بعد الهزيمتين المتتاليتين أمام الجار الرجاء برسم لقاء الديربي، والنهضة البركانية نهاية الأسبوع الماضي، تمكن فريق الوداد البيضاوي من تخطي ممثل الريف الشباب الحسيمي بالفوز في آخر أطوار المباراة التي جمعتهما مساء أول أمس السبت بالمركب الرياضي محمد الخامس، برسم الدورة 26 من البطولة الاحترافية بهدفين نظيفين، وفي لقاء عرف غيابا تاما للجماهير الودادية التي اتخذت قراراً بالعزوف عن المدرجات في باقي اللقاءات المتبقية لدورات الإياب، احتجاجاً عن النتائج والمكتب المسير، في انتظار ما سيسفر عنه الجمع العام بعد نهاية البطولة، ورغم مطالبة العديد من الفعاليات منذ الاثنين الماضي بعقد جمع عام استثنائي... وقد دخلت العناصر الودادية الجولة الأولى بعد صافرة الحكم محمد اسليمان من عصبة الشمال، عازمة على تحقيق نتيجة إيجابية، ومحو الهزيمتين المتتاليتين، وذلك من خلال بعض المحاولات لكل من ماليك إيڤونا وفابريس أونداما ووليد الكرتي، ثلاثي حاول اختراق دفاع الخصم الريفي، لكن الدفاع حال دون بلوغ الكرة مرمى الحارس يونس الرميلي. أما فريق شباب الريف الحسيمي، فقد ظهرت عناصره الشابة بمستوى لابأس به، وحاولت إبعاد كل الكرات التي كانت تشكل خطورة على مرماهم، بإغلاق المنافذ حفاظاً على نظافة الشباك والعودة من قلب مركب محمد الخامس للحسيمة نقطة واحدة تضمن لهم البقاء بصفة رسمية بالقسم الاحترافي. وقد هدد الوداد مرمى الفريق الضيف في ثلاث مناسبات بواسطة ماليك إيڤونا (د 9)، والثانية لنفس المهاجم (د 16) الذي تمت عرقلته وأسقط داخل المعترك من طرف الحارس يونس الرميلي، دون أن يعلن الحكم محمد اسليمان عن أي شيء، والثالثة (د 42) بواسطة وليد الكرتي الذي انسل من الوسط، مراوغاً ثلاثة مدافعين، وكان قريباً من افتتاح حصة التسجيل، من خلال تسديدة وجدت حارساً يقظاً حولها للزاوية. أما بخصوص الزوار، فقد كانت فرصتهم الوحيدة والأبرز في حدود الدقيقة السادسة بواسطة نبيل أومغار، لكن الحارس محمد عقيد كان في المكان المناسب، وحولها إلى الزاوية. كما أضاف الحكم دقيقتين كوقت بدل الضائع، دون أي شيء، في جولة لم ترق إلى ما كان يتطلعه المتتبع. الشوط الثاني عرف نفس النهج والمستوى التقني للجولة الأولى، مما دفع بالمدربين لتغيير بعض العناصر، وإعطاء نفس جديد لبعض المراكز الهجومية، وذلك بإقحام الإطار الوطني مدرب شباب الريف الحسيمي حسن الرگراگي، فريد الطلحاوي مكان مقران (د 65)، وبدخول الحواصي بصفوف الوداد مكان ماليك إيڤونا، وخروج أسامة الحلفي وتعويضه بمحمد الطاهري. وقد أضاف الحواصي شحنة قوية للوداد من خلال انسلالاته من الجهة اليسرى، وخلقه متاعب لدفاع شباب الريف في أكثر من مناسبة، إلى جانب نبيل أومغار من صفوف الحسيمة الذي توغل داخل المعترك وسدد بقوة، لكن كرته وجدت حارساً متألقاً وقوياً تصدى لكل الكرات التي كانت تشكل خطورة على مرماه، محمد عقيد الذي يعتبر الورقة الرابحة لفريق الوداد، وهو الخلف المتميز للحارس نادر لمياغري الذي ترك بصمات كبيرة مع الفريق الأحمر والمنتخب الوطني، ليأتي الفرج للوداد في الدقيقة (79)، إثر عملية هجومية ينسل سعد عبد الفتاح داخل المعترك ومن الجهة اليسرى، يرسل كرة في العمق وبضربة رأسية للمهاجم الكونغولي فابريس أونداما، يهزم الحارس يونس الرميلي، معلناً عن الامتياز للوداد تحت تصفيقات بعض المتتبعين من أنصار الوداد. هدف زاد من حماس الخصم الريفي، ورفع من إيقاع المباراة، وذلك من خلال رد الزوار بمحاولتهم وقيامهم بعمليات هجومية وضغطهم المستمر على الحارس عقيد الذي لفت الأنظار وتصدى بنجاح للعديد من التسديدات القوية. ومع مرور الوقت، وإضافة الحكم خمس دقائق كوقت بدل الضائع بعد 90 دقيقة، تمكن الوداد من إضافة الهدف الثاني في آخر الأنفاس (د 95)، في الوقت الذي كان يبحث فيه الزوار عن هدف التعادل للعودة بالاطمئنان، لكن فابريس أونداما كانت له كلمة أخرى، بعدما تمكن من هزم حارس شباب الريف من تمريرة جانبية داخل المعترك من رجل الحواصي الذي حرك الخط الأمامي منذ دخوله في هذه الجولة، لينتهي اللقاء بفوز الوداد وتأجيل حسم البقاء ضمن القسم الأول للزوار في باقي الدورات القادمة.