بدأ البرازيليون بتحليل كيفية التعامل مع المرحلة المقبلة بعد أن ودع منتخب بلادهم نهائيات مونديال 2014، التي استضافها على أرضه، بهزيمتين مذلتين على ألمانيا (1 - 7) في نصف النهائي وهولندا (0 - 3) في مباراة المركز الثالث. والمشكلة التي تقف في وجه المطالبين بتغييرات جذرية في المنتخب الوطني مثل النجم السابق زيكو، هي أن العديد، إن لم يكن غالبية اللاعبين الذين خاضوا غمار نهائيات النسخة الحالية، قد يحافظون على مركزهم في «سيليساو»، باستثناء فريد أو الحارس جوليو سيزار، وذلك لأنه ليس هناك المتسع من الوقت لإجراء تغييرات جذرية بسبب الاستحقاقين المقبلين، أي كوباأمريكا 2015 في تشيلي ودورة الألعاب الاولمبية 2016 التي ستقام على أرضهم في ريو دي جانيرو. «سمعت في الأعوام الأربعة الأخيرة، وبشكل متكرر، المقولة القديمة حول أن البرازيل تملك أفضل كرة قدم في العالم، وبأن كؤوس العالم الخمس التي توجنا بها هي دليل على تفوقنا، وبأن لا حاجة للقلق»، هذا ما قاله زيكو في تحليله لوضع منتخب بلاده، مضيفا «كل ذلك سقط في بيلو هوريزونتي (حيث أقيمت المباراة ضد ألمانيا). يجب علينا العودة إلى الأساسيات، تنفس الصعداء وتحليل ما حصل على أرضية الملعب وخارجها». ولم يكن زيكو الشخص الوحيد الذي طالب بالتغييرات، بل هناك مطالبة من «السلطات العليا» أيضا، أي الرئيسة ديلما روسيف ووزير الرياضة ألدو ريبيلو، اللذين اعتبرا بأن المنتخب الوطني يحتاج إلى تغيير بنيوي كبير لكي يتجنب السيناريو الذي عاشه أمام الألمان. ووصل الأمر بنجم سابق آخر بشخص روماريو، الفائز بمونديال 1994 والنائب حاليا في البرلمان، بسجن مسؤولي الاتحاد البرازيلي لكرة القدم بعد الخسارة المذلة أمام ألمانيا، متهما إياه بالضلوع في الفساد، لأن الأندية تنتخب نفس المسؤولين منذ أعوام. وشدد روماريو على أن العديد من اللاعبين الذين خاضوا لقاء ألمانيا لا يجب أن يرتدوا مجددا قميص المنتخب الوطني، مضيفا «من مجموعة اللاعبين الذين خسروا 1 - 7 وتعرضوا لإهانة من هذا النوع، يجب أن يحرم 80 بالمائة منهم من ارتداء قميص المنتخب الوطني مجددا. ورغم أنهم ليسوا الوحيدين الذين يتحملون المسؤولية، ليس باستطاعتهم ارتداء القميص مجددا، لأنهم سيحملون الندوب (الناجمة عن الهزيمة التاريخية) إلى الأبد». فالتغيير الجذري مستبعد تماما من ناحية إعادة «غربلة» اللاعبين، وهذا ما يؤكده المدرب لويز فيليبي سكولاري، الذي رأى أن المستقبل واعد ل 12 أو 13 أو 14 لاعبا من التشكيلة الشابة بحسب رأيه، وأن العديد منهم سيحاول تعويض خيبة 2014 في مونديال 2018 في روسيا. ومن المؤكد أن التغيير يبدأ مع سكولاري نفسه، لكن مهندس التتويج البرازيلي الأخير عام 2002، رفض حتى التمتع بالمناقبية الكافية ليقول «اعذروني، لقد أخطأت وأتمنى التوفيق لخلفي»، بل رمى الكرة في ملعب رئيس الاتحاد المحلي لكرة القدم، ولم يتقدم باستقالته من منصبه رغم تلقي بلاده ثاني خسارة متتالية على أرضها لأول مرة منذ عام 1940 . فما هو مؤكد أن على الاتحاد البرازيلي التركيز على إجراء تغييرات على صعيد إنتاج اللاعبين في المنتخبات العمرية، مع حرصه في الوقت ذاته على أن يكون المنتخب الأول قادرا على المنافسة في كوباأمريكا العام المقبل لأن الكرة البرازيلية لا تحتاج إلى انتكاسة أخرى على الإطلاق.