واقع جد متردي لبعض المنشآت الرياضية الصغيرة التي تناسلت مثل الفطر بمدينة الرشيدية – في مبادرة حسنة بطبيعة الحال- وفي اطار برنامج يروم تعزيز البنيات التحتية الرياضية بالمدينة ، يستند على تفعيل الممارسات الرياضية الفردية والجماعية بالأحياء، ويهدف تحقيق انخراط شباب هذه الأحياء وتمكينهم من قرب الخدمات الرياضية, فكانت فكرة احداث ملاعب القرب بالرشيدية ، نواة قوية لدى شباب الأحياء ليتخذوها كمرجعية رياضية قادرة على استيعاب ميولاتهم الرياضية والأخذ بأيديهم و استمالتهم نحو الطريق الذي يؤطرهم و ينمي قدراتهم العقلية و الجسمانية بعيدين على الأخطار التي تحدق بهم وبالناس وهم يلعبون الكرة في الأزقة والشوارع ، لكن المبتغى لم يكن كالمظنون ، فقد عمل المجلس البلدي بمباركة المبادرة الوطنية للتنمية مند أكثر من سنتين على بناء عدة ملاعب «للقرب» ، حتى أن البعض منها لكثرتها ، بنيت على ضفاف وادي زيز الذي يعبر المدينة ، المجاور لحي السهب بدون مواصفات ، ما جعل ملاحظون يستهزؤون بالمشروع و وضعوه في خانة النكتة والتنكيت , وإذا كان إنشاء ملاعب القرب يُعد استجابة لمطالب وحاجيات الساكنة وحقِّها في الاستفادة من مختلف المنشآت الرياضية والترفيهية، فإن الوضع الذي توجد عليه أغلب هذه الملاعب ان نقول كلها ، نتيجة انعدام المواصفات ، والإهمال والتخريب الذي تعرضت له، نسائل دور الجهات الوصية، وخاصة منها الممولة و المكلفة بما فيها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، و المجلس البلدي المشرف على المشروع و وزارة الشباب والرياضة حول الدور المنوط بها على صعيد صيانة وإصلاح وتتبع واقع هذه الفضاءات التي لم يتم بنائها أصلا ، والتي وضعت كذر الرماد على الأعين لإسكات المجتمع الراشدي ليس الا , لأنها ظلت عرضة للعبث و الاهمال وحتى مقاولة البناء لم يتم المحاسبة معها ، لأن العديد من هذه الملاعب لم يتم بناؤها و تهيئتها الى اليوم ، لأنها عبارة عن مساحة صغيرة منها من بلط بالأسفلت و منها من بقي بأرضية مليئة بالحجر و التراب ، لتبقى عرضة للعبث وغير صالحة لأية ممارسة رياضية ، ان أزمة الحكامة التي تعانيها الجماعات الحضرية والقروية يفرض طرح السؤال حول قدرة النخبة المحلية على التدبير والتسيير، فبالأحرى السهر على ضمان إنشاء ملاعب تسمح للشباب المغربي بممارسة مختلف الأنشطة الرياضية وكما نقول : فاقد الشيء لا يعطيه ، لأن غياب الشفافية في التدبير المالي والإداري، وغياب الوضوح في كل مراحل إنجاز المشاريع، وافتقاد الصفقات العمومية إلى الشفافية المطلوبة تؤكد واقع ملاعب القرب بالرشيدية ، وحتى واقع» واحة الرياضات» التي مازالت حبرا على ورق ، والتي رصدت لها ميزانية تفوق العشر مليارات من السنتيمات. هذه الملاعب تطلب بناؤها بمختلف أحياء المدينة ميزانية هائلة، لتكون بمثابة إجابة عن حاجيات الشباب ومطالبهم في التفاعل مع رغبات الرياضة، وكذا لمجابهة ما يمكن أن يجر هؤلاء الشباب نحو طريق الفوضى والانحراف، الا أن معظم الشباب لم يتجابوا معها ،بل اعتبروها نذير شؤم لأنها لم تلبي رغباتهم المطلوبة في الملاعب الرياضية ، وصارت مرتعا للدواب و الكلاب كتلك التي بنيت في هامش الوادي المليئة بالأتربة والأحجار والتي تهدد من اتخذها ملعبا ، ليبقى المال العام الذي تم صرفه في بناء هذه الملاعب دون الوصول الى تحقيق الأهداف المسطرة ، مال» سايب «