تمت برمجة الدورة الثامنة عشرة كاملة، وقد أفرزت محطات حارقة، سيما وأن جميع الفرق تتنافس على تعزيز الرصيد رغبة في تقوية حظوظ التنافس على اللقب، أو تطلعا لتأمين الموقع مبكرا، لذلك فالدورة تعد بعطاءات كثيرة، وقد تفرز معطيات جديدة . في ظل الأزمة التقنية التي يعيشها الوداد البيضاوي ، سيكون لزاما عليه تحقيق الانتصار داخل الديار، للتخفيف من وقع الهزة، وللتصالح مع الجماهير بعد هزيمة أكادير، وللاستمرار ضمن طابور المقدمة، لكن الفريق المنافس الكوكب المراكشي سيحل ضيفا محررا من كل الضغوطات النفسية، واعتاد أن يقدم منتوجا كرويا مميزا خارج القواعد، لذلك فمهمة الوداد لا تبدو سهلة . فريق الفتح الرباطي المستفيد من الخطإ الاداري لأولمبيك خريبكة، والمتصدر لسبورة الترتيب، سيحط الرحال بالجديدة لمنازلة الدفاع المحلي، وكله أمل في الحفاظ على موقعه، بتجنب الهزيمة الثانية، سيما وأن الدكاليين لهم رهان قاري سيرخي بظلاله على اختيارات بنشيخة التكتيكية، فهل يعود السلامي بالانتصار، وهو الذي كبرت أحلامه في التنافس بقوة على درع البطولة ؟ تحت تأثير خصم نقطتين بسبب خطإ إداري، يخوض شباب الحسيمة مباراته أمام أولمبيك خريبكة، وكله طموح في إضافة الفوز الثالث على التوالي، سيما في ظل الادارة التقنية الحالية، لكن المدرب التونسي أحمد العجلاني الذي دشن تعاقده مع الفريق الخريبكي بفوز مهم الاسبوع الماضي، يراهن على صنع الايجابي لإخراج الفريق من الوضعية غير المطمئنة، خاصة بعد قرار خصم النقطتين، وهو القرار الذي استنكره رئيس الفريق، واعتبره جائرا . حسنية أكادير، الفريق الذي يزحف في صمت، والذي أضحى أحد المتنافسين على درع البطولة، سيحل ضيفا على النادي القنيطري الذي بصم على موسم استثنائي، لكن حصيلته من التعادلات تطرح أكثر من تساؤل حول مصيره خلال الجولات القادمة التي سيشد خلالها الصراع على كسب النقط، فهل يعي المدرب اللوزاني صعوبة المباراة التي تنتظره أمام الحسنية ؟ وماذا أعد لكسب رهانها ؟ قمة أسفل الترتيب تجمع فريقي الجمعية السلاوية المتواجد بالصف ما قبل الأخير والمغرب الفاسي المحتل للصف الرابع عشر، هي مباراة بست نقط، على اعتبار أن نقطتين تفصلان الفريقين على مستوى الترتيب، لذلك فالخيار الوحيد أمام المدرب أمين بنهاشم هو الفوز، وإلا فمقصلة الاقالة ستكون قريبة من عنقه، خصوصا بعد هزيمتين متتاليتين، ولعل الثالثة ستلقي بالجمعية في غياهب المجهول. فريق الرجاء البيضاوي يرحل إلى وجدة لمنازلة النهضة البركانية بحثا عن فوز يرفع من معنويات اللاعبين قبل التوجه إلى غينيا لحساب الاستحقاقات القارية، ولعل الانتصار الذي حققه الفريق الأخضر الأربعاء الماضي أمام الماص سيضخ شحنة إيجابية في الجسم الرجاوي، لكن يوسف المريني يحسن قراءة الفريق المنافس ، وسيحاول تعطيل الآلة الرجاوية ، واستثمار امتياز الاستقبال لفائدة فريقه . الخروج المبكر لفريق الجيش الملكي من عصبة الأبطال الافريقية، يفرض عليه تحويل الرهان صوب لقب الدوري، لكن وضعيته على سلم الترتيب تتطلب مضاعفة الجهود، وعدم تضييع النقط، إلا أن الفريق الخصم الخاسر الأسبوع الماضي بميدانه لن يقبل بحصد هزيمة ثانية على التوالي، وهذا ما يجعل هذه المباراة تدور فوق صفيح ملتهب .