بانتصار فريق الجيش الملكي على فريق أولاد عبدون، أولمبيك خريبكة، بهدفين مقابل هدف واحد في المباراة التي جمعتهما بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، برسم الدورة 14 من البطولة الاحترافية، يكون الفريق العسكري قد كرس نفسه زعيما للبطولة الاحترافية، ولو بصفة مؤقتة، وبرصيد 29 نقطة. فريق الجيش الملكي، بقيادة الإطار الوطني عبد الزاق خيري، يعي جيدا بأن إنهاء الشطر الأول من البطولة بلقب الزعيم سيكون دعما قويا للاعبين، وسيجعل فترة توقف البطولة تمر في مناخ نفسي جد إيجابي يركز على تحصين الإنجاز، عوض البحث عن فرص للخروج من دائرة الشك. الزعامة، منحها اللاعب النغمي في الدقيقة 31، بعدما مهد له اللاعب عزيزجنيد فرصة سانحة للتسجيل، من خلال تهييء جيد جعل النغمي يستفيد من مساحة فارغة، ثم يسدد بقوة مسجلا هدفا رائعا. هذا الهدف جعل فريق أولاد عبدون يخرج من نهجه الدفاعي الصارم، الذي طبقه منذ بداية المباراة، حيث كان يعتمد على اللاعب أبو النور عبد الصمد كمهاجم بدون سند، لذلك بقي معزولا وغير قادر على الدخول في النزالات، نظرا للقوة العددية لمدافعي فريق الجيش الملكي. هدف السبق للفريق العسكري كان طعما قاتلا، ذلك أن لاعبيه حاولوا تعزيز الغلة، فأفرغوا الدفاع وضغطوا بوسط الميدان، فخلقوا بذلك مساحات يعشقها اللاعب التريكي كثيرا، فكان له ما أراد في الدقيقة 41، بعدما انسل وانطلق من وسط الميدان، بعد هجوم مرتد، تخلص فيه من مدافع واحد، فيسدد بقوة كرة هزمت الحارس لكروني. الهدف أعاد المباراة إلى طابعها التاكتيكي، واللعب الحذر، فأسدل فؤاد الصحابي ستارين دفاعيين، واعتمد على اللعب وسط الميدان والتمريرات الطويلة العرضية، لقتل المباراة وتنويمها، لامتصاص حماس لاعبي الفريق العسكري الذين حصنوا دفاعهم، وزادوا من هجماتهم، خاصة من طرف كل من عقال وجنيد والنغمي. وكان عقال قريبا من إعادة فريق أولاد عبدون إلى دوامة الشك، لو تخلص من ثقته الزائدة في المقومات. الشك دخله الفريق العسكري، بعد إعلان الحكم بولحواجب عن نهاية الشوط الأول بتعادل، اعتبره فؤاد الصحابي إنجازا، سيجعل فريقه يخوض الشوط الثاني بارتياح. ولكي يبقى بعيدا عن الضغط، عمد فريق أولاد عبدون إلى المبادرة بالهجوم، وحتم عليه ذلك عدم ترك المساحات في وسط الميدان، مع تشديد الحراسة على عقال وجنيد والنغمي وتحصين الدفاع بثلاثي متقارب تكون من أمزيل عقادي وباكاياكو. وللمزيد من الطراوة البدنية، اعتمد كل من عبد الرزاق خيري وفؤاد الصحابي، على دكتي احتياطهما، وكانت تغييرات الفريقين تتم متزامنة، الشيء الذي أكد على دراية جيدة بمقومات لاعبي الاحتياط من طرف المدربين. التغييرات زادت من قوة المباراة، وجعلتها مفتوحة بشكل كبير، كما جعلت الفريق العسكري يعتمد على فرديات القديوي والتمريرات البينية والعميقة، في حين اعتمد الصحابي على الكرات الطويلة، والتوغل بأسرع وقت في نصف ملعب الفريق العسكري، وذلك للمباغثة. هذا الأسلوب جعل الكرات تنزل بكثرة في مربع عمليات الحارسين معا، وكان أخطرها في الدقيقة 75 عندما حرم جنيد فريقه من هدف لما لمس كرة وهو في وضع تسلل رغم الكرة كانت في طريقها إلى الشباك . والمباراة تقترب من نهايتها، يقود الفريق العسكري هجوما بثلات لمسات، ينتهي بتمريرية تصل إلى رأس جنيد، الذي عرف كيف يهزم الحارس العلوش في الدقيقة 83. الهدف الثاني، بقي مرجحا لكفة العسكريين، بالرغم من المحاولات التي قام بها لاعبو أولمبيك خريبكة، والتي كان ينقصها متمم للعمليات، وليوقفها الحكم بولحواجب بعدما أعلن عن نهاية المباراة، بانتصار العسكريين يعد الثامن لهم حتى الآن. تصريحان { عبد الزاق خيري، مدرب فريق الجيش الملكي: «مباراتنا اليوم ضد فريق أولمبيك خريبكة لم تكن سهلة، والانتصار فيها هو شيء مهم، لأنه سيجعلنا نحتفظ بالمرتبة الأولى مؤقتا. ماهو إيجابي في هذه المباراة أن لاعبي الفريق العسكري قدموا مباراة جيدة، واستطاعوا تأكيد ذلك بهدفين، والتمسك بقدرتهم على التهديف». { فؤاد الصحابي، مدرب فريق أولمبيك خريبكة: «إنتصار الفريق العسكري هو انتصار مستحق، ومباراتنا ضده كانت صعبة لأنه فريق قوي. خلال الشوط الأول كان أداء الفريقين متكافئا، لكن الشوط الثاني كان فيه فريق الجيش الملكي متميزا».