رفع عارضة من حجم كبير بعد تثبيتها على الواجهة، يأتي بعد أن استنفدت الساكنة مساعيها وفق المساطر الإدارية الجاري بها العمل ، ويبدو أن الرسالة التي أراد قاطنو العمارة وساكنو الحي بصفتهم المتضررين الأساسيين من آفة الشيشة ، قد وصلت، لتظل الكرة في مرمى السلطات ، تقول إحدى القاطنات بالعمارة المجاورة للمحل موقع الضرر وتصر أن تضيف « يبدو أنهم يلعبون على الحبال ، فمن جهة ، تقوم السلطات والمصالح الأمنية بحملات مداهمات لمحلات مشبوهة تسفر عن سحق قنينات الشيشة أمام الملأ واعتقال المشيشين ، وما يتبع ذلك من إغلاق مؤقت لمدة لا تتجاوز أسبوعا في أغلب الأحيان ، لكن تعليمات تحت الطاولة، تضيف السيدة ذاتها بإشارة تفيد المناورة أي أن الحملات التي تقوم بها المصالح المعنية مجرد ذر للرماد في العيون « حيث تترك هامش المتابعة القانونية واسعا ، وحالة العود مشرعا ، حتى يجد المستثمر في الانحدار المجتمعي الوقت الكافي لتعويض الخسارة ، وتكديس أرباح خيالية ، جراء التعاطف الذي يبديه تجاه زبنائه من القاصرين والقاصرات». ساكنة إقامة النيل بالمدينة الجديدة رفعوا التحدي ، وتقدموا بشكاية علنية مفادها «معارضة نشاط مقهى » يستخدم ، حسب الشكاية ، كمحل للشيشة ، تحت رخصة بيع عصير للفواكه ، وذلك بعد اتخاذ كل الإجراءات الإدارية والقانونية للجهات المعنية بهدف إيقاف هذا النشاط المشبوه الذي يضر بساكنة الحي كما يضرب عمقهم التربوي في الصميم ، فهل تحتكم السلطات لصوت الضمير الحي أم تغلق آذانها وفق منطق وقضيناها بتركها ؟ يشار إلى أن شارع الإمام مالك بالمدينة الجديدة وتحديدا قرب إعدادية الإمام علي ، توجد أربعة مقاهي تسمح بتعاطى للشيشة ، وهي تحيط بالمؤسسة التعليمية نكاية وتشفيا في المنظومة التربوية ، يقول أستاذ للرياضيات « وليس صدفة أن يتم الترخيص لأربعة مقاهي للاستثمار في الانحدار الخلقي للناشئة ، وإذا علمنا أن زبناء هذا الكارتيل التخريبي لعقول الناشئة هم تلامذة الإعداديات والثانويات ،فإن المصيبة ستعظم والكارثة بلا ضفاف ... ». وتتمثل أضرار الشيشة، حسب كل من استجوبناهم، في الرائحة الكريهة الناتجة عن المزج بأعشاب وعقاقير خارجة عن التصنيف ، إضافة إلى الكلام الفاسق الساقط ، و المشادة الكلامية التي تقع عادة بين الزبناء ، و رغم مصادرة الأمن لكل ما تمتلكه المقهى من القنينات و التموين و في بعض الأحيان المخدرات و إطلاق سراح الفتيات بعد اعتقالهن، فإنه سرعان ما تعود الشيشة للظهور بشكل أقوى ! الساكنة التي نوهت بمجهودات المصالح الأمنية بمدينة فاس تطالب مسؤولي العاصمة العلمية بالإسراع بتطهير جيوب المؤسسات التعليمية بمنطقة الدكارات وخاصة المجاورة لإعدادية الإمام علي بالمدينة الجديدة من هذه الأوبئة الفتاكة !