بانتصار الجيش الملكي على غريمه الرجاء البيضاوي في إياب ثمن نهاية كأس العرش،التي احتضنها ملعب الفتح الرياضي، بثلاثة أهداف مقابل هدفين، يكون الزعيم قد أكد انتصاره في مباراة الذهاب، والتي كانت قد آلت لصالحه، بعد عودته بانتصار بهدف يتيم. مباراة الكلاسيكو كانت بدون توابل، بعد قرار الجامعة الملكية المغربية إجراءها من دون جماهير، وذلك عقابا لجماهير الرجاء والجيش الملكي على ما رافق مباراة الدورة الثالثة من البطولة الاحترافية من أحداث شغب، وصلت شظاياها إلى مدينة المحمدية. قرار الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم حرم جماهير الفريقين من الفرح بخمسة أهداف، وخلق الاحتفالية التي تؤثث مباريات كرة القدم. الاحتفالية البعيدة عن»التهراس، والتشرميل طبعا» المباراة في شوطها الأول عرفت نهجا تكتيكيا صارما،خاصة وأن إجراء ثلاث مباريات متتالية جعلت كلا المدربين رشيد الطوسي وعبد الحق بنشيخة يعرفان إمكانيات كل لاعب، ونوايا بعضهما البعض، ولهذا كان لابد من الحذر. الحذر كان كبيرا من طرف فريق الجيش الملكي، لأن الضغط كان على فريق الرجاء، الذي كان عليه تجاوز هدف مباراة الإياب، ولهذا حاول البحث عن هدف مبكر بعد مرور 15 دقيقة الأولى، حيث بدأ يناور من الأطراف والانسلال من وسط الميدان، مع السرعة في التمريرات والتوغل إلى وسط مربع العمليات، لأن نوايا بعض اللاعبين كانت ترمي إلى محاولة تمويه الحكم جيد رضوان، الذي أدار مباراة الذهاب والإياب، والذي لم تنطل عليه حيل بعض اللاعبين وكان الجزاء الورقة الصفراء. وبالرغم من اندفاع لاعبي فريق الرجاء نحو مرمى فريق الجيش الملكي إلا أنهم كانوا دائما يتواجدون بقوة عددية في الدفاع عند كل مرتد هجومي، فقد كانوا يتواجدون بخمسة مدافعين مقابل مهاجمين(بنجلون وأنوار). ضغط فريق الرجاء الرياضي توج في الدقيقة 28 بهدف جميل بقدم اللاعب مويتيس، الذي سدد بقوة ومن بعد متر واحد عن مرمى آنس الزنيتي، لتستقر كرته في الشباك. الهدف جعل رشيد الطاوسي يعيد قراءة أوراقه بتقوية الهجوم بأكثر من لاعبين، وبعدم الاعتماد على الكرات العالية لأنه كان يعلم جيدا بأن قامة أنوار وبنرحمة لن تسعفهما أمام قامة مدافعي فريق الرجاء (بلمعلم ،أولحاج). أسلوب الطاوسي هدد في كثير من المرات مرمى الحارس هشام العلوش، الذي عوض الحارس العسكري الموقوف لمدة أربع مباريات. هجومات الفريق العسكري كانت تخيف المدرب بنشيخة، لكنها لم تكن قادرة على إدخال الفرحة على رشيد الطاوسي، الذي بقي واقفا يتابع المباراة بصوته وحركاته وتوجيهاته، شأنه في ذلك شأن المدرب بنشيخة. ونظرا لغياب الجماهير، فإن كل كلامها كان يصل المدرجات حيث كان الصحافيون، الشيء الذي جعلهم يقفون على مدى التوتر الذي وصل إليه المدربان. وحتى يعاني الطوسي من ضغط أكثر سينتهي الشوط الأول بانتصار فريق الرجاء. الشوط الثاني من المباراة خاضه فريق الجيش الملكي باندفاع كبير وتنظيم محكم في وسط الميدان، مع الاعتماد على التمريرات الأرضية والعميقة، والتي كانت تهدف إلى تكسير خطة التسلل. ومن