هيمن ما بات يعرف بـ فضيحة المقبرة بمدينة إمينتانوت على أشغال دورة أبريل للمجلس الجماعي للمدينة المنعقد ة يوم الخميس الماضي، وقال مصدر مطلع إن المكتب المسير و رئيس المجلس الجماعي، وجدا نفسيهما في ورطة كبيرة بعد أن توصل المجلس الجماعي برسالة من نظارة الأوقاف شديدة اللهجة حول ما لحق المقبرة من تشويه لمعالمها وترامي على ملك الغير، كما توصل المجلس برسالة مستعجلة من قبل عامل الإقليم يطالب فيها المجلس بضرورة تسوية الملف بما يرضي وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية؛ بعدما تلقى شكاية من ناظرها بجهة مراكش. ويضيف المصدر أن ورطة الرئيس ومعه المجلس البلدي، تكمن في عدم توفره على أي وثيقة تجيز له التصرف في المقبرة، كما عجز عن اقتراح أي حل واضح للمشكل. وأوضح المصدر أن المكتب المسير حاول اختزال ملف انتهاكات المقبرة في تسيير المرحاض الذي بنته البلدية على أنقاض عدة قبور ومحاولة الالتفاف على مجمل الانتهاكات التي طالت المقبرة باقتراح أن تتول وزارة الاوقاف أمر المرحاض العمومي كما تشاء حسب مقرر للمجلس في الموضوع، بعد أن اقترح الرئيس في الدورة اقتراحا ظهر أنه غير منطقي، وهو تفويت تسيير المراحيض إلى وزارة الأوقاف، في حين أن المسألة، يضيف المصدر، أكبر من مجرد التسيير، وتتعلق بالترمي على عقار وانتهاك حرمة الموتى كما أشار إلى ذلك باشا المدينة. فضيحة مقبرة إمينتانوت تهيمن على أشغال المجلس الجماعي وأكدت مداولات الحاضرين دورالتحقيق الذي أنجزته جريدة التجديد حول المقبرة، واستأثر باهتمام الساكنة، في الكشف عن الانتهاكات الخطيرة التي لحقتها. وحذر متدخلون من أن وصول قضية الانتهاكات إلى المحاكم يمكن أن يتخد مناح خطيرة، كما حملت المعارضة المكتب المسير كامل المسؤولية في الموضوع. واستغرب عدد من الملاحظين كيف أن المكتب المسير للجماعة ركز فقط على المراحيض التي بنيت فوق المقبرة، خاصة في الوقت الذي كشف تقرير لجنة نظارة الأوقاف بمراكش التي زارت المكان على إثر التحقيق الذي نشرته التجديد، أن مجموعة من الدور في الجهة الشرقية للمقبرة بنيت أيضا فوق أرضيتها بدون وجه حق، وكيف أن المكتب نفسه حاول تجاهل الجانب الثاني من القضية وهو كسر سور المقبرة من قبل السلطات المحلية، وإفراغ أطنان من الأتربة فيها، وإقامة سوق للمتلاشيات مكانها يضم العشرات من البراريك، والأخطر من هذا كله، يضيف هؤلاء، هو مباشرة نبش ونقل القبور بدون أي إجراء قانوني. يذكر أن التجديد نشرت تحقيقا حول ما تعرضت له مقبرة المسلمين القديمة في إمينتانوت من انتهاكات خطيرة تمثلت بالأساس في انتهاك حرمة قرابة 160 قبرا وهدم سورها الشمالي وإفراغ أطنان من مخلفات الفيضانات الأخيرة فيها. كما تعرضت من جهتها الجنوبية لعملية نبش القبور وتحويل محتوياتها. وأدى غياب عناية الجماعة بالمقبرة الى هدم الصور القديم بفعل التقادم، و أدى استعمال المارة للمقبرة إلى تحطيم عدة قبور وتسويتها بالأرض، وتحول جزء منها إلى ممر عمومي. وفي المقبرة الثانية الشمالية تم اقتطاع أرضية من المقبرة أقيم عليها مرحاض عمومي. هذا ناهيك عن اتخاذ المقبرة مرعى للبهائم ومكانا لقضاء الحاجة. وقد طالب عدد من المتضررين وجمعيات مدنية وحقوقية بفتح تحقيق في الموضوع.