«..في انتخابات 1977 البرلمانية، قال الفقيد العزيز السي عبد الرحيم بوعبيد، المقاعد لاتهمنا.. لكنها اليوم تهمنا، وإننا الآن نبعث رسالة مفادها ....... يجب التوقف عن شيوع الانتهازية.. تجب الثورة على البؤس السياسي .. على البحث عن المقاعد.. نحن مناضلون، قدمنا خدمات للشعب المغربي، في المعارضة كما في السياسة.. فكرة النضال أساسية هنا .. مصلحة البلاد لدى المناضلين أكبر من مصلحة الحزب، ومصلحة الحزب أكبر من مصلحة الشخص ...اختيارنا للمعارضة هو من أجل التوضيح الفكري والإيديولوجي والسياسي، هذا الخلط خاصو يوقف..حماية للهوية، نحن أولا وطنيون، وقضايانا الوطنية فوق كل اعتبار، فقضية الصحراء مازالت تتطلب التعبئة الوطنية .. مازالت سبتة ومليلية والجزر الجعفرية تحت الاحتلال، إذن مطلب التحرير مازال قائما، أيضا نحن ديمقراطيون نومن بالتعددية والحقوق الفردية والجماعية، ونحن أيضا اشتراكيون، نومن بالعدالة الاجتماعية، ونحن أيضا حداثيون.. وهو مبدأ، وإن لم يكن معلنا، فقد صاحب نضالات الاتحاد الاشتراكي منذ التأسيس، لأن الحداثة في عرفنا هي الإيمان بالحريات والحقوق الأساسية، وعدم التبرم بالخلق والإبداع.. هذا هو الوضوح للي بغينا اليوم، وهذا هو الوضوح الذي كان يريده الشهيد عمر بنجلون، الذي نجتمع اليوم لتخليد ذكرى اغتياله منذ 36 سنة مضت... الوضوح الذي قطع مع اللبس والغموض في مؤتمرنا الاستثنائي، من خلال التقرير الإيديولوجي الذي كان المساهم الأساسي فيه هو الشهيد عمر، حيث كتب مسودة جزء مهم منه، داخل السجن وهو سجين.. الوضوح الذي نريد اليوم، هو أن يعلم الجميع بأننا حزب قضى في موقع المعارضة 13 سنة، ولكن في مواقع مختلفة، ساهمنا - في الحكومة التي قادها المجاهد عبد الرحمان اليوسفي- في تطوير الديمقراطية ببلادنا ..المغاربة تصالحوا مع ماضيهم ..معدل النمو ارتفع.. المغرب تحكم في ماليته واقتصاده.. صورة المغرب تحسنت دوليا..إضافة توسيع دائرة الحريات .. ومحاربة الفساد والتضييق عليه..لكن بؤس السياسة تغلب على السياسة الحقيقية.. وكنا الحزب الذي أدى الكلفة.. قمنا بتقييم في مؤتمرنا الثامن ..واقتنعنا بأن المغرب في حاجة الى إصلاح جديد على غرار ما حدث في بداية التسعينيات، فقمنا بواجبنا ورفعنا مذكرة للإصلاحات السياسية والدستورية لجلالة الملك .. واليوم، وبعد كل هذه التحولات، يجب أن نكون أول من يحترم الديمقراطية.. مرت الانتخابات ..انتخابات لها ما لها وعليها ما عليها... والمغاربة اختاروا عمليا من سيكون في المعارضة .. نحن اخترنا المعارضة كذلك لتكون ذات مصداقية، داخل البرلمان، وداخل المجتمع .. لا تتصوروا أننا سنرجع إلى معارضة السبعينيات .. فالمغرب تغير.. وهناك دستور جديد .. فإذا كانت المعارضة إلى حدود 96 قد ساهمت في إنقاذ البلاد من السكتة القلبية.. فالمعارضة اليوم هي من أجل الوضوح ووقف الخلط..» بهذه الأفكار، وبهذه البساطة السهلة والممتنعة، خاطب الأخ فتح الله ولعلو، نائب الكاتب الأول - في كلمة افتتاحية - جماهير المناضلين الاتحاديين والمواطنين الذين حجوا إلى مقر جهة مكناس تافيلالت، تلبية لدعوة فرع الحزب بحمرية، إحياء للذكرى 36 لاغتيال الشهيد عمر بنجلون. وهي الكلمة التي جاءت تمهيدا للندوة، وجوابا عن سؤال المسير الأخ يوسف بلحوجي الذي استحضر أفكار عمر النيرة، وعلى رأسها الوضوح وعدم التعقيد، متسائلا عماذا تمثله ذكرى امتداد أيادي الغدر لرفيق درب في حجم عمر؟؟ التي نحييها اليوم تحت شعار«من المعارضة البناءة الى المعارضة الخلاقة لاستكمال البناء الديمقراطي» وقبل أن يعطي رئيس الجلسة الكلمة للحاضرين في البلاتو والذين هم على التوالي ممثلو المنابر الإعلامية الوطنية التالية: بلال التليدي عن جريدة «التجديد»، أسعدي محمد عن جريدة «أخبار اليوم»، أحمد بلحميدي عن جريدة «الأحداث المغربية»، حداد عن جريدة «المساء». قبل ذلك رحب الأخ انفي الكاتب الإقليمي، باسم التنظيمات الحزبية بالإقليم، بالأخ فتح الله ولعلو، وبالصحافيين الذين انتدبوا لتنشيط اللقاء، مذكرا بفترات المد والجزر التي مر ويمر منها الحزب، شاكرا الفرع على المبادرة. وبقدر ما كان ما طرحه الزملاء الصحافيون، من قضايا وإشكالات تأخذ باهتمام المواطنين، بقدر ما كان الأخ فتح الله مقنعا وشفافا وواضحا .. - لماذا لم يناقش الاتحاد قضية التدبير، وهو يبحث عن مسوغات اختياره للمعارضة؟- هل ستكون هذه المعارضة شرسة لاستعادة الأمجاد ؟؟ وهل هناك من طاقات مازالت قادرة على الاطلاع بهذا الدور؟؟ - لماذا المعارضة الآن؟؟ ولماذا ليس في 2007 ؟ - ألم يكن حريا بالاتحاد ألا يتسرع في اختيار المعارضة خدمة للمشروع الوطني والمصلحة العامة؟ - الكتلة التي سهلت انتقال السلطة، هي اليوم تصف المعارضة بالاستجمام، وأنتم جزء منها، التقدم والاشتراكية اختار المشاركة ..فهل ستصمد كل مسوغاتكم لاختيار المعارضة أمام كل هذا؟؟.. الواقع أن التحالفات لا تبنى إلا بعد الانتخابات، ليس لدينا حزب سائد، يمكنه الحصول على 51 % من أصوات الناخبين - يقول الأخ فتح الله - إذن كان لزاما علينا انتظار النتائج.. نحن تبعا لهذه النتائج لم نرتب لا في المرتبة الأولى ولا في الثانية أو الثالثة.. رسالة الناخبين للاتحاد واضحة، هي أن نكون اليوم في المعارضة وليس في الحكومة..نعم الكتلة الديمقراطية لعبت دورا أساسيا كقاطرة للإصلاحات..إصلاحات كبرى، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ملتمس الرقابة وما استتبعه من خلق لأجواء الثقة (إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، رجوع المنفيين..) ولا يجب أن ننسى أن الظروف الدولية والتحولات العالمية، لم تكن تعني يومها إلا المغرب، لأن باقي المنطقة العربية كانت جامدة من جهة، ولأن بلدنا كان محصنا بما لايقل عن 40 سنة من النضال الديمقراطي من جهة ثانية .. إذن الكتلة كانت قاطرة للإصلاحات بما خلقته من ديناميات ..لكن، وبكل صراحة، منطق الكتلة لم يكن حاضرا في التدبير الحكومي، والذي كان حاضرا هو مواجهة الإكراهات والحد منها، والتدبير للمدى المتوسط والبعيد.. وكان علينا ككتلة - أمام كل هذه الاكراهات - أن نظل في الحكومة مادام أحد مكوناتها هو الذي يقود الحكومة..أما عن مقولة الاستجمام، فأنا أنزلها منزلة الدعابة والمزاح ليس إلا ..خروجنا إلى المعارضة يعني أن الخلط يجب أن يزول.. هناك إصلاح دستوري، يجب أن يستتبعه إصلاح سياسي...والاتحاد سواء في المعارضة كان أو في الحكومة ، فإليه يرجع الفضل في إغناء المعجم السياسي ببلادنا «المنهجية الديمقراطية» و «الوافد الجديد» ... وغيرهما من التعبيرات السياسية التي أصبحت مسكوكة، هي من أدبيات الاتحاد - يضيف الأخ فتح الله - ، ورغم الخروج عن هذه المنهجية الديمقراطية .. شاركنا في حكومة 2002، لمصلحة البلاد.. فوقع تراجع السياسة، وأدينا الثمن..