محمد أمين بنعمراوي .. مخرج مقتدر يحب الإشتغال في صمت .. يتميز بمشاركته في مجموعة من المهرجانات السينمائية ومواكبته لكل المستجدات الفنية . سافر ذات يوم من أيام منتصف الثمانينات من المغرب حاملا همه الفني السينمائي وأحلامه وطموحاته وحطّ في العاصمة البلجيكية بروكسيل ، التي قضى فيها ما يقارب الربع قرن ، فيها درس الإخراج والتصوير .. وبعد أن دخل مجال الإخراج عمل على إنجاز مجموعة من البرامج الوثائقية لفائدة إحدى القنوات البلجيكية... تولى مجموعة من البرامج ذات مواضيع مختلفة خاصة منها المرتبطة بالجانب الاجتماعي. ولأنه يعشق الفن اتجه للإخراج السينمائى وقدم عددا من الأفلام الروائية القصيرة منها "زواج على الشاطئ " 2008، و"كِيف كِيف" و"سلام وديميتان" . وهو الفيلم، الذي حصد به جوائز عدة .. منها الجائزة الكبرى لمهرجان مرتيل ((2008 وجائزة أحسن سيناريو في المهرجان الوطني للفيلم في دورته العاشرة، وجائزة لجنة التحكيم في "مهرجان بينال مادين للافلام القصيرة".. كما قدم أفلاما قصيرة وسيتكومات أخرى . إلى أن قدم مع الممثلة الإسبانية باولينا كالفيز أول تجربة إخراج لفيلم روائى طويل فى فيلم "وداعاً كارمن" فى 2013 . ذات الفيلم سيدفع محمد أمين بنعمراوي للسفر من جديد ولكن هذه المرة سيكون سفر آخر.. سيسافر ليحلق بأول فيلم روائي طويل .. بفيلمه الروائي الطويل "وداعاً كارمن" شارك في مهرجان دبي الدولي .. ومشاركته كانت أكبر بكثير من مجرد مشاركة فنية في مهرجان دولي سنوي .. فهي بطاقة عبور ولقاء بينه وبين المهتمين والفاعلين في السينما العالمية .. ويتناول الفيلم الروائي، الذي يعد أول فيلم روائي طويل للمخرج محمد أمين بنعمراوي ..أحد المواضيع الاجتماعية وذلك عبر قصة تحكي أحداثا واقعية، شهدتها منطقة الريف بالمغرب أواسط السبعينات مع تواجد الاسبان بشمال المغرب "كمهاجرين". تم تصوير فيلم "وداعاً كارمن" والذي استغرق ستة أسابيع بمدينة أصيلا ، ناطق باللغة الأمازيغية، يدخل في خانة الدراما العائلية والإجتماعية . تتناول القصة حياة "عْمار".. طفل ذو 13 ربيعا يعيش مشاكل عدة في انتظار عودة غير محددة لأمه (الزاهية) التي تخلت عنه بعد أن تركته وسافرت إلى بلجيكا. ليجد الطفل (عْمار) عاشق السينما حتى النخاع نفسه وحيدا تائها بين خالٍ (حميد) قاسي وعنيف، وصديق الحي (لطيف) الذي يكن له كل العداء والحقد ، و"البيدوفيل" (بونت) حارس الدراجات أمام السينما . ومع توالي الأحداث، سيصادف عمار جارته كارمن مهاجرة اسبانية (مرشدة و بائعة تذاكر) بقاعة السينما ، والتي ستصحبه معها كل يوم لسينما الريف بمدينة (أزغنغان) أين سيشاهد كل الأفلام الهندية التي كانت تعرض خلال تلك الفترة والتي كان يشرف على عرضها أخو كارمن (خوان) الذي كان يكره المغاربة وينعتهم "بالمورو" عكس كارمن التي كانت تكره "فرانكو" وتتعاطف مع المغاربة ومع "عمار" لتفتح بعد ذلك كارمن أمام عمارعالماً آخر غير الذي تعود عليه .. وهو ذات العالم الذي ستدور حوله أحداث الفيلم... بين علاقة "كارمن" و "عمار" وعلاقة الحب التي كانت بينها وبين "موسى" صاحب محل إصلاح الدراجات وبين (حميد) الذي كان يود التقرب "لكارمن".... و بين موت "فرانكو" وعودة "كارمن" وأخوها إلى إسبانيا .. لتتأزم بعد ذلك وضعية (عمار) أكثر والذي سيختار أن يودع "كارمن" بطريقته الخاصة ليبقى وحيدا ولن يجد بجانبه سوى صديقه "سعيد"... والوطن . اختار محمد أمين بنعمراوي .. أن يقوم الطفل أمان الله بن الجيلالي ببطولة العمل إلى جانب الممثلة الإسبانية باولينا كالفيز، كما شاركهما نخبة من الممثلين المغاربة والإسبان منهم سعيد المرسي ودنيا لحميدي وأنس عبد الله وخوان إستليتش (من إسبانيا).باولينا كَالفيز (من إسبانيا)، فاروق ازنابط ، بنعيسى المستري، مصطفى الزروالي، مريم السالمي، نوميديا، عبد الله أنس، فهد بوتكنتارت رشيد أمعطوكَ، محمد المختاري،وآخرون.