عند نقطة واحدة، أوقف فريق الجيش الملكي عداد فريق نهضة بركان، الوافد الجديد على البطولة الاحترافية بعد غياب دام 25 سنة. الفريق العسكري، وأمام حوالي ثلاثة آلاف مناصر، كان يعرف بأنه لا مجال لاستصغار الخصم، فضغط بقوة منذ الدقائق الأولى، الشيء الذي مكن أمين البقالي من تسجيل هدف رائع في الدقيقة السابعة من تسديدة قوية، أكدت بأنه، الرئة التي يتنفس بها خط وسط فريقه، إضافة إلى ذكائه الحاد في التمريرات، وفي القدرة على تحويل هجمات النهضة البركانية إلى مرتدات خاطفة، شكلت الكثير من المتاعب للحارس محمدينا. اللافت للنظر في طرقة لعب الجيش الملكي، ومنذ قدوم المدرب الطاوسي، هو ذلك الانسجام بين اللاعبين، وقدرتهم على قراءة نوايا الخصم، الشيء الذي جعلهم يتموضعون وبطريقة جيدة، كما أصبحت لهم القدرة على عدم كشف طريقة لعبهم الشيء الذي يجعل مدرب الفريق الخصم غير قادر على تكوين صورة قارة عن لعب الفريق العسكري، وبالتالي إعادة قراءة المباراة، وإيجاد النهج التاكتيكي القادر على الحد من فاعلية كل الخطوط، التي تتكلم لغة واحدة، وتبني الهجومات بطريقة فيها الكثير من النضج. هذا النهج جعل رشيد لوستيك، مساعد المدرب عزيز الخياطي، غير قادر على الرفع من إيقاع المباراة، وغير قادر على المغامرة، خاصة وأن دفاعه كان يعاني من ضعف كبير خاصة من جهة لبرازي، التي ركز عليها الطاوسي، وجعل كلا من عقال والقديوي يختارانها للتسلل والتوغل. ولولا الثقة الزائدة والمبالغة في التفنن في تسجيل الأهداف من طرف القديوي لكانت الحصة ثقيلة. ثقل الحصة سيزداد في الدقيقة 39، بعد توغل ومجهود فردي للاعب شاكير، الذي مرر كرة ذكية إلى السعيدي، الذي يسدد بقوة، كرة وجدت قدم عقال، الذي غير اتجاهها ، ولينخدع الحارس محمدينا، وتستقر في الشباك. الشوط الثاني من المباراة افتتحه الفريق العسكري بضغط أعلى من الأول، وبتغير تام في طريقة اللعب، بالإعتماد على التمريرات العرضية القصيرة والتوغل في وسط مربع العمليات بقوة، وبزيادة عددية، وبتقنيات فردية، لكن المغالاة في الفرديات جعل كل العمليات تفشل في آخر اللحظات، وكان وراء الكثير منها، القديوي وعقال وأضاع منها أيضا وبغياب ذهني كبير الفاتحي ثلاث محاولات، ليعلو الاحتجاج المطالب بتغيير الفاتحي. وعكس مايلجأ إليه بعض المدربين، أبقى الطاوسي على الفاتحي، ولجأ إلى دكة احتياطه الغنية بالحلول. من جهته حاول رشيد لوستيك، الحد من ضغط العسكريين بتضييق المساحات وسط الميدان، والاعتماد على المرتدات السريعة، التي منحته ثلاث محاولات احتاجت إلى اللمسة الأخيرة، وليحصد فريق النهضة البركانية. هزيمة ثانية أبقته في الرتبة الأخيرة في سبورة الترتيب. تصريحان { رشيد الطاوسي، مدرب الجيش الملكي. «بما أنها البداية، فيجب كسب أكبر عدد من النقط للبقاء في مقدمة المتسابقين على البطولة، وفريق الجيش واحد من هذه الفرق. هذا التفكير حتم علينا عدم التقليل من أهمية أي فريق. ضغطنا بشكل قوي على فريق نهضة بركان منذ البداية. هذا النهج مكننا من تسجيل هدفين، وأضاع المهاجمون أهدافا أخرى بطريقة غير واقعية، وهو شيء يمكن التغلب عليه بسهولة. الفريق العسكري يخوض مبارياته بالجدية المطلوبة، وينتظر كبوة من الرجاء للانقضاض على مقدمة الترتيب. مايجعلني مرتاحا في اختياراتي هو كوني أتوفر على دكة احتياط ستجعلني لا أرهق اللاعبين بكثرة المباريات». { رشيد لوستيك، مساعد مدرب فريق نهضة بركان. «حاولنا الاستفادة من مشاهدة مباراة الفريق العسكري ضد فريق الحسيمة، وركزنا على الهفوات الدفاعية للعسكريين، لكنهم ضغطوا علينا منذ البداية، واستطاعوا تسجيل هدف مبكر. حاولنا الرجوع لكن ارتكابنا للعديد من الأخطاء حال دون ذلك».