تمريرة عميقة من بنجلون سيتسلم يوسف أنوار كرة «ميليمترية»، فغير من سرعته وتخلص من الكروشي ثم توغل وسدد في محاولة أولى تصدى الحارس العلوش، قبل أن يعاود التسديد لتستقر الكرة في شباك مرمى فريق الرجاء. وحده الطاوسي وعناصر كرسي احتياطه فرحوا بالهدف، في غياب الأنصار. هدف التعادل جعل فريق الرجاء يعود إلى نقطة الإقصاء، فكان لابد من مضاعفة الجهد، واللعب بسرعة كبيرة، فكانت المرتدات هي الحل، وكانت واحدة منها مكلفة لفريق الجيش الملكي، ذلك أن اللاعب الزكرومي لمس الكرة بيده ليحصد إنذارا ثانيا كلفه الطرد. وبما أن المصائب لا تأتي فرادى، سيسجل الكروشي هدفا رائعا في الدقيقة 55 من الضربة الثابتة، التي أعلن عنها الحكم جيد بعد لمسة اليد. الهدف وبالرغم من كونه أفرح رئيس الرجاء بودريقة، فإنه غادر المدرجات بتباطؤ شديد لأن أعصابه لم تسعفه لمتابعة كل أطوار المباراة. هنا أدرك رشيد الطاوسي بأنه لابد من تغييرات اضطرراية، فأدخل اللاعب الولجي لمساعدة المدافع عزيم وأيوب الخالقي الذي قدم أداء جيدا، وكان مكسرا لكل محاولات فريق الرجاء، كما كان قادرا على تحويل الخطر إلى الجهة المقابلة. ومن هجوم مضاد سيسلم اللاعب النغمي كرة عميقة للاعب بنجلون، الذي يتوغل في مربع العمليات، وسجل هدف التعادل، والذي علم به بودريقة وهو أمام بوابة الملعب. هدف التعادل صعب مهمة فريق الرجاء، وبدأت حسابات بنشيخة تتعقد، ولفكها أدخل كلا من إيسن وكيبي عوض كلا من الحافظي ومويتيس. بداية إيسن كانت بحصوله على بطاقة صفراء بعد لمسة يد متعمدة. هدف تعادل الجيش الملكي أظهر كذلك بأن لاعبي فريق الرجاء غير قادرين على الاحتفاظ على امتيازهم، بالرغم من تفوقهم العددي. ولتكريس هذا العجز، يتوغل اللاعب أنوار في وسط مربع عمليات مرمى الحارس علوش، ويسدد بقوة، حيث صد القائم الكرة ليتلقفها اللاعب شاكير، فيسدد بقوة ليسجل الهدف الثالث لفريق الجيش الملكي في الدقيقة 73 . الهدف الثالث جعل مهمة الرجاء الرياضي مستحيلة، ولتصبح معقدة سيطرد الحكم جيد عميد فريق الرجاء، اللاعب بلمعلم، بعد تعمده الخشونة، ولتتبعثر أوراق بنشيخة أكثر إلى الحد الذي أصبحت فيه لملمتها مستحيلة يطرد جيد اللاعب إيسن في الدقيقة 83، بعد محاولته تمويه الحكم داخل مربع العمليات. النقص العددي أراح كثيرا فريق الجيش الملكي، الذي أصبح يخوض المباراة بدون ضغط، ولينهي المباراة بانتصار ثمين أفرح الألترات العسكرية في المقاهي، وجعلها تعبر عن ذلك بمنبهات السيارات في الشوارع. تصريحان رشيد الطاوسي، مدرب فريق الجيش الملكي« الانتصار في هذه المباراة له أكثر من طعم. خلال إدارتي للمباراة ركزت على مقومات لاعبي فريقي، ولم أهتم بلاعبي الرجاء، وذلك للحد من فعالية لاعبي فريق الرجاء. كل هذا مع الاعتماد على النهج الهجومي.» عبد الحق بنشيخة مدرب فريق الرجاء الرياضي «المباراة تميزت بالندية، واستطعنا التفوق خلال الشوط الأول. ارتكبنا الكثير من الأخطاء في التمرير، قبل المباراة نبهت لاعبي فريقي إلى خطورة اللاعب أنوار وشاكير، وفعلا كان الخطر منهما.»