اقترب عقد يوسف حجي، لاعب نانسي الفرنسي، من الانتهاء، وذلك بعدما جدده في فترة الانتقالات الصيفية الماضية عن عمر يناهز 37 سنة، ومن المنتظر أن يكون هذا الموسم هو آخر سنة يقضيها يوسف بفريق نانسي، وأيضا كلاعب داخل المستطيل الأخضر. ويعتبر حجي لاعبا مثاليا، وهو من بين أبرز اللاعبين الفعالين، المؤثرين والقويين في البطولة الفرنسية، حيث قال مدربه «فنسنت هونيون» في تصريح لجريدة «فرانس فوتبول»، «يوسف حجي يمتلك لياقة بدنية جيدة، يعشق كرة القدم، وأنا معجب جدا بعزيمته. لديه الرغبة لمواصلة اللعب، وبالخصوص، رغبة الاستيقاظ باكرا للتدريب. إنه جد محظوظ، لأنه عرف كيف يتخلص من الإصابات الكبيرة التي تعرض لها. إني أعرف اللاعب يوسف منذ بدايته الاحترافية، لكني لم أتخيل يوما أنه سيلعب وهو على مشارف 38 سنة، لكن نحن نعلم جيدا أن حجي يتوفر على الإمكانيات اللازمة ل للعب وأخذ الرسمية». الأخ الأصغر لنجم كرة القدم الوطنية «مصطفى حجي»، ابن مدينة إيفران، هاجر مع عائلته إلى فرنسا، وبالضبط مدينة «نانسي»، حيث تعلم وتلقى أبجديات كرة القدم الفرنسية رفقة أخيه مصطفى، الذي يعتبره مثله الأعلى. بدأ يوسف مشواره الكروي مع نادي نانسي لورين سنة 1996، ثم تدحرج من الفئات الصغرى حتى وصل إلى الفريق الأول سنة 1998، ولم يأخذ الرسمية إلا في موسم 2000 – 1999، حيث لعب أول لقاء له ضد فريق سوشو الفرنسي يوم السبت 29 ماي 1999. لعب حجي مع فريقه الأم 112 مقابلة منذ سنة 1998 إلى غاية 2003، سجل خلالها 19 هدفا، وكان يعتمد عليه المدرب كثيرا في التشكيلة الرسمية. تألق وأبدع مع الفريق حتى سقط إلى الدرجة الثانية، عندها قرر يوسف تغيير وجهته، فانتقل إلى نادي باستيا الذي كان ينشط في الدوري الفرنسي الممتاز. استطاع اللاعب الدولي السابق أن يفرض وجوده وأصبح لاعبا رسميا في الفريق، فدفع تألقه مع ناديه الناخب الوطني حينها، بادو الزاكي، إلى استدعائه للمنتخب الوطني. لعب حجي موسمين مع نادي باستيا، بمعدل 64 مباراة سجل خلالها 16 هدفا، ثمانتقل في الميركاتو الشتوي إلى فريق رين الفرنسي، الذي لم يحقق معه الشيء الكثير، حيث لم يظهر حجي بالمستوى المطلوب والمتوقع منه، مما دفع مدرب رين الفرنسي إلى إبقائه كلاعب بديل على دكة الاحتياط، الشيء الذي لم يرق كثيرا اللاعب المغربي، الذي قال في تصريح له « إني محبط، غادرت الدوري الفرنسي الممتاز بدون تسجيل أهداف كثيرة». وفي سنة 2007، قرر المهاجم العودة مرة أخرى إلى فريقه الأصلي، وشكل في ذلك الوقت هو والمهاجم البرازيلي ثنائي رعب لجميع دفاعات الدوري الفرنسي. يذكر أن المهاجم يوسف حجي خاض تجربتين قصيرتين، الأولى كانت مع نادي «العربي القطري» سنة 2012، والثانية في نادي إيلازغسبور التركي سنة 2013، لكنه سرعان ما فسخ عقده، وأعرب عن رغبته للعودة للمرة الثالثة إلى فريقه الأم، لكن «بابلو كوريا» مدرب النادي آنذاك اشترط عليه أن يقوم بتجربة أداء قبل اللعب للتأكد من أنه يمتلك الإمكانيات البدنية والتقنية لحمل قميص الفريق سواء كلاعب رسمي أو احتياطي. إذ قال حجي لجريدة «فرانس فوتبول» «لقد تحدث معي المدرب وكنت ملزما بإجراء تجربة تمهيدية للوقوف على مدى جاهزيتي البدنية، تعاملت معها بالشكل الجيد، وكوفئت على ما بذلته من مجهود بالتعاقد مع الفريق». وكاد يوسف حجي أن يعلن اعتزاله الموسم الماضي، غير أنه جدد عقده أياما قليلة قبل انطلاق الدوري الفرنسي، وذلك بسبب رغبته في الوقوف على جاهزيته خلال الاستعدادات وقياس مدى قدرته عن خوض موسم إضافي. وقد تلقى حجي السنة الماضية العديد من الانتقادات والآراء السلبية