حل المفكر والفيلسوف المغربي الدكتور محمد سبيلا ضيفا على فرع اتحاد كتاب المغرب ومؤسسة عبد الواحد القادري بالجديدة زوال يوم الجمعية 14 مارس 2014 بقاعة الأكاديمية الجهوية بحضور أعضاء فرع الإتحاد والعديد من الشخصيات والأساتذة والطلبة والمهتمين بالفكر المغربي للاستماع إلى محاضرة الأستاذ الذي أحرز على دكتوراه الدولة من كلية الآداب بالرباط واشتغل أستاذا جامعيا بنفس الكلية وشغل منصب رئيس شعبة الفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس كما ترأس الجمعية الفلسفية المغربية.. وله العديد من المؤلفات الفكرية منها : حوارات في الثقافة والسياسة 2006ودفاعا عن العقل والحداثة 2002 والايدولوجيا نحو نظرية تكاملية ومباهج الفلسفة .. بعد كلمة الترحاب من قبل الأستاذين د عبد المجيد النوسي ود الحبيب الدايم ربي وتحمله مشاق السفر والاستماع إلى درسه بشغف حول موضوع متميز ألا وهو السياسة والأخلاق هل السياسة يجب أن تحترم الأخلاق أم الأخلاق يجب أن تلبس السياسة؟ وقد حدد الأستاذ سبيلا في البداية تعريفا للسياسة بكونها تدبير للمصالح ومغلفة بالأخلاقي وأن الفضيلة ومثلها الكبرى الحرية العدالة والمساواة سواء مصدرها ديني أو دنيوي والعلوم الاجتماعية الحديثة تميل إلى الفصل بين المجالين وتعتبرها إسقاطات أخلاقية وأن السياسة مجرد استعمالات ذاتية وذلك تزامن بين الموقفين الفصل والوصل باعتبارهما سمات مميزة للإنسان في حين أنه كائن ذو حاجات وظيفية وجنسية لا تشمل التأجيل والتسويف ونجده عند الكثير من المفكرين والسياسيين من أجل التنافس والكسب وان السياسة الحديثة تقوم على الصراع وإستراتيجية القوة وفي العمق ليس هناك فضائح أخلاقية وحسب ماكيافيلي وآخرين فالإنسان حربائي استبدادي سلبي ومنافق.. فالسياسة حسب التصور الأولي وكما يدل على ذلك في اللغة العربية تتراوح بين المكر والحيلة والحق في العقل وحسن تدبير الشأن السياسي ومعناها الحربي يشكل في العالم الحديث الصراع بين السياسة والحرب، السياسة هي استمرار للحرب ولكن بوسائل وأدوات سلمية هي حرب خفية مشيرا أن هذا العنصر يتسم مع تطور الفكر الفلسفي الحديث اتجاه دعم الفكر المتطور والاتجاه الغالب في السياسة الحديثة هو الموقف الحذر تجاه المنظومات الحديثة اذا كان السياسي يتحكم يجب الحذر تجاه الخطابة أو المنظومة الاديولوجية هذا التوجه لا يدعم مساهمة العديد من الفلاسفة مدعما ذلك بأمثلة ... كل هذه التحليلات تصب إذن مراجعة مسألة الضمير ومزاعم أخلاقية لتعميق الفصل تجاه صلابة الادعاءات الأخلاقية وذلك انطلاقا من الذات.. وتوسع مجالات وفضاءات وحدودها القصوى إلى مستويات كبرى إلى مزاعم وطنية أو قويمة مبنية على المنفعة والنفعية نتيجة التحولات التي حدثت. وان الاهتمام بالأخلاقيات المهنية بمعنى تخليق الحياة السياسية التي تطرحها الممارسة السياسية في الكثير من التصورات بين نوع من الاعتراف الضمني بأخلاق الضمير هي أخلاق المحاسبة والتشريح بدرجة الذي أخل بمهمته سيتعرض للمحاسبة والعقاب وانتقاله من الوعظ إلى المسؤولية وأن الواقع السياسي مر رغم العزوف للمثقف.. كل الحركات كلها قائمة على تمجيد الذات بخطاب تجميلي إلى المكاسب والغنائم المالية وأشار إلى ضرورة مراجعة التجربة وتبين مزاعمها وهذا هو التحول من الأخلاق والمزاعم الأخلاقية إلى محاسبة الممارسات وأن من الضروري إعادة التفكير النقدي لتدارك سلبياتها وغوغائياتها وأننا جميعا نجني ثمار تجربة عشناها.. في التدخلات التي أثيرت بقاعة الأكاديمية الغاصة بالحضور النخبوي المكون من العديد من المثقفين والأستاذة والطلبة انصبت أغلب أسئلتهم وتدخلاتهم حول الفصل بين الأخلاق والسياسة والتحولات الأولى والتطورات التي عرفها العالم العربي والأخلاق والسياسة في المغرب وهل يمكن إعادة الاعتبار على ضوء المفاهيم القديمة وكيف يمكن تحرير الفكر السياسي وعن الجانب السياسي والثقافي وأي مستوى وصل إليه ودعوات للفصل بين الدين والسياسة وما السبيل للخروج من الأزمة التي تعيشها النخب المغربية؟ أجاب عنها الأستاذ محمد سبيلا بكل أريحية وتفهم مشيرا ومحيطا إلى أهم التحولات التي عرفها تاريخ المغرب وانتقاله من الرعوي إلى الحضاري والمعماري ساهم في تحولات تقنية وان هذه التقنيات ساهمت في موقف ذاتي بعلاقته بالتقنية علاقة براغماتية نفعية تساهم في التحول نحو معايير نفعية سواء في طرق العيش احدث ذلك نوعا من الخلل والازدواجية وان أسباب العزوف من الموقف الساذج إلى الموقف الآخر تحتاج إلى اليقظة بمعنى التمييز بين الظاهر والباطن بين القول والفعل وان الفترة الذهبية هي بعد الاستقلال وهي فترة معينة (الطهرية) خطاب تجميلي وان الخطاب والاديولوجية عندها وظيفة وارتباطها بالوعي السياسي .