أكد محمد عبو الوزير، المنتدب المكلف بالتجارة الخارجية، أمس الاثنين بواغادوغو، المحطة الأولى من بعثة رجال الأعمال التي أطلق عليها إسم "مبادرة أنوار" التي نظمها "المغرب تصدير" باتجاه ثلاثة بلدان افريقية، عزم المغرب على الانخراط بشكل لا رجعة فيه من أجل المساهمة بشكل ملموس في الاقلاع الاقتصادي والاجتماعي للقارة الافريقية. قال محمد عبو في مداخلة لدى افتتاح ندوة حول العلاقات الاقتصادية بين المغرب وبوركينا فاسو، إن المغرب الوفي لمبادئ التضامن التي وسمت دوما علاقاته بهاته البلدان الافريقية الشقيقة، والمتطلع إلى إرساء علاقات تعاون مفيدة مع هاته الأخيرة، عازم على الانخراط بشكل لا رجعة فيه من أجل المساهمة بشكل ملموس في الاقلاع الاقتصادي والاجتماعي للقارة. وذكر أن الزيارات المتعددة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى العديد من البلدان الافريقية من ضمنها بوركينا فاسو، أضفت دينامية جديدة على العلاقات التضامنية مع هاته البلدان الشقيقة، وأعطت دفعة قوية للتعاون جنوب - جنوب الذي ينشده المغرب مع باقي بلدان افريقيا. ومن جهة أخرى، أكد محمد عبو، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس بليز كمباوري ما فتئا يعبران عن رغبتهما في تعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب وبوركينا فاسو. يذكر أن ممثلين عن 85 مقاولة مغربية رائدة في قطاعات الكهرباء والالكترونيك والطاقات المتجددة يشاركون في بعثة تجارية لرجال الاعمال تسمى "مبادرة أنوار" والتي تم إطلاقها من 21 و27 شتنبر الجاري ،بشراكة مع الفدرالية الوطنية للكهرباء والإلكترونيات والطاقات المتجددة. وبعد أن سجل أن تنظيم زيارة بعثة رجال الاعمال المغاربة الى واغادوغو يعكس المستوى المتميز لعلاقات الصداقة والأخوة التي تجمع المغرب وبوركينا فاسو ،ذكر محمد عبو أن قطاعات الكهرباء والطاقات المتجددة، التي تشكل موضوعا لهاته الايام، تمنح للمغرب الفرصة لزيادة توثيق شراكته مع البلدان الافريقية في مجالات جديدة ذات قيمة مضافة قوية والتي لها وقع مباشر على الحياة اليومية للمواطنين. كما شدد على ضرورة تعزيز الإطار القانوني للتعاون الثنائي بين البلدين، ولاسيما عبر التوقيع على العديد من اتفاقيات التعاون في مختلف المجالات، مثل المعادن والطاقة والتجارة والاستثمار والصناعة والسياحة والصناعة التقليدية والنقل والبنيات التحتية ... وقال بهذا الخصوص، " حري بنا اليوم، أن نعمل على تطوير كل هذه الانشطة المتصلة بتعاوننا المشترك، بشكل يساهم في تعزيز مبادلاتنا التجارية وإنجاح شراكتنا المغربيةالبوركينابية". ومن جهة أخرى، أعرب الوزير، عن أسفه لكون مستوى المبادلات التجارية مع المغرب، الذي لم يحقق سوى 30 مليون دولار عام 2013، يظل دون المؤهلات الممنوحة من قبل الجانبين معربا عن اعتقاده أن الوضع "يدفعنا جميعا، الى العمل على استكشاف مزيد من أوجه التكامل القائم بين أسواقنا المتبادلة". وأشار محمد عبو، إلى أنه يتعين أن تعمل الاستثمارات المغربية التي تحققت ببوركينافاسو، في العديد من القطاعات والتي تقارب ال 10 ملايين دولار، على تعبيد الطريق أمام تحقيق مزيد من المشاريع المشتركة وتحفيز التبادل التجاري بين البلدين. ولدى تطرقه إلى الظرفية الدولية الصعبة، والطموحات المتبادلة في تحسين مستوى عيش الشعوب، أكد محمد عبو على ضرورة وضع جيل جديد من اتفاقيات التعاون التجاري والاقتصادي، على أساس تصور مشترك بعيد الامد والتبادل التدريجي للامتيازات الجمركية بين المغرب وبوركينا فاسو كعضو في الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب افريقيا. وخلص الوزير، إلى أن إبرام اتفاق من هذا النوع، يعد الانسب، على اعتبار أنه من شأنه أن يندرج في إطار مربح للجانبين ،وينص على تخصيص معاملة مماثلة لفائدة البلدان الافريقية الشقيقة المنتمية للمجموعة السالفة الذكر. وأوضح منظمو هاته المبادرة، أن بوركينا فاسو تعد المحطة الأولى قبل الغابون وجمهورية الكونغو، ضمن البعثة التجارية لرجال الاعمال المسماة "مبادرة أنوار"، والتي تمنح فرصا لتطوير استراتيجية وشراكات مفيدة للجانبين مع الشركاء الأفارقة. يذكر أن المغرب، يروم من خلال هذه البعثة الاستراتيجية لرجال الاعمال، الاستفادة من الفرص الحقيقية للاعمال في افريقيا في هاته القطاعات، وتبادل الخبرات حول الحلول المبتكرة من أجل تدبير جيد وفعال ومستديم للموارد الاستراتيجية، وإطلاق وتطوير شراكات مع مقاولات متخصصة. ويتضمن جدول أعمال هذه الجولة، جلسات عامة بغرض تقديم الخبرة المغربية أمام شركات انتاج ونقل وتوزيع الكهرباء في إفريقيا، ومقابلات بين رجال الاعمال مع شركاء مؤهلين ولقاءات صحفية حول موضوع إقلاع القطاعات المعنية وكذا ورشات عمل قطاعية وزيارات ميدانية.