يشارك فيلم "وداعاً كارمن" لمخرجه محمد أمين بنعمراوي في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة لمهرجان دبي السينمائي العاشرالمزمع تنظيمه من 6 إلى 14 ديسمبر المقبل .وسيخوض الفيلم المغربي الأمازيغي غمار المنافسة إلى جانب أعمال سينمائية من عدة بلدان أخرى محمد أمين بنعمراوي .. مخرج مقتدر يحب الإشتغال في صمت .. يتميز بمشاركته في مجموعة من المهرجانات السينمائية ومواكبته لكل المستجدات الفنية رغم انعدام الدعم والتشجيع . سافر ذات يوم من أيام منتصف الثمانينات من بلدته في الريف شمال المغرب حاملا همه الفني السينمائي وأحلامه وطموحاته وحطّ في العاصمة البلجيكية بروكسل ، التي قضى فيها ما يقارب الربع قرن ، فيها درس الإخراج و التصوير .. وبعد أن دخل مجال الإخراج عمل على إنجاز مجموعة من البرامج الوثائقية لفائدة إحدى القنوات البلجيكية...تولى مجموعة من البرامج ذات مواضيع مختلفة خاصة منها المرتبطة بالجانب الاجتماعي. ولأنه يعشق الفن اتجه للإخراج السينمائى وقدم عددا من الأفلام الروائية القصيرة منها "زواج على الشاطئ " 2008، و"كِيف كِيف" و"سلام وديميتان" .الفيلم،الذي حصد به جوائز عدة .. منها الجائزة الكبرى لمهرجان مرتيل (2008) وجائزة أحسن سيناريو في المهرجان الوطني للفيلم في دورته العاشرة، وجائزة لجنة التحكيم في "مهرجان بينال مادين للافلام القصيرة".. كما قدم افلام قصيرة وسيتكومات أخرى . إلى أن قدم مع الممثلة الإسبانية باولينا كالفيز أول تجربة إخراج لفيلم روائى طويل فى فيلم "وداعاً كارمن" فى 2013. ذات الفيلم سيدفع محمد أمين بنعمراوي للسفر من جديد ولكن هذه المرة سيكون سفر آخر.. سيسافر ليحلق بأول فيلم روائي طويل له ليطل به على الغرب و الشرق والجنوب والشمال بل وعلى العالم بأكمله. ولأن أحلامه كانت تكبر يوما بعد يوم، ومع تطور الأحداث و تتابعها بل و تباعدها احيانا ، كان طموحه يقرأ بوضوح ، ما "الفيلم الأمازيغي" مقبل عليه اليوم. بقيت رؤيته العالية للأشياء تحدد أفق المستقبل عنده ، ليرتفع بعد ذلك ويحلّق في سماء المهرجانات الدولية . بفيلمه الروائي الطويل "وداعاً كارمن" سيشارك هذه المرة في مهرجان دبي الدولي .. المهرجان الذي يقام كل شهر ديسمبر من كل سنة ، "ويجتذب المواهب والمشاهير من جميع أنحاء العالم. يتضمن أفلاماً تعرض للمرة الأولى، وأفلاماً عالمية وإقليمية، فضلاً عن الأفلام القصيرة، والأفلام الوثائقية. ومشاركة محمد أمين بنعمراوي بفيلمه "وداعاً كارمن" هي أكبر بكثير من مجرد مشاركة فنية في مهرجان دولي سنوي .. فهي بطاقة عبور ولقاء بينه وبين المهتمين والفاعلين في السينما العالمية وبكل ألوانهم وتخصصاتهم. إنه احتفال وفرح بالفيلم الريفي الأمازيغي ، بما له وما عليه. فهنا ستكون الكتابة حاظرة ويكون الحديث واردا ، والنقد والاختيار مُتاحين أيضا، كما المقارنة والمقاربة قائمة .. ليس بالضرورة ان تكون المقارنة في ما بين فيلم " وداعا كارمن" وأفلام أخرى ، بل يكفي ان تكون المقارنة في علاقتها بفن السينما ، وإلى أي مدى تطورت أفلامنا "الأمازيغية" شكلا ومضمونا، وإنتاجا كذلك ..