سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ندوة حول المدرسة المغربية بالقنيطرة عبداللطيف اليوسفي: المدرسة العمومية هي الرهان الوحيد لضمان تكافؤ الفرص الحسن اللحية: هناك مافيا تتاجر بالكتاب المدرسي وبيداغوجيا الإدماج صرفت فيها أموال باهضة
تحت عنوان «واقع المدرسة المغربية وتحديات المستقبل « نظم فرع الحزب الاشتراكي الموحد بالقنيطرة ندوة فكرية أطرها كل من الاستاذين: عبداللطيف اليوسفي والحسن اللحية ،وذلك مساء يوم السبت 17 ماي 2014 بغرفة التجارة والصناعة والخدمات بمدينة القنيطرة ، تميزت بحضور نوعي متميز للفعاليات الحزبية والنقابية والجمعوية والاعلامية ، ففي بداية الندوة تقدم الاستاذ عبدالله صلاحو سعيد الكاتب المحلي للحزب بالقنيطرة بذكر الاسباب الداعية لتنظيم هذه الندوة والسياق العام الذي جاءت فيه ،حيث طرح مجموعة من الاسئلة التي تستمد راهنيتها من النقاش الدائر حول المدرسة المغربية والمنظومة التعليمية، ثم أعطى الكلمة للأستاذ الحسن اللحية الذي اعتبر أن مداخلته هي عبارة عن حوار مع التاريخ ومع السياسة التعليمية ،وتساءل :أي تعليم نريد؟ وأي أفق مستقبلي نريد للتعليم؟ وأضاف أن التعليم في المغرب كان قبل الميثاق الوطني للتربية والتكوين يسير بمخططات وليس بمنهجية منتظمة ، واستفاض في الحديث عن مسألة التعميم والتعريب ، وكذا قضية الامية والإشكالات المطروحة فيها ، معرجا على بعض الاختلالات التي عرفتها المنظومة التعليمية ، ضاربا المثل ببيداغوجيا الادماج التي رصدت لها مبالغ مالية مهمة ضمن البرنامج الاستعجالي ، وتساءل عن سبب تأخر الاصلاح مستشهدا في ذلك بالكتاب المدرسي متهما (مافيات) تتاجر في هذا الكتاب ، وخلص الاستاذ اللحية إلى بعض الاقتراحات التي يرى فيها أفكارا للخروج من مأزق التعليم ومنها: أنه ينبغي التفكير في التمدرس من منظور ديموغرافي وسوسيولوجي. في وضع مخططات مضبوطة. في لغة العلوم وماذا نريد بهذه العلوم. التخطيط على مدى ثلاثين سنة. التفكير بملحاحية في المنهاج , وفي الموارد البشرية,وفي مناصب الشغل, وإعادة النظر في التكوين. المداخلة الثانية في الندوة تقدم بها الاستاذ عبداللطيف اليوسفي تحت عنوان « مقومات التعاقد حول المدرسة العمومية» تساءل فيها هما وقع في إصلاح التعليم ؟ وماذا يجب أن يكون؟ معتبرا أن الصراع السياسي في المغرب هو صراع حول المسألة التعليمية , وأن المشكلة في المغرب تكمن في أننا ليس لنا مشروع مجتمعي حقيقي , مذكرا في هذا الصدد بمكونات الاصلاح من تنمية بشرية وغيرها, مستغربا كيف أن التعليم بقي قضية قطاعية ولم تحصل التعبئة الشاملة حوله بالرغم من أنه القضية الثانية في المغرب بعد القضية الوطنية، وتحدث في هذا الصدد عن منطق التوافق ، ومنطق التعاقد ، واعتبر الاستاذ اليوسفي أن الميثاق الوطني للتربية والتكوين وثيقة مهمة جدا لكنها افتقدت للشمولية التي كانت منتظرة ، ومن هنا خلص إلى أننا دائما نهلل للنصوص ولميلادها ، ولكننا لا نلتفت إلى معركة تطبيق هذه النصوص , وبعد أن تساءل الاستاذ المحاضر : هل هناك إرادة سياسية حقيقية لإصلاح التعليم؟ عاد ليذكر ببعض معيقات الاصلاح والتطبيق ومنها: أننا لم نضع المشروع المجتمعي الديموقراطي والحداثي . أننا افتقدنا الرؤية الشمولية للإصلاح. أن هم التعليم بقي هما قطاعيا ولم تحشد له التعبئة الشاملة. أن إرساء الجهوية كخيار استراتيجي في الاكاديميات لم يفعل بالشكل المطلوب . ولذلك اقترح الاستاذ اليوسفي بعض الحلول للخروج من هذه الوضعية ضمن ما يسمى بمقومات التعاقد المنتج: أن يكون المشروع مبنيا على الوضوح في التقييم والأهداف. ان يتم اعتماد التحديث والدمقرطة , وبذل مجهود جماعي لبلورة الجودة . أن يتم التعاقد حول المسألة اللغوية بالمغرب . أن يتم إنصاف الموارد البشرية وتحسين وضعيتها المادية والمعنوية , وتثمين مهمتها مع تمكينها من السلطة المعرفية. أن يتم تدبير العلاقات مع الشركاء الاجتماعيين والاقتصاديين. أن تتم المصالحة بين المدرسة والمجتمع. إصلاح التعليم مرتبط بالإصلاح السياسي والدستوري, واعتبار أن مهام اليسار ضرورية في هذه المرحلة. تكوين جبهة للدفاع عن المدرسة المغربية عموما والعمومية خصوصا , لأن المدرسة العمومية هي الرهان الوحيد لضمان تكافؤ الفرص.