فاز فريق الوداد البيضاوي على خصمه الجزائري المولودية برباعية نظيفة، مساء أول أمس بالمركب الرياضي محمد الخامس، برسم دوري المجموعات لكأس عصبة الأبطال الافريقية، أمام جماهير ودادية عريضة ملأت جنبات المركب، رغم حرارة الطقس والعطلة الصيفية، وذلك بعد الحضور المشرف للعناصر الودادية، عقب تعادلها الأسبوع ما قبل الماضي أمام الأهلي المصري بالقاهرة، مما جعل التكهنات ترجح إمكانية كسب الوداد المباراة التي تعد ديربياً مغاربياً حارقاً، سيما وأن الفريق الأحمر يتواجد في وضع تقني جيد، بعد العطاء الكروي الواعد الذي قدمه في دوري النتيفي مؤخراً بملعب الأب جيكو، ولعبه المباراة النهائية أمام فريق المغرب الفاسي ، إلى جانب الانتدابات التي قام بها مسيرو القاعة الحمراء، مع عودة المدرب السويسري دوكاستيل الذي تمكن من الوقوف على مؤهلات بعض اللاعبين واختيارهم لحمل القميص الأحمر هذا الموسم. وقد استغل الوداد الوضعية المهزوزة التي يعيشها فريق مولودية الجزائر، بعد تعادله مؤخراً في الجولة الأولى أمام الترجي التونسي. وبخصوص المباراة، فقد تمكن الفريق المضيف من الوصول لشباك الضيف الجزائري المولودية مع بداية الجولة الأولى، وبالضبط في حدود الدقيقة الثانية بعد صافرة الانطلاقة بواسطة الحكم السوداني عبد الرحمان خالد، وذلك بواسطة المهاجم الكونغولي فابريس أونداما، إثر مرتد هجومي خاطف. هدف حرك الجماهير الودادية، التي بدأت تطالب بالمزيد من الأهداف. وقد حاول مهاجمو مولودية الجزائر، الرد على الهدف الأول، بغية تعديل الكفة، لكن براعة الحارس نادر لمياغري، إلى جانب الدفاع الودادي، حالت دون مبتغى الضيوف المغاربيين. وقد شنت العناصر الودادية العديد من الحملات الهجومية قصد توقيع هدف ثان، بواسطة كل من فابريس أونداما وأحمد أجدو ومحسن ياجور، مع مساندة لياسين لكحل الذي التحق بصفوف الوداد مؤخراً. وكاد فابريس أن يسجل الهدف الثاني (د 25) بعد انسلاله من الجهة اليسرى، لكن الكرة مرت محاذية لشباك الحارس الجزائري سفيان عز الدين. وإثر إحدى العمليات الهجومية الودادية، وبداخل المعترك، حاول المدافع بابوشا إبعاد الكرة بيده، وهو ما دفع الحكم للإعلان عن ضربة جزاء، مع منحه ورقة صفراء (د 29)، ليكلف بتنفيذها أحمد أجدو، الذي أفلح في ترجمتها لهدف ثان (د 31). هذا الهدف زاد من حماس الجماهير، وأشعل فتيل المدرجات التي كانت مؤثثة بالأبيض والأحمر، من خلال المحبين والجمعيات التي كانت حاضرة بقوة، رغم عدم نصب التيفو بواسطة فصائل الوينرز، بسبب وفاة أحد أعضائها. ورغم إضافة الحكم دقيقتين كوقت بدل ضائع، فلم يتمكن مهاجمو الخصم الجزائري من تحقيق المبتغى وتقليص الفارق في النتيجة، ليعلن بعد ذلك الحكم عن نهاية الشوط الأول بتقدم الوداد بهدفين نظيفين. مع بداية الجولة الثانية، قام المدرب الجزائري المؤقت، والمعد البدني عبد الحق مكلاتي بإقحام المهاجم الصديق برَّادجة على أساس ضخ دم جديد على مستوى الخط الأمامي، والوصول لشباك الحارس الودادي نادر لمياغري، مع محاولات هجومية، لكن دفاع الفريق الأحمر كان حاضراً بقوة، مع الحضور اللافت لنادر كعادته. وقد قام دوكاستيل هو الآخر بعد مرور 20 دقيقة من هذه الجولة، بتغيير، حيث أقحم عبد الغني معاوي مكان زميله ياسين لكحل، وهو التغيير الذي كان له الوقع الحسن على الوداد، وذلك بتمكنه من توقيع الهدف الثالث بواسطة أيوب الخالقي، بعد مرور سبع دقائق (د 72)، حيث ساهم معاوي في تسجيل هذا الهدف بنسبة كبيرة رفقة فابريس أونداما. ورغم إقحام المدرب الجزائري اللاعب داوود مكان بورملة، فلم تستطع العناصر الجزائرية اختراق دفاع الوداد والوصول للهدف المنشود، رغم بعض المحاولات المحتشمة، اللهم التسديدة المباغتة للاعب برادجة (د 82)، إلا أن الكرة مرت محاذية لمرمى نادر لمياغري، وفي هذه الأثناء، أقحم دوكاستيل المهاجم باسكال البنيني مكان محسن ياجور، مع إقحامه أيضاً يوسف القديوي مكان أجدو (د 86)، وذلك رغبة في تسجيل الرباعية، وهو ما تأتى للوداد بواسطة البنيني باسكال من خلال توقيعه للهدف الرابع، وهو الهدف الذي اعتبر من أروع وأجمل الأهداف، بعدما سدد من بعيد تسديدة قوية لم تترك أي حظ للحارس الجزائري في التقاط الكرة أو إبعادها، لتستقر في الشباك ، وبعدما أضاف الحكم خمس دقائق، ليعلن باسكال عن فوز الوداد برباعية نظيفة، وهي نفس النتيجة التي فاز بها المنتخب الوطني المغربي على نظيره الجزائري يوم 4 يونيو الماضي بملعب مراكش. فاز الوداد إذن بأربعة أهداف لصفر، في الديربي المغاربي على مولودية الجزائري في أمسية تميزت بعطاء تقني كبير للوداد، خصوصا في الجولة الثانية، وخرجت الجماهير الودادية بفرحة كبيرة، وكلها أمل في اجتياز الوداد، باقي المباريات برسم منافسات عصبة الأبطال القارية، كما عرفت شوارع الدارالبيضاء فرحة عارمة لجماهير القلعة الحمراء.