رغم كل الآمال التي كانت معقودة على فريق وداد فاس، وتشبث مدربه فؤاد الصحابي بالأمنية حتى آخر رمق، كما جاء على لسانه قبل المباراة، ورغم الحضور والمحاولات في مجريات الجولة الثانية، إلا أن النتيجة غيرت كل الأحلام وفقدت ممثل العاصمة العلمية الثانية آماله في البقاء ضمن البطولة الاحترافية حسابياً، والتي عرفها اللقاء الذي جمعه بمضيفه الوداد البيضاوي ليلة أول أمس بالمركب الرياضي محمد الخامس، برسم الدورة 28 من البطولة الاحترافية أمام مدرجات فارغة، بحضور فقط حوالي عشرين فرداً من مناصري الواف الذين حجوا من مدينة فاس، متشبثين بخيط الأمل في الحفاظ على مكانة لفريقهم ضمن قسم الصفوة. تميز الشوط الأول من المباراة بمستوى جد متوسط، في غياب الفرص الحقيقية للتهديف، والمحاولات الهجومية التي تساهم في رفع إيقاع المواجهة. وقد دخلت العناصر الفاسية هذا اللقاء بطموحات كبيرة، و عزيمة بغية تحقيق الفوز، وكسب ثلاث، قد تنعش آمالها في البقاء ضمن المجموعة الاحترافية، حيث حاولت شد الخناق على مهاجمي الوداد، الثلاثي ماليك إيڤونا، فابريس أونداما وبكاري كوني، إلى جانب مراد لمسن الذي عزز الخط الأمامي للوداد، وذلك بإغلاق كل المنافذ في الدفاع وتجنباً لانسلال أي مهاجم ودادي، حفاظاً على نظافة الشباك، مع الاقتصاد في اللعب وانتظار فرص لأي مرتد هجومي، في حين لم يتمكن أصحاب الأرض من إعطاء الصورة الحقيقية لفريقهم الذي ظل يلعب بدون جماهيره العريضة/ الغائبة، وكأنه يجري مباراة «ويكلو»، ولازالت الفصائل بكل أنواعها غاضبة ومقاطعة الحضور، والمساندة لفريقها إلى أجل بات غير مسمى... وفي انتظار ما سيسفر عنه الجمع العام القادم، الذي تنتظره كل الفعاليات الودادية، إذ من المنتظر أن تكون هناك مفاجآت بحضور أسماء قد ترضي البعض، وقد تغضب الآخرين، حيث هناك تسخينات ولقاءات مكثفة، والحسم منتظر خلال الأيام القليلة القادمة... هذا، ولم تسجل خلال 45 دقيقة الأولى سوى فرصة لكل طرف، الأولى في حدود الدقيقة (26) للوداد بواسطة المهاجم الكونغولي فابريس أونداما الذي تلقى كرة من رجل زميله برابح في العمق، لكن كرته مرت محاذية لشباك الحارس أمين البورقادي الذي كانت تدخلاته القليلة موفقة، والثانية لوداد فاس في الدقيقة (44) بواسطة رشيد تيبركالين، لكن تواجد مراد لمسن في المنطقة الدفاعية غير وجهته الكرة بإنقاذه الوداد من هدف محقق، وبإعلان الحكم عادل زوراق من عصبة الغرب عن نهاية الجولة الأولى بنتيجة التعادل السلبي. الجولة الثانية لم تعرف المستجدات، ولم تعرف أية فرصة لغاية قيام المدربين بالتغييرات، حيث أقحم الشريف من جانب الوداد يونس الحواصي مكان إيڤونا، كما قام فؤاد الصحابي من جانب الواف بتغيير يوسف عبودة بالبديل العثماني، وهو التغيير الذي حرك نوعاً المباراة، والتي عرفت انتعاشاً على مستوى الخطين الأماميين لكلا الطرفين، حيث عبر رشيد من صفوف وداد فاس عن رغبته في الوصول لشباك محمد عقيد، ويونس الحواصي من جانب المحليين في البحث عن وسيلة لاختراق الدفاع الفاسي، وهو ما تأتى للزوار في الدقيقة (71) في اصطيادهم ضربة جزاء موجعة لمدرب الوداد بعد تنفيذها بنجاح بواسطة رشيد تيبركانين، معلنا عن الامتياز للواف، والتمسك بخيط الأمل، وعودة الابتسامة بوجه فؤاد الصحابي الذي قدم تحية لكل لاعبيه، وبإعطائه التعليمات للحفاظ على النتيجة لعلها تنعش الآمال في البقاء ضمن القسم الأول... مباشرة بعد هذا الهدف الذي نزل كقطعة ثلج على الشريف وعلى مجموعة جد قليلة تابعت اللقاء، والتي كانت تطمح للفوز والسير بعيداً في اللقاءين المقبلين والأخيرين لكسب نقط قد تؤهل الوداد لخوض بعض المنافسات القارية، قام الشريف بتغييرين متتاليين، حيث أقحم لاعب الوسط سعد عبد الفتاح مكان برابح، والمهاجم وليد الكرتي مكان أنس الأصبحي، بغية ضخ دم جديد على مستوى الخط الأمامي، والبحث عن تعديل الكفة، وهو ما تأتى للوداد في آخر أنفاس المباراة (د 88)، من ضربة خطأ مباشرة على مشارف المعترك، بعدما نفذها اللاعب كوني، لتعود الكرة من جديد لأيوب الخالقي الذي كان متواجداً في المكان المناسب، والذي أفلح في هزم الحارس الفاسي أمين البورقادي، معلناً عن التعادل. تعادل الوداد زاد من محنة وداد فاس، وأوقف كل الطموحات والآمال، ورغم ذلك، حاولت بعض العناصر الفاسية إعطاء ما تبقى في جعبتها، من خلال بعض الانسلالات والقيام بحملات هجومية لعلها تعيد الأمل والبسمة، وكانت إحداها أن تخلق الحدث في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع، بعدما أضاف عادل زوراق ثلاث دقائق، بواسطة بنعبد الله العثماني البديل، إلا أن كرته ارتطمت بالعمود الأيمن للحارس محمد عقيد، ولينتهي اللقاء بالتعادل هدف لمثله، وبعودة فريق وداد فاس الذي تميز نسبياً عن الوداد بخصوص المحاولات والحضور في آخر مجريات المباراة إلى العاصمة العلمية كالطائر المكسور الجناح العائد إلى عشه...!