استدل الستار عن مرحلة الذهاب من الدوري الاحترافي بتتويج فريق الرجاء البيضاوي بلقب الخريف المعنوي، وهو تتويج مستحق في انتظار انطلاق محطات الإياب التي ستكون حارقة وملتهبة، سواء بالنسبة للفرق المتنافسة على لقب البطولة، أو التي تصارع من أجل الانفلات من مخالب النزول. بعدما ضرب بقوة بملعب العبدي، وفاز بأربعة أهداف لواحد، توج فريق الرجاء بلقب بطولة الخريف الفخرية، وجاء هذا الفوز العريض على حساب الدفاع الجديدي الذي ترك انفصاله عن المدرب جواد الميلاني فراغاً كبيراً على المستوى التكتيكي، وهو الفراغ الذي أحسن استثماره الإطار التقني امحمد فاخر، صانعاً رهان الفوز خارج القواعد، ومعلناً قوة الرجاء كفريق مرشح فوق العادة للظفر بلقب الدوري. وفي المقابل، فهزيمة الدفاع الجديدي الثقيلة هو حصاد تعنت الجمهور الدكالي، وضغطه على المدرب الذي فضل الرحيل. تتويج الرجاء بلقب بطولة الخريف جاء بعد هزيمة المنافس الجيش الملكي أمام المغرب الفاسي خلال المباراة التي قصت شريط الجولة الخامسة عشرة والتي تم تقديمها، وشكلت مناسبة أمام الفاسيين لتأكيد صحوة جديدة، والإعلان عن قدوم جديد للتنافس على لقب الدوري، ولعل ختم مرحلة الذهاب، كان مسكاً بالنسبة للمدرب الجزائري أيت جودي الذي سيستغل فترة توقف الدوري لإعادة الترميم، والتهييء لمحطات الإياب بكل ما تتطلبه المرحلة المقبلة من جدية ومسؤولية على حد تعبيره. فترة التوقف سيستثمرها كذلك الإطار التقني جمال السلامي الذي عاد فريقه من بعيد، واستطاع أن يضع قطيعة مع النتائج غير المشرفة التي دشن بها الموسم الجاري، حيث واصل خلال الجولات الأخيرة صنعه لرهانات الفوز، ليرفع بذلك رصيده من النقط إلى 26 نقطة، وهي حصيلة محفزة على الاستمرار في صنع الإيجابي، ومعبدة لطريق التنفس على اللقب أو على الأقل الحفاظ على مركزه كوصيف، خصوصاً وأن فريق الفتح ختم مرحلة الذهاب بفوز عريض على حساب الوداد الفاسي. فريق أولمبيك خريبكة يرسل إشارات قوية على حضور مشرف خلال محطات الإياب، وما فوزه العريض على النادي المكناسي إلا مؤشر على تجاوز مرحلة الفراغ، والتأسيس لصحوة ممنهجة في ظل الادارة التقنية بقيادة المدرب فؤاد الصحابي، الذي رصد مكامن الخلل في الفريق الخريبكي وانطلق في عملية التصحيح. وحسب تصريحاته، فإن توقف الدوري سيخدم مصالح فريقه، حيث سيتخذ كافة الاجراءات الاستباقية والاحترازية لرسم حضور مشرف خلال الشطر الثاني من الدوري. وإذا كانت هذه النتيجة قد أنعشت الخريبكيين، فإنها بالمقابل، زادت من متاعب الفريق المكناسي الذي أضحى مطالباً بالبحث عن أساليب جديدة للخروج من نفق أسفل الترتيب، خصوصاً وأن فريق نهضة بركان عرف كيف يستثمر امتياز الاستقبال وينتعش نسبياً بفوزه على أولمبيك آسفي، وهو الفوز الذي مكنه من مغادرة الصف الأخير بفضل النسبة العامة ليس إلا... وفي المقابل، فإن الهزيمة الثالثة على التوالي للفريق المسفيوي تطرح قراءات مقارنة بين مرحلة السكتيوي، وفترة ما بعد السكتيوي. فبأي حال سيظهر فريق أولمبيك آسفي خلال مرحلة الإياب؟ سؤال يجوز طرحه على مسؤولي النادي القنيطري الذين أسقطوا أزمتهم الادارية على العطاءات التقنية، ولعل التعاقد مع ثلاثة مدربين خلال مرحلة الذهاب انعكس سلباً على نتائج فريق الكاك الذي عاد من قصبة تادلة بتعادل يمكن وصفه بالثمين أمام الرجاء الملالي، وهي نتيجة لا تخدم مصالح هذا الطرف أو ذاك. فريق الوداد البيضاوي أنهى مرحلة الذهاب باحتلال مركز الوصافة بفارق نقطتين عن غريمه الرجاء، كما ختم هذه المرحلة بفوز بيّن على المغرب التطواني، وبذلك يكون الفريق الأحمر قد أرسل إشارات واضحة على أن تنافسه على لقب الدوري سيكون قوياً خلال محطات الإياب، سيما وأن المدرب بادو الزاكي يراهن على توقف الدوري، لتصحيح بعض التعثرات المرصودة، والظهور بصورة أفضل خلال الشطر الثاني من البطولة، إن على مستوى الأداء أو النتائج. وإذا كانت نتيجة مركب محمد الخامس قد أسرت جماهير الوداد، فإنها بالمقابل، تركت استياء عميقاً في نفوس الجمهور التطواني الذي عبر عن عدم رضاه عن عطاءات فريقه خلال مرحلة الذهاب. المباراة المتكافئة التي جمعت شباب الحسيمة وحسنية أكادير انتهت بلا غالب ولا مغلوب ليحافظ بذلك الفريقان على نفس الترتيب بنفس الرصيد من النقط، ويبقى وضعهما مريحاً ومطمئناً، لكن طموحهما هو تسلق المراتب خلال الشطر الثاني من الدوري الاحترافي. النتائج: المغرب الفاسي الجيش الملكي: 2 /0 الفتح الرباطي الوداد الفاسي: 4 /0 رجاء بني ملال النادي القنيطري: 1 / 1 نهضة بركان أولمبيك آسفي: 1 /0 أولمبيك خريبكة النادي المكناسي: 3 /1 الدفاع الجديدي الرجاء البيضاوي 1 /4 الوداد البيضاوي المغرب التطواني: 2 /0 شباب الحسيمة حسنية أكادير: 0 /0