منذ الساعات الاولى من صباح يوم عيد الأضحى ، قطعت الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء ، الماء على غالبية مناطق مكناس : المدينة القديمة ، تولال ،ويسلان ، الكاريان ، حمرية ، البرج … و حتى الأحياء التي كان يصلها الماء ، فإنه كان يصلها متقطعا وبكميات قليلة جدا !! ولم تزود الوكالة زبناءها بالماء في يوم عيد الأضحى ، الا بعد الساعة السابعة مساء ! ولكل منا ان يتصور كيف قضى المسلمون يوم عيد النحر بدون ماء ؟ كيف تم تنظيف المنازل مما تركته الأكباش خلال فترة « إقامتها» قبل الذبح ؟ وكيف تم التخلص من فرث الذبيحة ؟وكيف تم تنظيف الاحشاء ، طبقا لطقوسنا المغربية ؟ كيف تم تدبير امر التغلب على العطش ، في هذا اليوم القائظ ؟ وخاصة بالنسبة للأسر المعوزة التي خرجت مهزومة امام تكاليف الأضحية ومستلزمات العيد ؟ وماذا عن الوضوء ؟ !… حقيقة أن مدينة مكناس عاشت كارثة بكل المقاييس ، في يوم كان يجب على جميع المرافق التي تقدم خدمة ما , وعلى رأسها الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء ، أن تتجند لتحسن من خدماتها ، حتى يتأتى للمسلم ممارسة شعائره الدينية ، من تبادل للتهاني ، وصلة للرحم .. بكل اطمئنان .. ولم يكتف بذلك ! بل ما ان تزودت المنازل بالماء مساء ، حتى عاودت الوكالة قطعها للماء على غالبية سكان حمرية ساعتين بالتمام والكمال !! .. والطامة الكبرى التي وجب على المواطن المكناسي ان يحتج عليها وبكل قوة ، هو العذر الذي يحاول ان يشيعه بعض المسؤولين عن الوكالة ، من ان الماء الذي يصل من العيون ، كان ضعيفا ، في هذا اليوم !! بسبب العواصف الرعدية التي سبقت يوم عيد الأضحى !! وهو عذر أقبح من الزلة !! لأن الوكالة قد فوتت كل العيون التي كانت في ملكيتها الى المكتب الوطني للماء الصالح للشرب ، مقابل ان يتحمل المكتب – وفِي كل الحالات – مسؤولية تزويد المدينة بالماء الصالح للشرب صاف غير ملوث ، وبالكمية الكافية !! والا لماذا فرطت الوكالة في عيونها الأربع ؟ حيث لم تعد تملك من أصل خمسة عيون الا واحدة ؟؟ … الايستحق الامر فتح تحقيق في الصفقة !! وقد اكمل مسؤولو الجماعة الحضرية « الباهية» فبالإضافة الى عدم ابداء اي مبالاة بالكارثة التي عانى منها المواطنون في هذا اليوم, فان غالبية السكان لم يتوصلوا بحصتهم من الاكياس البلاستيكية التي تم توزيعها حسب المزاج !