محطة طرقية مهجورة بأطلالها التي كانت تشهد و منذ حوالي 03 عقود خلت على حركية مسافرين عبر الحافلات الى مختلف المدن المغربية انطلاقا من مدينة بني ملال ، هذه المحطة القديمة توجد على مساحة تقارب الهكتار بين المقبرة الاسلامية القديمة و المنسية هي الاخرى، و بين شارع محمد الخامس والذي يقطع المدينة من جنوبها الى شمالها. ولعل هذا الوعاء العقاري الهام من حيث الموقع و من حيث القيمة المجالية والقيمة المالية، و الذي ظل وجهة مفتوحة لكل النشطاء في مجالات الانحراف و الجنوح الاجرامي، ليؤكد بالملموس غياب رؤية تنموية حقيقية لدى القيمين على الشأن المحلي، مهما كانت الاسباب و الدواعي التي أدت الى ترك الحبل على الغارب بالنسبة لهذه المحطة القديمة و التي من المفروض ان تأوي أحد اهم المشاريع التنموية الكبرى بالمدينة مقابل فتحه في وجه المسافرين عبر سيارات الاجرة الكبيرة و المنطلقة الى مناطق زاوية الشيخ القصيبة تاكزيرت فم العنصر- قصبة تادلة ... اضافة الى تقاسم هذا الفضاء المنسي مع احدى شركات النقل الحضري القروي ... و من جهة ثانية ، فإن دخول هذه المحطة لا يوحي انه مكان مخصص للمسافرين بقدر ما يؤشر على مراحيض مهجورة و مفتوحة الابواب لقضاء كل المآرب الشاذة، ناهيك عن الانتشار الفاضح للازبال و انبعاث كل اصناف الروائح الكريهة من جنبات و حيطان المحطة ، إضافة الى الدمار الشامل الذي أصاب مسالكها، واصبحت صالحة لانتشار البرك النتنة و المتعفنة ، وليس للمرور سواء السيارات او الدواب... ولا تقف معاناة المسافرين و أرباب الطاكسيات عند هذا الحد، بل إن الجانب الموالي للمقبرة الاسلامية و التي اغلقت ابواب استقبال الموتى من المسلمين و منذ سنوات خلت و بعض الاماكن المعتمة مما تبقى من اطلال محطة المسافرين القديمة، كلها تحولت الى مراتع لكل انواع الشذوذ الانحرافي : دعارة، اللواط، ترويج المخدرات، تزايد المشردين و المدمنين على الكحول الحارقة، و مستعملي لصاق العجلات «السيلسيون» و ماسحي الاحذية، اضافة الى ان هذه المحطة و بكل المقاييس تؤثث لمشاهد انسانية مقززة لاجساد آدمية تعيش وضعية وهن إنساني كبير و تيه وضياع ما بين حياة منتهية و نهاية حياة. و من جهة اخرى فإن هذا المكان و المتواجد على مشارف الشارع الرئيسي و بمحاذاة المقبرة الاسلامية القديمة او بالأحرى بجنبات اسوارها التي بنيت عليها حوانيت «ملال مول» المعروفة بكيفية تفويتها بالطرق الانتخابوية، قد اصبح ملاذا للنشالين و اللصوص الذين يجدون في المغارات المتواجدة داخل المقبرة المنسية مكانا آمنا يتحصنون بها و يقتسمون غنائمهم بهدوء بعد تسللهم الى داخلها. و هذا المشهد القاتم يزداد كارثية، حيث تشاهد اسطبلات منتشرة للبغال و الحمير و التي يستعملها اصحابها في العربات المجرورة او لنقل البضائع و السلع، و كل ذلك بجانب براريك معدة لبيع المأكولات بشتى انواعها في غياب مراقبة صحية لجودة و انواع الوجبات، خاصة و ان انتشار الاوبئة و المشاكل الصحية للمسافرين يعتبر تحصيل حاصل. ولعل إباحية المحطة داخل مساحة لا تتعدى الهكتار و التي تتسع كوعاء عقاري لكل انواع الشذوذ، كان من المفروض استغلالها لتكون مرفقا تنمويا و كقيمة مضافة لجمالية معالم الشارع الرئيسي و للمدينة عموما. و للأسف استحسنتها كائنات مهمشة و اخرى منحرفة و كلاب ضالة وجدت مستقرا لها، و نظرا لكثرة الكلاب الضالة فإن المحطة و تحت جنح الظلام تعيش حربا ضروسا للكلاب و الغلبة للأقوياء منها، في حين يعود الباقون للبحث عن اماكن اخرى بداخل المدينة او بهوامشها ، ولكل محطته الى حين إزالة محطة البؤس و العار.