لأننا كحزب سياسي ديمقراطي، استملكنا المخاطر التي أصبحت تحوم حول السياسة.. وكانت الكلفة التي أديناها لوحدنا باهظة الثمن..اخترنا المعارضة - يقول الأخ نائب الكاتب الأول، كخطوة أولى، ستتلوها خطوات منها، عقد مؤتمرنا التاسع..ما عاشته المنطقة بمناسبة الربيع العربي، لم تعرفه بلداننا منذ الخمسينيات ..فلم يسبق أن تحركت المنطقة بشكل جماعي، إلا في يونيو 52 بمناسبة ثورة الضباط الأحرار في مصر، وفي دجنبر من نفس السنة عند اغتيال الزعيم النقابي التونسي فرحات حشاد، وفي غشت 53 لدى نفي المغفور له محمد الخامس، أو في نونبر 54 مع اندلاع الثورة الجزائرية.. وأسباب الربيع العربي اليوم تكمن في أن البنية الاقتصادية والبنية السياسية للدول العربية، لم تستطع الجواب عن أسئلة البنية الديمغرافية للشباب في هذه البلدان..إذن لماذا كان الجواب المغربي عن هذا الحراك مغايرا لما هو عليه الأمر في تونس أو مصر.. مثلا ؟ - يتساءل الأخ فتح الله - قبل أن يجيب، بأن الفضل في ذلك هو لكفاح 40 سنة من النضال الديمقراطي ، فهي التي أكسبت بلدنا المناعة ضد المنعرجات المجهولة.. ولذلك فنسختنا من الربيع العربي أعطت تغييرا للدستور، وأعطت انتخابات..ونحن الحزب ربما الوحيد الذي تعامل مع حركة 20 فبراير بإيجابية .. نحن لم ننتقدها .. ولكننا نقول بأن التحولات الكبرى تأتي من تآزر الأجيال.. على جيل الكبار أن ينصت لجيل الشباب، وعلى الشباب أن يأخذ بنتائج التراكم النضالي .. فثورة 68 كانت في فرنسا ، ولكنها أيضا كانت في براغ بروسيا، وكانت في الصين بمناسبة الثورة الثقافية.. والقوى التي انتصرت انتخابيا في فرنسا بعد الثورة هي القوى المحافظة، نظرا لارتباطها بالبنيات الاجتماعية، ولأنها كانت الأكثر تهيؤا من الناحية التنظيمية والبشرية..لذلك فحركة 20 فبراير لم تستطع أن تفرض كل اختياراتها.. نحن اليوم - يقول الأخ فتح الله - في قلب معركة إعادة الاعتبار للسياسة.. ولن يتأتى ذلك إلا بتقوية التنظيم دون الاعتماد عليه كلية، والارتباط بالشباب والإصغاء إلى مشاكله وتطلعاته، والنزول إليه في الأحياء والحقول الشعبية التي غادرناها لتغلب منطق المشاركة في الحكومة، وإرجاع قوتنا التي كانت ضاربة في التواصل، عبر القنوات النقابية والشبيبية والنسائية والقطاعية.. وضعنا في المعارضة، اليوم هو الذي سيعيد الاعتبار للسياسة ليس فقط من أجل الحزب، ولكن وهذا هو الأهم، من أجل تحسين صورة بلادنا..لابد أن تكون معارضتنا متطابقة مع الواقع أي الوضع الجديد، معارضة ديمقراطية، معارضة في البرلمان، وفي الخارج.. وكل وضع يخلق دينامية، أي أن معارضتنا ستكون معارضة اتحادية و مرتبطة بالهوية. وعمن مع سيتحالف الاتحاد في المعارضة ؟ بعد أن تخلى عن التحالف مع البي.جي.دي. في الحكومة ؟ وهل يعني ذلك تفضيله للتحالف مع البام ؟ يجيب الأخ فتح الله بأن التحالفات في الدنيا كلها لا تكون إلا في الحكومة، ففي الديمقراطيات العريقة نجد عدة معارضات، وليس تحالفا معارضاتيا، بل قد نجد تخاصما وتصارعا بين المعارضات نفسها .. ونحن كان عندنا كل من البام (شكليا) والبيجيدي في المعارضة، فهل يعني ذلك تحالفا بينهما؟؟ نعم قد تخلق ديناميات، وقد توحد الموقف حول قضية من القضايا، لكن أكيد أن التبرير سيكون مختلفا .والمهم ، هوالاختيارات المرتبطة بالهوية ..أما عن معارضة الاتحاد الاشتراكي فهي لن تكون لا لينة ولا شرسة، ستكون معارضتنا مسؤولة. وجوابا عن سؤال حول تصرف الاتحاد بعيدا عن القيم التي يتبناها، وتمثل الناخب للاتحاد اليوم، يقول الأخ فتح الله، نحن نفكر في مصلحة البلاد، وخلق الشروط السليمة لتنفيذ سليم للدستور..كنا سباقين للمطالبة بتطوير الملكية..وانطلاقا من ذلك فالمهم والواجب أن تكون هناك معارضة، تماما كما أنه الواجب أن تكون حكومة..لذلك فنحن باختيارنا للمعارضة لم نفكر، في الذات الحزبية قبل غيرها، بل فكرنا في مصلحة البلاد أولا، ثم الحزب ثانيا، ثم الأفراد أخيرا.. وحتى في 2007، فإن المنهجية الديمقراطية لم تطبق إلا مع الوزير الأول، أما ما عدا ذلك، فإننا رأينا وزراء ينتقلون من لون إلى لون.. وشاركنا دفاعا عن المصلحة العامة، والتي تعتبر الكتلة الديمقراطية إحدى وسائلها... وهذا أضر بصورتنا، ومن حقنا أن نحسن صورتنا .. وكل هذا الجدل يدل على أن الناخب أحس بأن الاتحاد ضروري، ليس للحكومة ولكن ضروري أيضا للبلاد..نحن سيرنا - تاريخيا - حكومتين : حكومة الأستاذ عبد الله إبراهيم ، وحكومة الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي، وهما حكومتان مرجعيتان، في تاريخ المغرب ، ففي حكومة الأستاذ عبد الله إبراهيم ، حيث لعب فقيدنا العزيزعبد الرحيم بوعبيد دور الدينامو، رسمنا ملامح السيادة المغربية بإصدار الدرهم المغربي، وسن السياسة الصناعية.. وحكومة عبد الرحمان اليوسفي، والتي لم تكن مسلحة بدستور مثل هذا، هي التي صالحت المغاربة مع ماضيهم ..مع المرأة ..هي التي قلصت الدين الخارجي قبل أن يعود إلى الارتفاع بدءا من حكومة 2007 .. هي التي وسعت من هامش الحريات حتى أضحى المغرب كله 20 فبراير قبل الربيع العربي بسنوات .. هي التي دخلت الحكومة والمغرب لا يتوفر إلا على خط الرباطالبيضاء كطريق سيار يتيم ..هي التي عملت على تعميم الكهربة القروية وتزويد القرى بالماء الشروب...هي التي أضافت نقطتين إلى معدل النمو ببلادنا..إذن ما الذي حدث ؟؟ لابد أن نقول للمغاربة الصراحة ..إن الذي حدث هو بؤس السياسة ..هو غياب الوضوح ..وسيعترف المؤرخون الذين سيؤرخون لهذه الفترة بأننا كنا ضحية لتراجع السياسة، أكثر من أننا ساهمنا في بؤس السياسة .. ولأننا وطنيون فإن تحسين صورة السياسة في بلادنا أهم عندنا من تحسين صورة الحزب ..ولأننا نعرف بأن المغرب اليوم في حاجة لحزب مثل الاتحاد..حزب يفصل بين التدبير في الجماعات، وبين الاختيارات الكبرى للدولة..فإننا عندما اقتنعنا بأن البلاد في حاجة إلى إصلاح، اتصلنا بجميع الأحزاب لنرفع مذكرة الإصلاحات سويا ..لكن لا أحد مشى معنا .. بل كان هناك من يشكك، ويقول بأن مطلب الإصلاحات، هو نوع من الترف النضالي والاستجمام السياسي ..فرفعنا المذكرة لجلالة الملك لوحدنا، وقد كان من بين أهم ما طالبنا به الملكية البرلمانية ..وهو مطلب ثابت في صيرورة نضالنا، سبق وأن تضمنه البيان السياسي لمؤتمرنا الوطني الثالث سنة 1978 ..