لتسافر بالتالي وتتنافس على جوائز عالمية في مهرجانات دولية...في وقت نحن فيه في حاجة ضرورية إلى ذات الكتابة وذات الحديث والنقاش كونها تخلق ديناميكية وحيوية في شرايين الإنتاجات السينمائية الأمازيغية ذاتها.. بل انها أكثر من ضرورية. بطاقة : يتناول الفيلم الروائي الذي يعد أول فيلم روائي طويل للمخرج محمد أمين بنعمراوي ..أحد المواضيع الاجتماعية وذلك عبر قصة تحكي أحداث واقعية، شهدتها منطقة الريف بالمغرب أواسط السبعينات مع تواجد الاسبان بشمال المغرب "كمهاجرين". تم تصوير فيلم "وداعاً كارمن" والذي استغرق ستة أسابيع بمدينة أصيلا المغربية ، حصل على دعم من المركز السينمائي المغربي،ناطق باللغة الأمازيغية (الريف)، يدخل في خانة الدراما العائلية والإجتماعية . تتناول القصة حياة "عْمار"..طفل ذو 13 ربيعا يعيش مشاكل عدة في انتظار عودة غير محددة لأمه (الزاهية) التي تخلت عنه بعد ان تركته وسافرت إلى بلجيكا. ليجد الطفل (عْمار) عاشق السينما حتى النخاع نفسه وحيدا تائها بين خالٍ (حميد) قاسي وعنيف،وصديق الحي (لطيف) الذي يكن له كل العداء والحقد ، و"البيدوفيل" (بونت) حارس الدراجات أمام السينما . ومع توالي الأحداث ، سيصادف عمار جارته كارمن مهاجرة اسبانية (مرشدة و بائعة تذاكر) بقاعة السينما ، والتي ستصحبه معها كل يوم لسينما الريف بمدينة (أزغنغان) اين سيشاهد كل الأفلام الهندية التي كانت تعرض خلال تلك الفترة والتي كان يشرف على عرضها أخو كارمن (خوان) الذي كان يكره المغاربة وينعتهم "بالمورو" عكس كارمن التي كانت تكره "فرانكو" وتتعاطف مع المغاربة ومع "عمار" لتفتح بعد ذلك كارمن أمام عمارعالماً آخر غير الذي تعود عليه .. وهو ذات العالم الذي ستدور حوله أحداث الفيلم...بين علاقة "كارمن" و "عمار" وعلاقة الحب التي كانت بينها وبين "موسى" صاحب محل اصلاح الدراجات وبين (حميد) الذي كان يود التقرب "لكارمن".... و بين موت "فرانكو" وعودة "كارمن" وأخوها الى اسبانيا .. لتتأزم بعد ذلك وضعية(عمار) أكثر والذي سيختار أن يودع "كارمن" بطريقته الخاصة ليبقى وحيدا ولن يجد بجانبه سوى صديقه "سعيد"... والوطن . اختار محمد أمين بنعمراوي .. أن يقوم الطفل أمان الله بن الجيلالي ببطولة العمل إلى جانب الممثلة الإسبانية باولينا كالفيز، كما شاركهما نخبة من الممثلين المغاربة والإسبان منهم سعيد المرسي ودنيا لحميدي وأنس عبد الله وخوان إستليتش (من اسبانيا).باولينا كَالفيز (من اسبانيا)، فاروق ازنابط ، بنعيسى المستري، مصطفى الزروالي، مريم السالمي، نوميديا، عبد الله أنس، فهد بوتكنتارت رشيد أمعطوكَ، محمد المختاري،وآخرون. الفيلم من انتاج شركة ثازيري للانتاج لصاحبها محمد بوزكو. احدى أهم شركات الانتاج الرائدة في هذا المجال.