسائية النشيطة، ومركز جناح الرحمة للترويض والترويح الذي يعنى بالأشخاص المسنين، كما شملت الزيارات الميدانية مدرسة النهضة المحمدية وخزانة مركز بلقاسم وزان لحفظ الذاكرة… وذلك في إطار برنامج الأيام الإشعاعية التي نظمتها الكتابة الإقليمية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ومكتب فرع فجيج، بتنسيق مع المنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الذي اختير له شعار «تمكين المرأة من حقوقها الاقتصادية والاجتماعية شرط أساسي لتنمية المجتمع».