فاجأ النادي الإفريقي التونسي فريق الوداد البيضاوي بحضوره القوي وكسبه الرهان وبفوزه بثلاثية نظيفة أمام جماهير عريضة بالمركب الرياضي محمد الخامس، برسم نصف نهائي كأس شمال إفريقيا للأندية البطلة، ليلة الجمعة الماضية، في لقاء ظهر فيه الفريق التونسي بوجه مشرف، ودافع عن ألوانه وأبان عن مستوى تقني غير الذي ظهر به في لقاء الذهاب بملعب المنزه أمام جماهيره. فيما لم تقو عناصر الوداد على تخطي الزوار التونسيين، وذلك من خلال المستوى الباهت الذي ظهرت به وفاجأت كل المتتبعين الذين كانوا متفائلين، بعد عودة الوداد من تونس بنتيجة التعادل، إلا أن كل التكهنات كانت غير صائبة لما تتبعه الذين حضروا وحجوا للمركب الرياضي محمد الخامس، وكذا الذين شاهدوه عبر القناة الفضائية المغاربية التي كان لها الحق الحصري للبث ونقل المباراة. بخصوص المباراة، فقد نهج المدرب الإيطالي الفرنسي ديغو كارزيطو أسلوباً هجومياً بغية الوصول لشباك الخصم النادي الافريقي التونسي، لكن مهاجمو الوداد، فابريس أونداما ومحسن ياجور وأيت العريف، لم يتمكنوا من تنفيذ مهمتهم، بوجود دفاع تونسي مستميت، حيث أغلق المدرب التونسي مراد المحجوب كل المنافذ تجنباً لتسربات مهاجمي الوداد ،حفاظاً على نظافة الشباك، إلى جانب حضور قوي للحارس سامي النفزي الذي تصدى لكل الكرات العالية التي كانت تسدد من بعيد وعبر الأجنحة. وقد أوتيت فرصة حقيقية للتهديف، لأصحاب الأرض بواسطة عبد الحق أيت العريف في حدود الدقيقة (30)، إلا أن الكرة مرت فوق العارضة، وهي المحاولة الجادة للوداد في هذه الجولة. ومن خلال التمركز الجيد للنادي الافريقي، والاحتراس والوقوف جنباً إلى جنب كل عنصر ودادي، تم تكسير كل محاولة ودادية، إلى جانب القامة الطويلة لجل التونسيين، واللياقة البدنية والطراوة. فيما كانت تفتقد العناصر الحمراء للياقة البدنية، والتي لم تخدم مصالحها في مجاراة الضيوف، الذين تمكنوا من الوصول لشباك نادر لمياغري في آخر أنفاس هذه الجولة بواسطة العميد وسام بنيحيى بضربة رأسية بديعة. هدف نزل كقطعة ثلج على الجماهير الودادية العريضة التي لبت النداء وحجت مركب محمد الخامس، ورفعت التيفو قبل انطلاق المباراة من قبل الاولترات، ليعلن بعد ذلك بدقائق، الحكم الليبي محمد زعلوك عن نهاية الشوط الأول بامتياز النادي الافريقي بهدف للاشيء. مع بداية الجولة الثانية، تمكن النادي الافريقي من إضافة الهدف الثاني (د 46) بواسطة اللاعب وسام بنحيى هدف حرك كل الضيوف والجمهور التونسي الذي كان حاضراً ومسانداً لفريقه، وهو الهدف الذي أحبط كل الجماهير الودادية التي لم تستسغ المستوى الذي ظهرت به عناصر الفريق الأحمر. ورغم إقحام أجدو مكان أيت العريف وخالد لبهيج مكان خالد السقاط، فلم يتغير أي شيء، بل زاد ذلك من قوة التونسيين الذين اصطادوا ضربة جزاء في حدود (د 75)، والتي ترجمها لهدف ثالث اللاعب خالد المليثي، هذا الهدف زاد من سخط الجماهير الودادية التي غادرت مركب محمد الخامس في جو كئيب مع حسرة كبيرة وألم شديد، وطرح العديد من الأسئلة، خصوصاً بعد نهاية المباراة حول الانتدابات، وحول تغيير الادارة التقنية، إلى جانب منهجية المدرب الجديد الذي حاول تغيير مراكز اللاعبين. نهاية اللقاء كانت فرحة كبيرة لدى كل مرافقي الفريق التونسي واللاعبين والجمهور الذي احتفل بالمركب الرياضي محمد الخامس، في الوقت الذي هيأت كل الجمعيات الودادية شعارات الفرحة، والاحتفال بكسب هذا الرهان الذي اختطفه التوانسة للمرة الثالثة من الدارالبيضاء، الأولى بمركب العربي الزاولي والثانية والثالثة من مركب محمد الخامس. وقد تابع اللقاء الناخب الوطني غيريتس وكذا الحارس الدولي عتوكة الذي كان من بين الوفد الرسمي للضيوف، فيما لازالت الساعة الإلكترونية للمركب الرياضي محمد الخامس معطلة وأمام اندهاش كل الضيوف في مثل هذه المناسبات التي تعد من الاستحقاقات القارية، وأمام الإهمال واللامبالاة لمجلس المدينة الذي اكتفى بوضع لوحة بجنبات أرضية الملعب كُتب فيها «مجلس المدينة يرحب بالجمهور الرياضي»..! المباراة كانت أيضاً مناسبة للالتفاتة للإطار التونسي المدافع الدولي السابق «للنجم الساحلي» فريد شوشان من طرف جمعية أنصار وداد الأمة من خلال استقباله بباقة ورد لما أسداه في وقت وجيز رفقة المدرب البرازيلي دوس سانطوس..