المثير في التلويح بالاستقالة من قبل المدرب فاخر، هو أنها كانت تأتي مصاحبة للنتائج الإيجابية. بعد تولي حسبان رئاسة الرجاء ،وبعد التعاقد مع المدرب فاخر، عاش الفريق الأخضر طيلة الموسم الجاري، مجموعة من الأزمات والتطاحنات، ولسنا في حاجة للتذكير بالهزات والزلازل التي حلت بالبيت الرجاوي، لكن ما نحاول الوقوف عنده ، هو التهديد بالاستقالة من قبل المدرب فاخر في أكثر من مرة، لدرجة أن الجمهور الرجاوي لم يعد يعيرها اهتماما، بسبب تكرارها بين الفيئة والأخرى ، دون الحسم فيها عمليا. المدرب فاخر لوح بالاستقالة في بعض المناسبات، وقدمها شفهيا عدة مرات، واضطر إلى كتابتها ووضعها على مكتب الرئيس ، بسبب تفاقم الأزمة ، وعدم توفر أجواء الاشتغال ، وفي غياب الظروف النفسية والاجتماعية الملائمة للاعبين، وهي أوضاع عاشتها القلعة الخضراء في عهد الرئيس الحالي ، لكن المثير في التلويح بالاستقالة من قبل المدرب فاخر، هو أنها كانت تأتي مصاحبة للنتائج الإيجابية، وكان الجمهور الرجاوي يرى في المدرب الرجل المناسب للمرحلة ، ولعل تزامن التلويح بالاستقالة أو تقديمها كتابيا مع توالي الانتصارات ومنافسة الوداد على درع البطولة ، جعل الجماهير تقف إلى جانب امحمد فاخر ، معتبرة إياه الربان القادر بالإبحار بسفينة الرجاء نحو اللقب. الآن، وبعد الخروج المبكر من حلبة التنافس على لقب الدوري، والخسارة أمام الغريم التقليدي الوداد، والاكتفاء بنقطة واحدة خلال المباريات الثلاث الأخيرة ، بسبب حسابات السيد المدرب، فإن سهام الانتقاد توجهت صوب فاخر وطاقمه التقني ، فلماذا تأخر هذه المرة في تقديم استقالته بكل جرأة وشجاعة؟ صحيح أن فاخر ابن الرجاء، وأعطى الكثير لفريقه كلاعب وكمدرب، ولا يمكن أن ينكر هذا العطاء إلا جاحد، لكن الأخطاء التي اقترفها خلال المباريات الثلاث الأخيرة ، على المستوى التكتيكي، أو الاختيارات البشرية، لم يستسغها جمهور الرجاء الذي حمل فاخر كامل المسؤولية في توسيع الفارق بين الرجاء والوداد، فهل أينعت رأس المدرب لوضعها على مقصلة الإقالة؟ مصادر عليمة أكدت أن امحمد فاخر أصر يوم الخميس الماضي على استعادة الاستقالة الكتابية التي كان قد تقدم بها، ورفض مرافقة الفريق إلى معسكر الإعدادي بوسكورة استعدادا للديربي، قبل أن يعيد إليه الرئيس مخطوط الاستقالة، التي لم يتخذ في شأنها أي قرار ، ولعل المطالبة باسترجاع الوثيقة، يكشف ربما عدم رغبته في مغادرة البيت الرجاوي ، الأمر الذي يجعل مجموعة من الأسئلة مشروعة، نختزلها فيما يلي: لماذا لوح فاخر بالاستقالة شفهيا عدة مرات-؟ ولماذا أصر على تقديمها كتابة قبل دورات؟ وما الدافع إلى المطالبة باسترجاها، وهل صحيح أنه كان يعلم أن قبول هذه الاستقالة والحسم فيها، رهين بالخسارة في الديربي والخروج من حلبة التنافس على اللقب ؟ وماذا لو رفض حسبان تسليم الاستقالة لصاحبها قبل ملاقاة الوداد ؟ وهل بمقدور الرئيس إقالة المدرب فاخر قبل انتهاء الموسم الكروي، علما أن العقد يمتد لثلاثة مواسم؟ وكم ستكلف هذه الإقالة خزينة الرجاء بناء على العقد الذي يربط الطرفين ؟ هي مجرد تساؤلات ، قد ترخي بظلالها على البيت الرجاوي خلال ما تبقى من دورات ، وستصاحبها ولا شك مجموعة من التأويلات.