لذلك عندما حل الربيع العربي، كنا مسلحين سياسيا أكثر .. فمطالب حركة 20 فبراير، هي المطالب التي ذقنا بسببها مرارة السجون والمنافي والاغتيالات.. وعن نقط التلاقي بين فترة تسلم الاتحاد الحكومة في 98 ، وفترة تسلم العدالة والتنمية لها سنة 2011، يقول الأخ فتح الله ولعلو، وصلنا إلى حكومة 98 لتقابلنا سنتين من الجفاف، ومديونية مرتفعة، والتضخم بلغ يومها 14 %.. ومعدل النمو أقل من3 % فاستطعنا إنقاذ بلادنا ..وقمنا بإصلاحات..حيث في ظل الجفاف ارتفع معدل النمو إلى ما يقارب 5نقط وخفضنا كثيرا من نسبة التضخم.. وخلقنا ديناميات ساعدت على مصالحات كبرى وتاريخية ..الأمازيغية ، المصالحة مع الماضي ..توسيع الحريات..أما عن الحكومة الحالية والظروف التي تسلم فيها الأستاذ بنكيران رئاستها، فليس من طبعي، ولا أسمح لنفسي بأن أعطي الدروس ..لكن يمكن القول إن الحكومة أية حكومة، لابد أن تعمل على الحد من الاكراهات ، وخلق ظروف التطور على المدىين المتوسطي والبعيد، أي أن تعمل على حل معادلة العلاقة بين الاقتصاد الحقيقي / الإنتاج، والاقتصاد الاجتماعي/التوزيع..أخذا بعين الاعتبار، الظروف الدولية والقارية والإقليمية.. نحن ننتظر البرنامج، ولكن المهم هو العمل..2011 منعرج في الجنوب، وفي الشمال أيضا، لأنه منذ 2008 و الشمال يعيش أزمة..من أسبابها أيضا بؤس السياسة..ومن المؤكد أن التدبير الحكومي سيأخذ بعين الاعتبار صعوبة الوضع في أوروبا، والرهان الآن هو تحسين معدل النمو، وتوزيع للثروات أكثر عدالة، ومحاربة اقتصاد الريع والفساد .. وأعتقد أننا أنجزنا من هذا الكثير.. وعن تعيين السفراء دون الرجوع إلى المجلس الوزاري، وكذا عن التعيينات التي تمت في المحيط الملكي، وماذا عن العائلة اليسارية، يقول الأخ نائب الكاتب الأول، وضعنا في المعارضة سيدفعنا أولا لتوحيد العائلة الاتحادية ، وفي نفس الوقت لخلق ديناميات لتسهيل وحدة العائلة اليسارية الكبرى، وكون الرفاق في التقدم والاشتراكية، في الحكومة فلن يسهل المهمة، أو أنه سيؤدي إلى توضيحات جديدة..أما عن تطبيق بنود الدستور، فأنتم تعلمون أن البرلمان الحالي هو الموكول له بتنزيل الدستور الجديد التنزيل الديمقراطي السليم، بواسطة ما سينتج من قوانين تنظيمية، ومن حق الملك في الجهة الأخرى أن يعين أي أحد في محيطه، والايجابي أن جميع المعينين هم من الأحزاب.. وختاما أقول، يضيف الأخ فتح الله، أننا غير مهددين بالخطر..ولسنا في حاجة إلى حكومة وحدة وطنية، حتى نكون مدفوعين للمشاركة فيها كوطنيين..نحن حزب له تاريخ ، ووراءه سجل حافل بالتضحيات..ونحن الآن مجتمعون لتخليد ذكرى اغتيال أحد رموزنا.. ذكرى حزينة نعم ..ولكنها مشرقة..نحن معنيون بأسس سيادة بلدنا ..معنيون بإنقاذها وتطورها، ومصالحتها مع ماضيها،..معنيون بالتأقلم مع ما يدور في العالم..أمريكا.. أوروبا ..العالم العربي ..الهيجان...و سواء في المعارضة كنا، أو في الحكومة، فنحن دائما حزب وطني ..ديمقراطي .. اشتراكي.. حداثي..ولن نتغير. ولحظة تنبيه الأخ بلحوجي جموع الحاضرين إلى تواجد الأخ عبد اللطيف جبرو من ضمن الحضور، اهتز الجميع بالتصفيق إكبارا واحتراما لأصغر معتقل اتحادي فيما عرف «بمؤامرة 63» ولأكبر موثق وأقوى ذاكرة أرخت لتاريخ الاتحاد المعاصر، وتضحيات رموزه وأهراماته، قبل أن يعلن الاحتفاء بالشهيد عن نهايته، في جو مفعم بالحميمية والدفء الاتحادي الواعد.