إن المؤتمر الإقليمي الخامس للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمكناس، المنعقد يومي الجمعة والسبت 20 و 21 يونيو 2014 ، تحت شعار« تعاقد جديد، لتخليق الفعل السياسي، من أجل تنمية إقليمية شاملة ، ورد الاعتبار لمدينة مكناس « والذي ترأس أشغاله بقصر المؤتمرات ، أخونا ادريس لشكر الكاتب الأول للحزب، وهو يقف إجلالا وإكبارا، لجماهير مدينة مكناس التي احتضنت حزب المهدي وعمر ، من خلال حضورها القوي ، الوازن والمكثف ، في كل فقرات الجلسة الافتتاحية . وبعد استماعه الى العرض السياسي الذي ألقاه الكاتب الأول الأخ ادريس لشكر بالمناسبة ، والذي شرح (بتشديد الشين وفتحها ) فيه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية إقليميا ووطنيا ، حيث أبرز السياق الذي تحمل فيه الحزب مسؤولية تدبير الشأن العام ، مؤكدا أن الأمر لم يكن كذلك البتة.. وانما الذي تحمله الحزب هو مسؤولية إنقاذ البلاد من الأزمة ، و إعلان الاستعداد للبوس هذه الأزمة، التي أنتجتها السياسات الحكومية الفاشلة منذ الاستقلال .. وهي السياسات التي واجهها الاتحاد بالتضحيات الجسام ، التي كانت ضريبتها أرواح العديد من أبنائه ، وحرياتهم .. ولم يكن الاتحاد ، ليرفض نداء الوطن كأي انتهازي لما جاء يطالبه بإنقاذ البلاد من السكتة القلبية ، التي أوصلتها إليها ، السياسات الفاشلة المتعاقبة إياها. إلا أن تحمل الاتحاد لمسؤولية إخراج البلاد من الأزمة ، ورغم ما أنجز من كبريات المشاريع التنموية ، والتنظيمية في تلك الفترة ، بقيادة أخينا المجاهد عبد الرحمان اليوسفي، فقد دخل الحزب في أزمة من نوع آخر ، عصفت، أو كادت تعصف ، بالثقة التي كانت للحزب لدى أوسع الجماهير الشعبية، لأن انتظارات الشعب كانت كثيرة ومتشعبة .. وعلى ضوء التقريرين الأدبي والمالي ، وما أسفرت عنه مداولات اللجن ، فان المؤتمر: 1) يثمن عاليا ، مضامين العرض السياسي للكاتب الأول للحزب ، من تأكيد على رد قيم النبل للسياسة ، ورد الاعتبار للحركة الاتحادية الأصيلة بكل تنظيماتنا الحزبية ، وفي كل الواجهات .ويهنئ مدينة خنيفرة المناضلة التي اقترحا أخونا الكاتب الأول كحاضنة ليوم الوفاء لهذه السنة كنوع من الاعتراف . 2) يعتبر أن الأوضاع، والصورة المتردية التي آلت إليها المدينةوالإقليم ، من مسخ لهويتنا الثقافية والتاريخية والعمرانية ، لم تكن قدرا مقدورا ، وإنما هو نتيجة حتمية لتكالب اللوبي المصالحي ، بين سلطتي الفساد المالي والفساد الإداري ، الذي ما فتئ يزور إرادة المواطنين لصنع كائنات انتخابية ممسوخة على المقاس ، ليستمر نهب الثروات وتخريب الإقليم .. ويعتبر نفسه ، منذ مؤتمره هذا في مواجهة هذا الفساد بالتصدي والفضح ، بكل الوسائل المشروعة الممكنة والمتاحة. 3) يستنكر ما تتعرض له المدينةوالإقليم، من إقصاء ممنهج، مما تعرفه الأقاليم الأخرى من مشاريع تنموية كبيرة .. ويعتبر أن ما يتداول من أن أسباب هذا الإقصاء ، وهذا الحرمان ، هو سخط هذه الجهة أو تلك، على المنتخبين والسلطات الإدارية.. هو ظلم للإقليم، إذا كان صحيحا .. لأن المتضرر الأول من هذا الإقصاء ، هو المواطن البسيط ، الذي لا ينصب مسؤولا ، ولا يعين منتخبا. 4) يطالب بالكشف عن كل المتورطين في ملفات الفساد، التي حولت المدينةوالإقليم الى مسخ من البناء العشوائي، واغتيال المساحات الخضراء، واحتلال الملك العمومي، ويرفض أن تخضع المتابعات التي طالت ، وتطال المنتخبين والمسؤولين الإداريين، لمنطق الانتقائية ، وذر الرماد في العيون دون أن تبلغ المحاكمات مداها، في الكشف عن كل عناصر الفساد المستشري في المدينةوالإقليم . 5) يأسف للإهمال المقصود ، الذي طال ويطال المجالات الحيوية بالإقليم من رياضة وفن و ثقافة، مما يحول أبناء الإقليم الى حطام من الانحراف والإقصاء، والتهميش .. ويطالب بإحداث فضاءات للخدمات الاجتماعية من تعليم وصحة ، ودور للشباب والثقافة.. تستجيب لحاجيات النمو الديمغرافي وما تعرفه المدينة بالخصوص ، من توسع مطرد.. ويستنكر منطق الزبونية والمحسوبية الذي استشرى في مجال توزيع المنح على الجمعيات، وخاصة بالعالم القروي . 6) يرفض بقوة ، فصل المدينة عن الجهة، ويعتبر أن أي إلحاق للمدينة بأية جهة كانت، غير جهة مكناس تافيلالت، هو اغتيال عن سبق إصرار وترصد للجغرافيا، و للهوية التاريخية، والثقافية، والحضارية .. 7) يعلن تضامنه اللا مشروط مع ساكنة سيدي بوزكري ، وسكان عمارة بيرنار في محنتهم ، بسبب تواطؤ المركب المصالحي نفسه : الأوقاف والسلطة والمنتخبون .. كما يعلن تضامنه أيضا، مع باقي الأحياء و الدواوير المهمشة بالمدينةوالإقليم ، ويحذر مما يتهدد العالم القروي ، من خصاص على مستوى الماء الشروب، ولقاحات الزواحف والحشرات السامة. 8) يؤكد على أن الاتحاد كان وسيظل البيت الكبير لكل الاتحاديين والاتحاديات ، المنفتح على كل الطاقات الكفأة والنزيهة ، الغيورة على مستقبل بلدها، وذلك في ظل : */ الإعلاء من قيمة النقد، والنقد الذاتي، كأسلوب في إشاعة الحوار البناء ، وتدبير الاختلاف الخلاق المفضي الى الاتحاد. 9) يهيب بجماهير مدينة مكناس، ألا تنسى من تسبب في مآسيها، من كائنات انتخابية فاسدة، لا تعثر لها على أثر، كلما تعلق الأمر بالدفاع عن المواطنين والمواطنات في قضاياهم العادلة، وتجدها، بالمقابل، وبكل صفاقة وقلة حياء، تتقدم الى الناخبين في كل استحقاق ، بما دأبت عليه من توزيع للوعود الكاذبة، والمال الوسخ الحرام، وأن تتصدى لهم بالفضح، وحماية الأصوات والذمم من المتاجرة. 10) يعتبر أن الاتحاد قد دخل بمؤتمره الخامس هذا، مرحلة المصالحات الكبرى مع الذات ن وأن الانخراط فيها بنكران تام للذات هو رهان اتحاديي واتحاديات إقليممكناس.