الجولة الأخيرة من الثلث الثاني ستدور في غياب متصدر الترتيب الرجاء البيضاوي بسبب التزاماته بالمنافسات العربية. وهذه الجولة أفرزت مباريات على طرفي نقيض، حيث ستلتقي فرق المقدمة الجيش الملكي والوداد البيضاوي مع فرق أسفل الترتيب الرجاء الملالي والنهضة البركانية، فيما باقي اللقاءات لا تخلو من أهمية وستدور على صفائح ملتهبة. بعد غيابه في الجولة الماضية، سيكون الجيش الملكي في انتظار فريق معذب في أسفل الترتيب ويعاني لاعبوه من ضغط نفسي كبير بسبب الموقع غير المطمئن، ويتعلق الأمر بالرجاء الملالي الذي تلاحقه مخالب العودة إلى الدرجة الثانية، ولعل الخسارة بالرباط، ستزيد من متاعبه، ما يعني بأن طموحه صنع الإيجابي أمام الفريق العسكري المتطلع إلى حصد المزيد من النقط، ومواصلة الانتصارات المتتالية التي حققها منذ انطلاق مرحلة الإياب. وهذه مناسبة للاستمرار في المطاردة المباشرة خصوصا وأن لاعبي الجيش يتمتعون بمعنويات تقوي حظوظهم في إضافة فوز جديد. فريق الوداد البيضاوي، الذي يحصد النقط في صمت، سيلعب هذه الجولة بميدانه وأمام جمهوره بعد رحلتين اثنتين إلى مكناسوالحسيمة، عاد منهما مظفرا بست نقط، هذا الفريق سيستقبل نهضة بركان الذي يتواجد فوق فوهة بركان ويتطلع لاعبوه ومدربه إلى تصحيح المسار خلال الثلث الثالث والأخير للهروب من مخالب النزول. لكن مواجهة البركانيين لفريق يتنافس على اللقب ويطبق نهجا تكتيكيا صارما، ويستفيد من امتياز الاستقبال يجعل مهمة النهضة البركانية صعبة للغاية رغم أن المدرب طاليب يعرف جيدا مكامن قوة وضعف الوداد البيضاوي. فريق آخر يعاني أزمة الموقع فوق خريطة الترتيب، ويتعلق الأمر بالنادي القنيطري المتطلع إلى تحسين مرتبته لتفادي حسابات آخر ساعة، هذا الفريق حكمت هذه الجولة بالرحيل إلى تطوان لمنازلة المغرب المحلي الذي مازالت جراح إقصائه المبكر من المنافسات القارية لم تلتئم بعد، وسيحاول لاعبوه التصالح مع الذات، والتكفير عن الإقصاء، لكن نفسيتهم المهزوزة قد يكون لها تأثير على درجة العطاء، الأمر الذي يصعب معه التكهن بنتيجة هذه المباراة، سيما وأن القنيطريين صنعوا في الجولة الماضية أول انتصار لهم مع المدرب الكرواتي زوران. المباراة التي ستجمع حسنية أكادير والوداد الفاسي ستكون مفتوحة على كل الاحتمالات، وإذا كان الفريق السوسي يطمح إلى التكفير عن هزيمة الأسبوع الماضي، فإن الوداد الفاسي يرغب مدربه شارل روسلي في تزكية فوزه على أولمبيك أسفي الأسبوع الماضي، وبين رفض السوسيين هزيمة جديدة، وصنع الفاسيين لانتصار جديد تبرز أهمية هذه المواجهة التي ستكون حارقة في جل أطوارها. فلمن ستدق أجراس الفوز؟ وهل بإمكان الواف صنع الحديث خارج الديار؟ الدفاع الجديدي المنعش بفوز صغير وصعب الأسبوع الماضي بعد أربع هزائم، سيرحل إلى فاس لمنازلة الماص الذي رسم لنفسه مسارا موفقا خلال مرحلة الأياب، وبرهن مدربه أيت جودي أنه يحسن قراءات الخصوم، لذلك فالمغرب الفاسي يطمح إلى الاستمرار في صنع الإيجابي بما يضمن له البقاء ضمن كوكبة المقدمة، سيما وأن امتياز الاستقبال سيشكل الورقة التي تحسم النتيجة لكن عنصر المفاجأة يبقى واردا ولو بنسبة ضعيفة اعتبارا لتراجع الفريق الجديدي بعد انفصاله عن المدرب جواد الميلاني. النادي المكناسي الباحث عن طوق نجاة للخروج من موقعه غير المطمئن، سيلاقي شباب الحسيمة الذي تراجع عطاؤه، وتواضعت نتائجه منذ انطلاق مرحلة الإياب، وهو الآن مطالب بالتوقيع على صحوة تقيه الدخول في الحسابات الضيقة، وانتزاع نقطة واحدة بمكناس يعتبر إنجازا مقبولا، لكن التعادل لا يرضي المكناسيين المعذبين في أسفل الترتيب، وتعاقد المدرب عزيز كركاش يعد تحديا من هذا الاطار لانتشال الكوديم من مخالب النزول التي تطارده، وهو تحد يستدعي العمل على عدة مستويات فماذا أعد من وصفات تكتيكية لاستثمار عامل الاستقبال.