تمكن فريق المغرب التطواني، من انتزاع نقطة ثمينة من قلب المركب الرياضي محمد الخامس في آخر أنفاس المباراة التي جمعته بالفريق المضيف الوداد البيضاوي، الذي لم يبتسم له الحظ بميدانه، خلال هذه الدورة، التي استمر فيها الغياب المتواصل لفصائل الوينرز، وبحضور الترات شمالية حجت من تطوان لمساندة لفريق الحمامة البيضاء.. اللقاء عرف التشويق والندية والمنافسة القوية، خصوصاً في الجولة الثانية، لقاء أجري ليلة السبت الماضي برسم الدورة السابعة من البطولة الاحترافية. وقد تميزت الجولة الأولى، باندفاع وضغط ودادي منذ صافرة الحكم رضوان جيد من عصبة سوس، من خلال خلق العناصر الحمراء للعديد من المحاولات التي بلغت خمس حقيقية، ولم تستثمربالشكل المطلوب، بواسطة كل من الغابوني إيفونا ماليك (د 7)، ووليد الكرتي، تلتها محاولات في الدقيقة 12 و 17 و 20 و 22، وذلك بتواجد حارس تطواني متميز، الذي تصدى لكل المحاولات، إلى جانب الدفاع الذي كان متماسكاً، بقطعه الطريق على مهاجمي الوداد، الذين ناوروا بكل ما أوتوا من قوة، واعتمدوا على التسديد من الجانب الأيسر بواسطة نبيل الولجي، الذي هدد مرمى الحارس محمد اليوسفي في أكثر من مناسبة عبر تسديدات قوية، إلى جانب الدينامو سعد عبد الفتاح الذي كان عطاؤه مميزاً. ومع مجريات الشوط الأول، وبالضبط في حدود الدقيقة (24) أتيحت فرصة واحدة حقيقية لأشبال عزيز العامري، والتي استثمرت وغيرت النتيجة من عملية هجومية ثنائية منسقة مكنت زايد كروش من بلوغ مرمى نادر لمياغري، في الوقت الذي كان ينتظر كل المتتبعين هدف الفريق الأحمر. هدف حرك مدرجات جمهور المغرب التطواني ونزل كقطعة ثلج على مناصري الوداد القلائل، وعلى الطاقم التقني الذي تفاجأ... ودفع الوداد للبحث عن تعديل الكفة والرجوع إلى المباراة، ولم تمض سبع إلا دقائق، وإثر سقوط سعد عبد الفتاح داخل المعترك في إحدى المحاولات، أعلن الحكم رضوان جيد عن ضربة جزاء للوداد، احتج عليها الماط . لكن الأصبحي الذي كُلف بتنفيذها لم يفلح في ترجمتها إلى هدف التعادل، وأجل الحسم لغاية الجولة الثانية بعدما أغلق مدافعو تطوان كل المنافذ تجنباً لتسربات إيفونا ماليك والولجي وسعد الذين خلقوا متاعب للخط الدفاعي التطواني. مع بداية الشوط الثاني، ومع مرور سبع دقائق (د 51)، تمكن الوداد من تعديل الكفة بواسطة يونس الحواصي بضربة رأسية بديعة، إثر ضربة جانبية من رجل سعد عبد الفتاح، ومن رجل نبيل الولجي الذي مرر كرته هو الآخر للحواصي. هدف جميل حرك المدرجات الودادية التي عرفت انتعاشاً ملحوظاً في الجولة الثانية. هدف أعطى نفساً جديداً لأشبال عبد الرحيم طاليب، الذي أعطى تعليماته في فترة الاستراحة بالمستودعات، إلى جانب زميله يوسف فرتوت، وتحرك الخط الأمامي للوداد من جديد، بغية الوصول إلى شباك الخصم، لكن الدفاع التطواني كان في المكان المناسب. وقد أقحم عزيز العامري نبيل الداودي مكان مسجل الهدف زايد كروش لضخ دم جديد على مستوى الخط الأمامي، بغية تحقيق الإمتياز. لكن إصرار الوداد مكنهم من كسب هدف ثان بواسطة الغابوني إيفونا ماليك (د 69)، إثر ضربة زاوية نفذها سعد عبد الفتاح وبضربة رأسية يمرر الكرة عطوشي لماليك الذي سدد بقوة، وهزم الحارس محمد اليوسفي، معلناً عن الامتياز للقلعة الحمراء. هدف زاد من حماس المباراة، وبعد التغييرات التي أقدم عليها كل من عزيز العامري وعبد الرحيم طاليب، حيث عوض المهدي الباسل زميله خضروف في صفوف الزوار، ودخل إجروتن مكان ماليك من جانب الوداد، وفابريس أونداما مكان الحواصي والسعيدي محمد مكان وليد الكرتي. كما أقحم العامري بلال مكري مكان الهردومي القادم من الكوكب المراكشي. هذه التغييرات كان لها الوقع الحسن على مستوى الخط الأمامي لكلا الفريقين، من خلال اللوحات الفنية التي تابعها الجمهور في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء، والتي عرفت حرارة قوية داخل رقعة الملعب، ومكنت في آخر أنفاس المباراة من تسجيل هدف التعادل للماط بواسطة زهير نعيم (د 87)، الذي ساهم بشكل كبير في انتزاع نقطة ثمينة من قلب المركب الرياضي محمد الخامس، ورغم إضافة الحكم خمس دقائق كوقت بدل الضائع، فالنتيجة بقيت على حالها... للإشارة، فقد أشهر الحكم رضوان جيد ورقة حمراء في وجه اللاعب بوشتات الظهير الأيمن الذي كان جالساً بكرسي الاحتياط، مباشرة بعد تسجيل فريقه للتعادل.... وعقب نهاية اللقاء، صرح للجريدة مدرب الوداد عبد الرحيم طاليب على أن نتيجة التعادل للمجموعة الشابة الودادية تبشر بالخير، وأنها ستقول كلمتها خلال المباريات القادمة، كما دعا الجماهير الودادية إلى العودة للمدرجات ، لمساندة اللاعبين الشبان الذين ينتظرون دفعة معنوية.