في مدخل مقبرة سيدي عثمان المهجورة عاينت التجديد كيف يتعايش زوار الضريح الذي يتوسط فضاء المقبرة مع ابتزاز الموجودين هناك، شباب يتأبطون قنينات الخمر ويتسللون تباعا إلى داخل المقبرة من كل الإتجاهات جلسات خمر ومخدرات ولقاءات عاطفية وجنس بين القبور، شباب من الجنسين يقصدون هذه المناطق شبه المعزولة ، ليسرقوا لحظات متعة محرمة وسط الحشائش والأعشاب المتنامية بجوار القبور، مستغلين ضعف الحراسة في كثير من المقابر بالدار البيضاء، أو شساعة فضاءاتها والصمت الذي يخيم عليها، أو للعبث بمحتويات القبور من أجل ممارسات السحر والشعوذة... مناكر واعتداءات متنوعة يتعرض لها كل زائر ولم تسلم منها >التجديد< خلال إنجاز هذا الروبورتاج، يقع كل ذلك بعيدا عن عيون المجتمع ورقابته، وتتنامى لتكشف مدى تقصير المجتمع في حماية حرمة القبور. احتلال مع سبق الإصرار مقبرة باكستان القديمة بسباتة، مقبرة الشهداء بالصخورالسوداء، مقبرة الغفران بالهراويين، مقبرة الرحمة بدار بوعزة، مقبرة البرنوصي، مقبرة سيدي مسعود مقبرة هل فاس ببوركون، مقبرة سيدي عثمان...، مقابر قديمة بالدار البيضاء أصبحت فضاءاتها قبلة لمشردي المدينة ومدمنيها الذين يتخدون منها مأوى آمنا، ومحمية المنحرفين التي تفتح أحضانها لكل هؤلاء دون حسيب أو رقيب، فعلى مرمى بصر هذه الفضاءات تنتشرالأزبال والروائح الكريهة المنبعثة من الجدران التي احتملت ما لا تطيق من بول وقئ الثمالى في مناظر مقززة. قطاع طرق ولصوص، يتسللون ليلا إلى شوارع المدينة، لاعتراض سبيل المارة والنشل وزرع الفزع في الأحياء المجاورة، ويعمدون إلى التواري عن العيون وسط المقابر، التي تتحول إلى شبه مغارات وكهوف يسهل الاختباء فيها والهرب من عمليات الرصد الأمنية، التي قد تستهدف تمشيط أوكار محتملة للإختباء والتمويه في بعض الأحيان. وكان شهود عيان أكدوا واقعة الإعتداء التي تعرض لها خالد الناصري وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة وسرقة هاتفه المحمول مساء السبت الماضي بالقرب من المقبرة القديمة المقابلة لمحطة أولاد زيان، وقد وقع الاعتداء حين توقف الوزير بسيارته عند إشارة قف، وأكد شباب معاينتهم لواقعة الاعتداء وقالوا أنهم لاحقوا المعتدين الذي اختفوا بالمقبرة. ولدى هؤلاء المحتلين لفضاءات المقابر داخل هذا الحصن الذي لا تصله رقابة رجال الشرطة إلا نادرا، يسود قانون خاص تؤول فيه السلطة وتعود المنافع للأقوياء المحتلين لفضاءات المقابر وزوارها الدائمين لقضاء مآربهم الخاصة والمعتادة. وتتعدد المنافذ للتسلل لمجتمع ينتظم داخلها ابتداء من الساعة السادسة مساء، شباب من مختلف الأعمار لا تختلف مصائرهم كثيرا عن مصير هذه المقابر المنسية والمهجورة. تنتعش منزلقاتهم السلوكية والأخلاقية في أوقات الظهيرة وتتنامى ليلا، من دون أن يزجرهم فضاء الموت الذي تدلل عليه المقبرة. إنتهاك حرمة المقابر في مدخل مقبرة سيدي عثمان المهجورة عاينت التجديد كيف يتعايش زوار الضريح الذي يتوسط فضاء المقبرة مع ابتزاز الموجودين هناك، شباب يتأبطون قنينات الخمر ويتسللون تباعا إلى داخل المقبرة من كل الإتجاهات، يتقاسمون المكان مع آخرين يصطحبون فتيات لممارسة الجنس..، وعلقت زوجة حارس الضريح التي تقطن بالمقبرة رفقة أبنائها الثلاثة، لـ التجديد إن ما يجري بفضاء المقبرة لم يعد يضايقها، ما داموا لا يؤدونها بشكل مباشر، لقد أصبح الوضع جزءا من المكان، وأضافت أن المقبرة تكون وجهة للمشعوذين، مؤكدة أن زوجها رهن الاعتقال بسبب ضبطه لفقيه برفقة امرأة يحفرون بجانب القبور لدفن شيئا ما يتعلق بالسحر، لكن المرأة لاذت بالفرار فيما اتهم الفقيه زوجها بأنه اعترض سبيله وسرق ما كان بحوزته من أموال وهاتفه النقال. ولم يلبث أن تدخل شابين يتمايلان من فرط السكر، وقدم أحدهما نفسه على أنه من سكان هذه المقبرة لمدة طويلة، وقال سولوا علي (ن- ز) - في إشارة لزوجة