من شأن مشروع القرية الرياضية التي أعطى الملك محمد السادس ، انطلاقته الإثنين بحي "الزياتن" بطنجة، الإسهام في إعطاء دفعة قوية للتنمية الرياضية بمدينة طنجة، وإحداث دينامية بالمنطقة التي تعج بمواهب كانت في أمس الحاجة لهذا المشروع الواعد لصقل مهاراتها في مختلف الأصناف الرياضية. ومما لا شك فيه، أن مثل هذا المشروع الرياضي الواعد وغير المسبوق في المنطقة، والذي سيتم إنجازه، على مساحة 74 هكتار في ظرف أربع سنوات، بغلاف مالي يبلغ 600 مليون درهم، حسب المواصفات المتعارف عليها دوليا، ستكون له انعكاسات إيجابية في إعطاء نفس جديد للمشهد الرياضي المحلي، وتوفير كافة التجهيزات اللازمة والمناسبة لممارسة الأنشطة الرياضية في فضاءات ملائمة وعصرية. ويعكس إشراف الملك على إعطاء انطلاقة هذا الفضاء الرياضي المندمج، الذي يضم مركبا لكرة المضرب و ملعبا لكرة القدم ومسبحا أولمبيا وتهيئة وتأهيل 9 ملاعب رياضية للقرب، وقاعات متعددة الرياضات، بالإضافة إلى مرافق رياضية أخرى متنوعة، الاهتمام الخاص الذي ما فتئ يوليه جلالته لمسلسل النهوض بالقطاع الرياضي وتعزيز بنياته الأساسية، وكذا مختلف المشاريع الرامية إلى تطوير قدرات الشباب وانتشالهم من مختلف مظاهر التهميش والإقصاء الاجتماعي. كما يعكس العزم الملكي الوطيد على الارتقاء بمدينة البوغاز إلى مصاف الحواضر العالمية الكبرى في تناغم تام مع برنامج "طنجة الكبرى" الخماسي 2013-2017 ، الذي أعطى جلالته انطلاقته في 26 شتنبر الماضي، والرامي إلى ضمان تنمية مندمجة ومتوازنة وشاملة لمدينة البوغاز وجعلها وجهة مفضلة بامتياز. ويأتي تنفيذ هذا المشروع ، أيضا ترجمة عملية للحرص المولوي على النهوض بالقطاع الرياضي، وذلك من خلال إيجاد فضاءات رياضية حديثة تتوفر فيها كافة الوسائل التقنية والبيداغوجية الكفيلة بتقديم خدمات من مستوى عال للشباب، الذين سيصير بوسعهم ممارسة رياضات مختلفة في مرافق رياضية عصرية ستشكل، مستقبل،ا مشتلا لتكوين جيل رياضي واعد. ويتوخى هذا الفضاء الرياضي الكبير الذي يشتمل على بنيات تحتية تستجيب للمواصفات الأولمبية في مختلف الرياضات، تأهيل مدينة طنجة لاحتضان التظاهرات الرياضية الدولية وإعطاء دينامية لقطاع الرياضة وتمكين الاندية الرياضية من تحسين مستوى فرقها وممارسة أنشطتها في ظروف مناسبة، وتكوين رياضيي المستقبل. كما أن هذه البنية الرياضية الجديدة، التي تندرج في إطار برنامج تنمية قطاعي الرياضة والشباب بإقليم طنجة، خرجت إلى حيز الوجود بفضل شراكة مثمرة تجمع بين كل من وزارة الداخلية ووزارة الشباب والرياضة، ووزارة الاقتصاد والمالية، ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني وصندوق الايداع والتدبير والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والجماعة الحضرية لطنجة والقطاع الخاص. وتسعى هذه المنشأة الرياضية الجديدة، التي ستواكب المؤسسات التعليمية بالمدينة في منظومة التكوين الرياضي، إلى تعزيز البنية التحتية الرياضية بالمدينة وخاصة في قطاعات كرة القدم وكرة المضرب والسباحة، وتمكين أندية الدرجة الثالثة والرابعة من ممارسة أنشطتها الرياضية داخل فضاءات تستجيب للمعايير المطلوبة، واحتضان المباريات الرسمية والدوريات المحلية والجهوية في شروط رياضية مقبولة على غرار باقي التجهيزات الرياضية التي رأت النور على صعيد المملكة خلال العشر سنوات الاخيرة. وسيسهم هذا المشروع الرياضي، أيضا ، الذي يستهدف عددا من الأحياء الشعبية بالمدينة، في تمكين الشباب من استثمار أوقات فراغهم في مزاولة أنشطة رياضية بأبعادها التربوية وتأطيرهم وتنظيمهم في إطار جمعيات رياضية لتشجيع مواهبهم، وتحفيز مهاراتهم وتقوية قدراتهم في شتى الاصناف الرياضية. و من المؤكد أن مشروعا واعدا من هذا القبيل سيعطي نفسا جديدا لقطاع الرياضة بإقليم طنجة، من أجل استثمار المواهب الرياضية التي يزخر بها في مختلف الأنواع الرياضية.