في الرابعة زوالا من 22 مارس 2014 بمكتبة القادري، احتفى المسؤول الأول عن مكتبة عبد الواحد القادري بالجديدة باستقبال الكاتب والصحفي سعيد عاهد ابن مدينة مازكان في الطابق الثاني رفقة العديد من الأصدقاء والمبدعين ورحب به في كلمته باسم المؤسسة وبإصداره الجديد الفتان بحضور الطلبة والأساتذة والفنانين والمثقفين . وقدم الفنان التشكيلي عبد الله بلعباس في شهادة ممتعة وساحرة قائلا إن الفتان محكيات من سيرة الروكي بوحمارة وتساءل لماذا بوحمارة الآن؟ ومترجمها ليس مؤرخا وإنما هو صحفي كاتب يغلب عليه الأدب شعرا ومتابعة واستعار إجابة الدكتور حسن أميلي عن ذلك ب (لا يمكن أن تكون سيرة الروكي الا الشخصية الانموذج، إنها فتنة الشغب والادعاء والتدجيل والانتهازية، كلها صور ما أكثر الروكيات منها في زمننا الراهن تنقصها فقط تيمة الحمارة ) ووقف الفنان بلعباس أمام عتبة العنوان على شكل شريط في أعلى الصفحة الأولى للغلاف الذي كتب بطريقة أبرزت كلمة الفتان لتتوارى في عمق الشريط كلمة محكيات، مشيرا أن العنوان يخفي أكثر ما يظهر طبيعة الكتاب التاريخية أي أننا أمام محكيات بحق الفتان وكم تزعج الإلف واللام ويتضح الأمر أكثر حين نقرأ أسفل الصفحة الأولى محكيات من سيرة الروكي بوحمارة لصحفيين وكتاب غربيين معاصرين له ويضيف في الصفحة 5 ثمة اعتراف من الكاتب بأنه ليس بحثا تاريخيا أكاديميا بل عبارة عن انتقاء وتجميع وترجمة لمقالات وكتابات أجنبية معاصرة لبوحمارة) وتساءل عن ماهية التجميع والانتقاء والترجمة إن لم يكن للتاريخ فمن أجل ماذا ؟ مجيبا مرة أخرى انها نهاية الفتان بشكل تراجيدي، الصراع من اجل السلطة والادعاء والكرامات والنهاية المأساوية والبعد الفانطاستيكي وهنا مكمن السخرية العارية انطلاقا من ملاحظة عينه الفنية الذكية : صورة الغلاف وصورة الجمل في كامل زينته والآدمي مرمي في قفص وحضور اللونين الأحمر والأخضر .. وقال أيضا انه في مناسبة سابقة قدم شهادة في حق الكاتب والصحفي والشاعر بعنوان (هذا ما كان) ويزعم الآن يقول ان سعيد يقيم بين الثنائيات، يقيم بين لغتين لغة تشده الى رحم والأخرى بطاقة سفر ويقول إن لغته الثانية هي مجال قراءاته والأولى هي (حطته) كالراعي الذي يسوق يومه المتخيل الى مرقد من لغة، تلك التي تشكل رحمه هو يقيم قريبا من الكلام بعيدا في صمته، بين السياسة والصحافة وبما أن الثانية بنت الأولى وامتدادها بين الناس فمن اجل المدينة التي أحبها،هو، قدر من يسقط رأسه قريبا من نورس،خفقة تستسلم للريح .. هي سيرة من ماء وريح ورمل يصعب ان نمسكها بحق، تنفلت بين أصابع لغتين، يقيم بين تاريخين للميلاد، واحد مدون في السجل العمومي، وآخر يحتفظ به لنفسه.. سعيد حين يثمل وشارد كعهده في الصحو.. في كلمة المحتفى به سعيد عاهد قال إنه سعيد فعلا بالتواجد في هذا المكان وبالدرب الذي يوحي له بالكثير المشترك وأن هذه المؤسسة لها تاريخ.. وسعيد بتواجده بين أصدقاء لم يلتقيهم الا بطريقة عابرة وانه سيحتجزهم جميعا وسعيد بهذه المدينة بين أحبته وفي هذه المدينة تعلم أبجديات الكتابة وشكر كل الحاضرين وتحدث عن ظروف نشر الكتاب والعمل المضني من اجل انجازه وترجمته والظروف التاريخية والأسباب التي جعلته ينجز هذا الجهد والعمل القيم في شكل محكيات هي سيرة المتمرد (الجيلالي الزرهوني) بوحمارة ودلالة الكلمة في المخيلة الشعبية المغربية واستحضار ذلك في زمن موشوم بالخيبات.. وتجدر الإشارة أن شخصية بوحمارة ملغزة بقدرات ساحرة والادعاء والكرامات وتعددت الروايات لسيرة الفتان الذي دوخ ورفع راية العصيان ضد المخزن لأكثر من سبع سنوات وتم إيداعه السجن بعد القبض عليه في قفص ورفضت الأسود التهامه وبعد ذلك إعدامه .. وان الكثير من الصحف الأوروبية ابتداء من 1902 وردت فيها إشارات متابعة مغامراته إعلاميا إلى حين إعدامه وخصص له العديد من الكتاب الغربيين المعاصرين صفحات وفصولا كاملة ضمن مؤلفاتهم.. والجدير بالذكر أن هذا الكتاب كما جاء في العتبة التي كتبها مؤلفه الصحافي سعيد عاهد ليس بحثا تاريخيا اكاديميا بل عبارة عن انتقاء وتجميع وترجمة لمقالات وكتابات أجنبية ومحكيات تصف لحظات فتنته بإضافة 3 ملاحق خاصة بالصور والرسوم التشخيصية للفاعلين وللأحداث في طبعة أنيقة من تصميم عبد اللطيف الراوي في 208 ص من الحجم المتوسط.