أمر غريب ذاك الذي يعاينه المرء بأحد أجزاء حي الوازيس! أمر يتمثل في انتهاك حرمة القبور بضريح «سيدي محمد مول الصبيان».. شاحنات وعربات مجرورة محملة، تفرغ محتوياتها من مخلفات أشغال البناء والبستنة.. فوق قبور كانت حتى الأمس القريب بعيدة عن كل خدش ! مجموعة من السكان المجاورين ل «المقبرة» عبروا عن امتعاضهم مما آل إليه الوضع من ترد، حيث أصبح المشهد يتكرريوميا وفي واضحة النهار! هذا وقد سبق أن رُفعت شكايات بشأن هذه التجاوزات الى الجهات المعنية، هذه الاخيرة، وحسب شهود عيان، تكتفي فقط بتجريف الازبال والنفايات وتكديسها داخل «المقبرة»! العديد ممن التقيناهم أكدوا أن الامر بات يشكل عبثا حقيقيا ، مبدين تخوفهم من أن يطال «المقبرة» الزحف الأسمنتي ، خصوصا بعدما تم شق طريق معبدة عبر زنقة «الفراشات» على حساب مساحة المقبرة ، على حد قولهم، كل هذا دون ان يكلف المسؤولون أنفسهم عناء إقامة سور لإحاطة «المقبرة» وحمايتها من جل أشكال الإساءة، بعدما أصبحت مطرحا للأزبال ومختلف أنماط النفايات، كما باتت مخبأ للصوص والمعربدين ، مما يشكل خطرا على المناطق المجاورة لها، كما هو شأن الثانوية الخصوصية «الجبر» التي تحدها جنوبا، حيث سبق ان تعرضت مجموعة من التلميذات لمضايقات بعض المتسكعين وصلت حد السرقة تحت التهديد بالسلاح أحيانا ، وفق ما أكدته مجموعة منهن. وتجدر الإشارة إلى أن مقبرة «سيدي محمد مول الصبيان» لم تعد مخصصة للدفن منذ عقود ، ولكننا لاحظنا وجود «أحد الفقهاء»، يقطن بضريح المقبرة، حيث يسهر على «تأمين سلامة الزوار وتقديم المساعدات وبعض الارشادات للوافدين من مختلف أحياء البيضاء وخارجها لزيارة الضريح....». هذه المقبرة ، رغم تموقعها وسط حي راق «الوازيس»، إلا أنها حسب رأي أحد المواطنين ، تفتقد لمقومات المقابر، متسائلا عن موقعها في أجندة اهتمامات المسؤولين من كافة التخصصات بالمنطقة، علما بأن محيطها كثيرا ما يتحول إلى فضاء لمعاقرة الخمر وغيرها من السلوكات التي تتم في جنح الظلام! وتنتظرالساكنة المجاورة للمقبرة، تحرك الجهات المعنية لوضع حد لاستمرار العربات/ الشاحنات المحملة ببقايا مواد البناء في إفراغ حمولاتها يوميا وسط المقبرة دون مراعاة لحرمة القبور!