التي قللت من إمكانياته، حيث قال «بالنسبة للأشخاص الذين انتقدوني، أقول لهم واصلوا ذلك، فهذا يشجعني أكثر على تقديم المزيد ويمنحني القوة للاستمرار. إني أحترم بالطبع أراء الآخرين وأنظر إلى الأمور من منظورها الايجابي، فأنا شخص متفائل وأعلم جيدا كيف أتعامل مع المواقف الحساسة». وفي هذا الصدد قال مدرب فريقه نانسي «كثيرة هي الانتقادات السلبية التي تعرض لها حجي مؤخرا، لكنه يبقى من أقوى اللاعبين الذين يقدمون أداء فعالا ومتميز في المباريات، وإذا صح القول، إنه بالفعل ماكر كالثعلب في لعبه، وأهدافه التي سجلها خير دليل على صحة كلامي». وتابع « نحن على مشارف نهاية السنة الميلادية، سنقيم معا تجربته وأداءه والنتائج التي حققها مع الفريق خلال هذا الموسم. إنه يقدم أفضل ما لديه ويدافع عن ألوان الفريق، الآن هو جد سعيد في نانسي، والفريق محظوظ لأنه يستطيع الاعتماد عليه». يتميز يوسف حجي بحسه التهديفي الجيد، ويلعب في جميع مراكز الهجوم ويجيد التسديد بالضربات الرأسية. انطلقت مسيرته مع أسود الأطلس سنة 2003 تحث قيادة المدرب المغربي بادو الزاكي، بدأ في الظهور على الساحة الدولية بقوة أثناء كأس أمم إفريقيا بتونس 2004 بعد الهدف، الذي سجله في مرمى نيجيريا في أول لقاء للأسود، كما أحرز هدفا رائعا أمام الجزائر في ربع النهائي وهدفا أمام مالي في نصف النهائي. ويعتبر أكبر إنجاز حققه رفقة المنتخب الوطني هو خوضه لنهائي كأس إفريقيا للأمم، التي خسرها أمام نسور قرطاج، واختير أثناءها أحد نجوم المونديال الإفريقي وفي التشكيلة الرسمية للدورة. وبلغة الأرقام، لعب يوسف 547 مباراة، سجل خلالها 130 هدفا، بما فيها 64 مباراة لعبها مع الفريق الوطني، وهو يعتبر هداف أسود الأطلس في الوقت الحالي برصيد 19 هدف وثالث أكثر اللاعبين مشاركة بعد حسين خرجة ومروان الشماخ. وخاض حجي منذ أول مباراة له مع فريق نانسي إلى يومنا هذا، 450 لقاء في الدوري الفرنسي الأول والثاني، وسجل 106 هدف (من بينها61 هدفا في الدوري الممتاز، و45 هدفا في الدوري الفرنسي الثاني)، وحسب آخر الإحصائيات لموسم 2017، يعتبر يوسف حجي ثاني هداف في تاريخ نادي نانسي برصيد 91 هدفا (منها 9 أهداف سجلها خلال هذا الموسم) بعد الأسطورة ميشل بلاتيني. وقد صنف موقع هوسكورد العالمي، المختص في إحصائيات اللاعبين والدوريات العالمية، المغربي يوسف حجي، كثالث أفضل لاعب بالدوري الفرنسي الثاني هذا الموسم، كما أن اللاعب المغربي يحتل حاليًا الصف الثالث، في قائمة هدافين الليغ2. وأعرب اللاعب في تصريح، عن سعادته بتحقيقه هذا الانجاز مع فريقه الأصلي، وقال «إنه لشرف لي أن العب كرة القدم وأن استمر في ذلك إلى حد ألان، لن أغير نمط حياتي، كنت ولازلت أتدرب كثيرا وسأواصل ذلك لكي أحافظ على لياقتي البدنية، ففي مثل هذا السن العضلات والمفاصل تكون أكثر عرضة للتضرر والتشنج، لكن حبي ورغبتي للعب كرة القدم لن يتغير». ومن جهته اعتبر أمين الباسي، اللاعب المغربي الموهوب وزميل يوسف حجي في فريق نانسي، أن يوسف لاعب ذو مستوى رفيع، يمتلك لياقة بدنية جيدة وقوية، ويتوفر على تجربة كبيرة ومميزات تقنية عالية، هذا ما يجعله مهاجما من المستوى العالي في هذا السن». في حين قال مصطفى حجي الأخ الأكبر ليوسف ومساعد الناخب الوطني «هيرفي رونار»، إنه يفتخر دائما بمشوار أخيه ويستمتع كل مرة وهو يشاهده يلعب كرة القدم، وقال لجريدة «فرانس فوتبول»، «أخي يعشق العمل الذي يقوم به، يلعب بحماس ويقدم كل ما لديه داخل رقعة الميدان. مفتاح نجاحه هو نمط حياته المثالي، إنه إنسان متواضع، خجول وفي نفس الوقت مرح».