اجتمع رجال أعمال ومستثمرون مغاربة بجهة الشرق، أول أمس الخميس بواغادوغو، مع نظرائهم من بوركينا فاسو، في إطار منتدى اقتصادي. ويتوخى هذا اللقاء، الذي شارك فيه رجال أعمال وبرلمانيون من البلدين إلى جانب سفير جلالة الملك بواغادوغو، فرحات بوعزة، وسفير بوركينا فاسو بالرباط، زاكاليا كوتي، بحث سبل تعزيز والنهوض بالعلاقات الاقتصادية الثنائية. وبهذه المناسبة، أكد رئيس غرفة التجارة والصناعة ببوركينا فاسو، محمد سوادوجو، أن «العلاقات بين بوركينا فاسو والمغرب تتميز بالصداقة والتضامن المتبادل والإرادة الراسخة للمضي قدما»، داعيا إلى توسيع مجالات التعاون، والنهوض بالمبادلات التجارية الثنائية، وإقامة شراكات مربحة للطرفين بين البلدين. وفي هذا الصدد، رحب سوادوغو بالحضور البارز والمتميز للمقاولات المغربية في بوركينا فاسو، والتي وصفها ب «الديناميكية للغاية»، مستحضرا من بين جملة أمور، حضورها في القطاعات المصرفية والاتصالات والتأمين والبناء والتعمير. وعلى صعيد آخر، قال المسؤول إن انضمام المغرب قريبا إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا سيسهل ويعطي دينامية جديدة للمبادلات التجارية بين الرباط وواغادوغو، ويمنح إمكانية إقامة شراكات واعدة بين البلدين. ومن جهته، ذكر رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب- الجهة الشرقية، نور الدين بشيري، بالتجذر الإفريقي للمغرب، داعيا إلى تعزيز التضامن والأخوة بين الشعبين المغربي والبوركينابي وتعزيز المبادلات بين رجال الأعمال من البلدين. وقال ممثل الاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة المغرب الشرقي إن العلاقات الاقتصادية بين الرباط وواغادوغو «ما فتئت تتوسع وتتعمق على مر السنين بفضل الإرادة المشتركة» للبلدين، معبرا عن أمله في تعزيز الشراكات المثمرة والمفيدة للجانبين. أما بالنسبة للمدير العام لوكالة تنمية أقاليم الشرق، محمد لمباركي، فلفت إلى أن «المملكة المغربية لم تكن يوما غائبة عن إفريقيا»، مضيفا أن بلدان القارة مدعوة، أكثر من أي وقت مضى، إلى تعزيز التعاون جنوب-جنوب، والاعتماد على النفس لتحقيق التقدم والازدهار المطلوبين. وبعد أن ذكر بأن المغرب يعد حاليا أول مستثمر في إفريقيا، سلط لمباركي الضوء على مفهوم تثمين القارة والجهود التي تبذلها المملكة لتبادل تجربتها وخبرتها مع البلدان الأخرى من القارة. وأضاف أن «المنطقة الشرقية تطمح إلى توطيد علاقاتها مع رجال الأعمال البوركينابيين في كافة المجالات». أما بالنسبة لرئيس مجموعة الصداقة المغربية البوركينابية في الجمعية الوطنية، ماكسيم لومبوزا كوني، فقد أشار إلى أن المغرب يتوفر على خبرة هائلة على المستوى القاري، معتبرا أنه من الحكمة إقامة شراكات ثنائية معه من شأنها الدفع بالتجارة في جميع المجالات. وقال «نحن نعول بشكل كبير على تجربة المملكة لتمكيننا من تطوير وتعزيز اقتصادنا»، مشيدا بالإجراءات التي اتخذتها واغادوغو والرباط في القارة بدعم من قائدي البلدين، جلالة الملك محمد السادس، ورئيس بوركينا فاسو، روش مارك كريستيان كابوري. ومن جانبه دعا سفير المغرب لدى بوركينا فاسو إلى تعزيز العلاقات بين البلدين بهدف رفعها إلى مستوى شراكة واعدة ونموذجية للتعاون جنوب جنوب. وفي هذا الصدد، نوه بوعزة بتطابق وجهات النظر السياسية بين البلدين، مذكرا بزيارة رئيس بوركينا فاسو في عام 2016 إلى المغرب على رأس وفد كبير من رجال الأعمال، وكذا الزيارة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس إلى واغادوغو في عام 2005. وقال «إن جلالة الملك يضع القارة الإفريقية في صلب أولويات السياسة الخارجية للمملكة». واعتبر الدبلوماسي المغربي أن حجم المبادلات التجارية بين المغرب وبوركينا فاسو تضاعف تقريبا في السنوات الأخيرة، ولكن هذا الزخم لا يزال «ضعيفا للغاية» ودون مستوى العلاقات السياسية المتميزة القائمة بين البلدين. من جهة أخرى، أعلن بوعزة أنه في أفق الإلغاء النهائي لتأشيرة الدخول بالنسبة لمواطني البلدين قررت الحكومة المغربية، إصدار تأشيرة لمدة سنة لفائدة رجال الأعمال البوركينابيين. وخلال هذا المنتدى لرجال الأعمال المغاربة والبوركينابيين، الذي استمر حتى يوم أمس الجمعة، سيقوم المشاركون باستكشاف الفرص الاستثمارية في كلا البلدين، ودراسة الوسائل والآليات الكفيلة بالنهوض بالمبادلات التجارية بين الرباط وواغادوغو.