أفرزت الجولة الثانية من مرحلة الأياب مباريات حارقة سواء بالنسبة لفرق المقدمة، أو تلك التي تصارع من أجل البحث عن موقع آمن. إلا أن هذه الجولة غير مكتملة، حيث ستعرف ست محطات بعد تأجيل مبارتين اثنتين بفعل التزام بطل الموسم الماضي ووصيفه بالمنافسات القارية. الفرق المتصدرة لسبورة الترتيب ستخوض مباريات ملغومة، ذلك أن فريق الرجاء البيضاوي سيحط الرحال بالملعب البلدي لمنازلة النادي القنيطري وكله طموح للظفر بنقط الفوز حفاظا على موقعه في الصدارة، في انتظار خوض مؤجله الأربعاء المقبل أمام رجاء بني ملال. لكن الكاك يتطلع بدوره لاستثمار امتياز الاستقبال وصنع الإيجابي لتحسين موقعه فوق خريطة الترتيب، ورغم أن هذه المحطة ستدور على طرفي نقيض، فمن المنتظر أن تفرز منتوجا كرويا مشرفا، حتى وإن كانت النتيجة هذه المرة أهم من الفرجة. رحلة المتصدر الثاني الجيش الملكي إلى وجدة لمنازلة النهضة المحلية ستكون محفوفة بالمخاطر، على اعتبار أن البركانيين دشنوا مرحلة الإياب بتعادل ثمين رفع من معنوياتهم، وخيارهم الوحيد وهم يواجهون الجيش هو الفوز لتسلق المراتب والابتعاد مبكرا عن متاعب الحسابات الضيقة، لكن الفريق العكسري خطط بدوره لهذا النزال، حيث يطمح هو الاخر إلى صنع فوز جديد يبقيه منافسا قويا لقطبي الدارالبيضاء على لقب الدوري. قمة الدورة، ستجمع الوداد البيضاوي والمغرب الفاسي. وهما فريقان يتطلعان لإغناء رصيدهما من النقط، باعتبارهما يطمحان إلى منعانقة اللقب. وإذا كان الفاسيون دشنوا مرحلة الإياب بفوز ثمين أام الجار الكوديم. فإن الوداد عاد بتعادل من خريبكة، الأمر الذي يفرضه عليه البحث عن الفوز للبقاء ضمن دائرة المتنافسين على اللقب، وهذا ما سيجعل لاعبي الوداد يمارسون تحت ضغط نفسي كبير، سيما وأن الحارس نادر المياغري سيغيب عن المباراة امتثالا لقرار عقوبة التوقيف، وهذه المحطة مناسبة أمام الحارس الحواصلي لابراز مؤهلاته. قمة أسفل الترتيب ستجمع الوداد الفاسي الباحث عن طوق نجاة مبكرا والنادي المكناسي المحتل للصف الزخير برصيد لا يسمنه ولا يعفيه من تهديدات النزول للدرجة الثانية، الأمر الذي يجعل بحثه عن الفوز لاغنى عنه ول عوض، لكن المهمة صعبة للغاية، والمراهنة علي انتشال الكوديم من قوقعة مظلمة تتطلب وصفات تكتيكية وبدنية و نفسية ناجعة خلال محطات الإياب، رغم استقالة المدرب هشام الإدريسي، فهل يقو المكناسيون على صنع الفوز الذي لم يتذوقوا طعمه منذ تسع دورات؟ فريق رجاء بني ملال الذي خلد للراحة الأسبوع المضاي مطالب بتدشن محطات الإياب بفوز قد تنفع نقطه في تسلق المراتب، وفتح أبواب التفاؤل لكن الخصم أولمبيك آسفي الذي لا يعرف الاستقرار على مستوى النتائج يطمح مدربه المريني الي التكفير عن نتيجة الأسبوع الماضي أمام الفتح، والعودة بفوز يتصالح به مع الجماهير المسفيوية، ولعل الرغبة في انتزاع النقط الثلاث سواء من هذا الطرف أوذ اك، ستجعل المباراة حارقة في جل أطوارها، والنتيجة مفتوحة على كل الاحتمالات. وخلال مباراة متكافئة، وذات طموحات موحدة يلتقي فريقا شباب الحسيمة أؤلوبيك خريبكة، الفريقان معا يتطعان لتأمين الموقع فوق خريطة الترتيب، الأمر الذي يجعل كل طرف يعد عدته لتفادي الهزيمة، ومن المنتظر جدا أن تعرف هذه المباراة نهجا تكتيكيا صارما، خصوصا من جانب الفريق الخريكبي الذي سجل انتعاشة ملحوظة على مستوى العطاء التقني والمردود التكتيكي مع قدوم المدرب فؤاد الصحابي، فما هي الأوراق التي سيلعبها الإطار مصطفى الضرس لاستثمار امتياز الاستقبال، والتفكير عن هزيمة الأسبوع الماضي؟