حفيظ ضريح سيدي عثمان-هي تقول ليكم، هي كتعرفنا مزيان، ومعمرنا ما تعدينا على شي حد، كان نجيوا هنا كنسكروا ونمشيوا بحالنا، والله يعفو علينا، وبدأ يذكرها بما يجري وما جرى بالمقبرة، ويشهدها وزميله على تدخلاته البطولية من أجل تخليص فتاتين قاصرتين يدرسان بالقسم الابتدائي كان قد اصطحبهما تحت التهديد المسمى بوجنوية إلى المقبرة لاغتصابهما. وأفاد مواطنون أن مقبرة ولاد زيان تتخذ فضاء لاعتداءات جنسية متكررة تطال المشردين القاصرين الموجودين بالمحطة الطرقية المجاورة، وكانت مصادر مطلعة كشفت لـ التجديد أن عصابة تستغل الأطفال جنسيا تتخذ من الفضاء الخلفي للمقبرة اليهودية المتواجدة بشارع العذراء المراكشي بعمالة مقاطعات الحي المحمدي مسرحا لجرائمها، وسبق لبعض التلاميذ الذكور أن أعلنوا تعرضهم للاعتداء الجنسي من قبل هذه العصابة بنفس المكان. وغلى ذلك أكد حارس إحدى المقابرأن الشباب المراهقون من الجنسين ينتهكون حرمة المقابر بأفعال تتنوع بين خمر ومخدرات واعتداءات وسرقات وممارسات جنسية..، من دون احترام للفضاء، مؤكدا أن الوضع أكبرمن أن يطاله التدخل من طرفه، لإيقاف ما يجري لانعدام وسائل الحماية الكافية. وعبرمواطنون عن استيائهم من مدى التقصيرالفظيع الموجود في الموضوع، وأشاروا أن هذه السلوكيات تعني نقصا في التربية على احترام الميت وعلى معرفة أهمية الموت. مسؤولية من؟ قال مستشار جماعي أن المقبرة باعتبارها مرفقا عموميا جماعيا، يعد تدبيرصيانتها من المهام الملقاة على عاتق الجماعات المحلية، وقد تدخل مصالح وزارة الثقافة على الخط باعتنائها بالقبور ذات القيمة التاريخية، فيما يؤكد باحث في القانون أن مصالح ومندوبيات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، تعتبر الطرف الرئيسي الذي يتحمل مسؤولية الدفاع عن حرمات المقابر، وأيضا تدبير إشكالية استغلال المقابر القديمة، والوعاء العقاري الذي يحتضنها. وفي موضوع ذي صلة كانت مقاطعة سيدي عثمان وجهت ملتمس بشأن إزالة المقبرة الإسلامية القديمة بالمنطقة، وراسلت في الموضوع وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية ورئيس المجلس العلمي بالمدينة، مرفقة بلفيف عدلي يشهد فيه كبار السن بالمنطقة بأن عمرالمقبرة يفوق 40 سنة. خاصة مع توالي شكايات السكان المجاورين لما يجري بهذه المقبرة، لكن من دون أن يصدر قراربذلك. وبما أن القبر يعتبر مكانا موقوفا على صاحبه ينبغي أن لا تنتهك حرماته، فقد نص القانون المغربي في الفصل 268 من القانون الجنائي على أنه يعاقب بالحبس من سنة إلى سنتين، وغرامة من 200 إلى 500 درهم مغربي كل من هدم، أو امتهن أو لوث المقابر بأية وسيلة من الوسائل، ويدخل في حكم التلويث التغوط، أو التبول على المقابر، والأمر يتعلق بمقابر المسلمين، و غير المسلمين. كما يعاقب الفصل 269 كل شخص ارتكب عملا من شأنه الإخلال بالاحترام الواجب للموتى في مقبرة، أو في أي مكان آخر للدفن بالحبس من شهر إلى 3 أشهر، وغرامة من 200 إلى 250 درهم. استفحال ظاهرة السكن العشوائي بسيدي مومن القديم أكد أحد القاطنين بزنقة 3 التابعة للملحقة الإدارية 70 بسيدي مومن القديم بمقاطعات سيدي البنوصي في اتصال بـ التجديد أن خمسة منازل عشوائية أضيفت في ظرف أقل من شهرين، مشيرا أن البناء يتم بالليل و النهار، و أن بطل هذه العملية هو أحد أعوان السلطة بالمنطقة. وذكر المتحدث نفسه أن المتورطين في هذه المخالفات القانونية يلجأون إلى إحاطة المساحات الأرضية المستولى عليها بالأحجار و الزنك و القصب استعدادا لتشييدها، و يتعلق أن الأمر بحالتين في العنوان المذكور. و قال فاعل جمعوي أن مقابل عملية هدم واحدة تقوم بها السلطة المحلية تضاف عشر منازل قصديرية تفتقر إلى أبسط شروط العيش، حيث مساحتها لا تتعدى 20مترا مربعا، و أن ثمن بيع المنزل الواحد يقدر بـ 6 ملايين سنتيم، و من المنازل من بيع أكثر من مرة.