كشف مصدر مطلع لـ التجديد أن مصلحة الطب الشرعي (لامورك) أجهزت على 9 آلاف متر مربع من مساحة مقبرة الرحمة التي تعد المتنفس الأساسي والاستراتيجي لمدينة الدارالبيضاء بعد تراجع المساحات الفارغة في باقي مقابر البيضاء وخاصة مقبرتي الغفران والشهداء، وإغلاق كل من مقبرتي سباتة وسيدي مومن، وذلك خلافا للمساحة التي قررها المجلس السابق للمقبرة، وهي لا تتجاوز 8 آلاف متر مربع، وحسب المصدر نفسه فإن وقع الاستيلاء على ما يقارب 400 متر مربع من مساحة المقبرة، التابعة لتراب جماعة دار بوعزة، وتم تسييجه بسور إسمنتي بعلو مترين، بجانب مسجد الرحمة، مضيفا أن التغييرات التي أدخلت على القطعة الأرضية، المخصصة على الدوام بموجب مرسوم وزاري لمقبرة الرحمة الجماعية المشتركة، تمت دون سند قانوني. وقد وقفت الجريدة في عين المكان على التغييرات التي لحقت أرض المقبرة، ولم يتسن لها أخذ رأي عامل المدينة، لوجوده خارج التراب الوطني، فيما صرح رئيس جماعة دار بوعزة مصطفى بوزمان أن التغييرات موجودة، واتخذ قرار بشأنها على صعيد العمالة، وأوضح أن المساحة الزائدة مجرد تزيين تكميلي للمصلحة، فيما اعتبر المشروع المدرج في إطار المبادرة الوطنية داخلا فيما يعود بالنفع على الساكنة، فيما صرح لـ التجديد عدد من السكان المجاورين للمقبرة بأن ما يقع هو سوء استغلال حبوس مقبرة المسلمين، في الوقت الذي كان من الأولى أن تتدخل الجهات المعنية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، لما للموضوع من طبيعة دينية. وشدد المصدر ذاته على أن البنايات، المقررة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية الاجتماعية، والمجاورة لمصلحة الطب الشرعي اقتطعت هي الأخرى من الأرض المخصصة للمقبرة، بقرار من عامل عمالة النواصر، رغم اعتراض المجلس على المشروع لكونه مخالفا للقانون، حسب ذات المصدر. وتحدد المادة الثانية من المرسوم الوزاري، حصلت التجديد على نسخة منه، أن القطعة الأرضية المخزنية، التي تحتضن مقبرة الرحمة بدار بوعزة، إذا قرر الجماعة المستفيدة من التفويت استثمارها في استعمال آخر، أو تغييرا في معطيات تصميم التهيئة المطبقة على القطعة المذكورة، فإن ملكية هذه الأخيرة تعود تلقائياً ودون أي إجراء آخر إلى حيز ملك الدولة الخاص. وفي سياق متصل، أفادت مصادر مسؤولة في أحد المؤسسات المنتخبة بالدارالبيضاء أن المجلس المسير للمقبرة (مجموعة التشارك الجماعية)، يعيش على إيقاع مجموعة من المشاكل تعوق حسن تدبيره، وأشار إلى تدخل ما أسماه بـ أطراف متنفذة لعرقلة المشاريع التي يبرمجها المجلس، موضحا في ذلك أن مشروع صنع الأكشاك الحديدية، الذي تقرر إنشاؤه في إطار دورة يناير العادية لمجلس المجموعة، والذي يرمي إلى المساهمة في تنظيم المقبرة عن طريق تنظيم الباعة المتجولين الموجودين بها، توقف في اليوم الذي شرع فيه بتوزيع تلك الأكشاك على المعنيين بقرار شفوي من عامل الإقليم دون أية توضيحات. وكانت صفقة صنع 9 أكشاك بالمقبرة قد رصد لها ما بين 10 و12 ألف درهم لكل منها. يذكر أن مقبرة الرحمة تمتد على مساحة 95 هكتارا، وقد تجاوزت المساحة التي دفنت فيها الجثامين لحد الآن 20 هكتارا منذ افتتاحها سنة .1989 ويسير أكبر مقبرة جماعية بمدينة الدارالبيضاء مجلس منتخب يمثل كلا من مجلس المدينة ومجلس جماعة دار بوعزة، تحت اسم مجموعة التشارك الجماعية، وتسير بميزانية مستقلة. كما أنها تستقبل يوميا ما بين 15 إلى 20 جثة، ويصل عدد الموتى الغرباء بالمقبرة 20 ألفاً.