تعيد خطوة هدم ملعب "مرشان" بمدينة طنجة، من طرف السلطات المحلية، في إطار مشروع لتهيئة ساحة عمومية، إلى ذاكرة الطنجاويين، حكاية ملاعب عديدة، كانت مسرحا لمباريات رياضية كانت تجمع فرق الهواة وفرق الأحياء، قبل أن يتم إقبارها تحت مبررات ودواعي مختلفة. هذه الملاعب، التي اختفى أغلبها في يومنا هذا، كانت نموذجا واضحا للمنافسة الدولية بين مختلف البلدان الأوروبية التي كانت ممثلة في النظام الدولي لمدينة طنجة، حيث عرفت هذه الفترة تشييد منشآت رياضية من طرف تمثيليات مختلف هذه الدول، لتبقى هذه الملاعب شاهدة على تلك الفترة لبعض الوقت. ولا يزال الكثير من الطنجاويين، يتذكرون أمواج بشرية في رحلتهم من وإلى أحد هذه الملاعب، حيث كانت تقام دوريات محلية في مناسبات متعددة، خاصة ملعب الشريف الذي كان مسرح أهم المقابلات الرياضية المبرمجة في إطار دوري الهواة. وضمت مدينة طنجة، في المنطقة المسماة السواني حاليا، ثلاثة ملاعب تمثل جنسيات مختلفة، أولها الملعب الإسباني، المعروف الآن بملعب السواني، الذي تحول في الوقت الراهن إلى مركز للتكوين الخاص في كرة القدم بعدما انتقلت ملكيته لفريق ريال مدريد الإسباني، الذي شاركته جمعية مغربية في إعادة تأهيل هذا الملعب وتعشيبه اصطناعيا ليصبح صالحا للمزاولة. وإلى جانب هذا الملعب كان يوجد الملعب الفرنسي، الذي سمي بملعب التحرير، أو "بارادال"، كما هو معروف عند الطنجاويين، وهو المكان الوحيد الذي كان يستضيف جميع مباريات أقسام الهواة، قبل أن يتم إنشاء ملعب الزياتن، ملعب التحرير يخضع حاليا لإصلاحات شاملة، بعدما طاله الإهمال لسنوات طويلة، قبل أن يتم استبداله بفضاء رياضي يضم قاعة مغطاة متعددة الرياضات ومسبحا عموميا. أما الملعب الإسباني الذي كان يشغل الساحة التي أقيم عليها سوق الجملة، الذي تحول الآن إلى مركز ثقافي، (هذا الملعب) صار مجرد ذكرى. وكان ملعب الشريف، أحد أهم الملاعب بالمدينة، هذا الملعب الذي كان يشرف على تكوين مختلف الفئات العمرية من طرف "الشريف"، الذي تكفل بتسيير الملعب، ثم محمد اعشوشة الحكم والمؤطر والمربي، سيشهد نهايته أواسط التسعينات، بعدما وقع عامل المدينة آنذاك رخص البناء على أرضيته. وتؤكد بعض المصادر أن توقيعه هذا تم وهو يستعد لمغادرة منصبه، حتى يتجنب الاحتجاجات، ويضع الساكنة المحلية أمام الأمر الواقع، ليُعدم بذلك ملعب اشتهر بأجوائه الجماهيرية الخاصة، وبدورياته الرمضانية التي كانت تجمع قدماء لاعبي المدينة بالشبان والصغار.