تتباين المواقف وتتعدد الآراء حول الشيشا وأخطارها/أضرارها، ما بين المدافعين عنها والرافضين لها، فالطرف الأول نوعان، المستهلكون/الزبناء وأرباب المقاهي التي تحتضن هذا «النشاط»، وكلاهما مستفيد ومُنتش، من خلال جرعات بعضها من الهواء والبعض الآخر دراهم. أما الرافضون فهم من المواطنين/السكان الذين ضاقوا ذرعا بدخانها الكثيف الذي يقتحم عليهم شققهم، ليجدوا أنفسهم بدورهم «مخدرين» والعلل تطارد أجسادهم! السلطات المحلية والأمنية تتعاطى مع هذا المشكل بمنظورين مختلفين، إذ أن منها من يستجيب لسيل الشكايات التي تتكدس برفوفها بنوع من الجدية ، كما هو الشأن بالنسبة للسلطة المحلية بمرس السلطان التي تجندت لطرد النرجيلة من ترابها، وأمام مواظبتها على ذلك «انضبط» بعض أرباب المقاهي وأحنوا رؤوسهم «للعاصفة» ، البعض بشكل تلقائي تفهما منهم للأمر والبعض الآخر مكرها لانعدام حيلتهم، فيما آثر آخرون إغلاق أبواب المقاهي جملة وتفصيلا، فالتجارة المفضلة لهم أصابها البوار بفعل حملات «الحصاد» التي تستهدف قنينات النرجيلة! هذه الجدية في محاربة الشيشا بمرس السلطان غير معتمدة بالضفة الأخرى للعمالة، فتعاطي الشيشا بالمقاهي يستأسد بالفداء التي منها من المقاهي من «فرعن» و «تجبر» وأصبح يخاطب المواطنين/المتضررين ب «اللي فجهدكم ديروه»، ومنها مقهى «لياليها» «بوقت» الجميع صغارا وكبارا وباتت قبلة مفضلة للقاصرين/القاصرات، المشيشين والمشيشات، دفعت صاحب المقهى إلى التفكير في الدخول في مباراة لاستعراض العضلات لنقل نشاطه نحو مرس السلطان؟ التعامل الثاني للسلطات مع ظاهرة انتشار الشيشا بالمقاهي يتجلى لدى البعض في الحملات الموسمية التي تبقى «استعراضية» أو الهدف منها إيصال «ميساج» لأرباب المقاهي سيما التي تكون حديثة بهذا النشاط «التجاري» أو حديثة البناء مفادها «راه احنا هنا»، أما البعض الآخر فهو لايحرك ساكنا حيال الآفة، معللا الأمر بعدم وجود نص قانوني صريح يخول للسلطات التدخل لمنع الشيشا، لتبقى حملاتها مرتبطة بالجانب «الصحي» والوقائي! خاصة وأن مقررات المجالس في هذا الباب، كما هو الحال بالنسبة لقرار لمجلس العمالة، لا قوة له من الناحية القانونية! الاستياء من بعض المقاهي التي توفر النرجيلة لزبنائها ليس مرده الوحيد الضرر الصحي للدخان، وإنما يمتد ليشمل السلوكات اللاأخلاقية المستشرية ببعض هاته المقاهي التي باتت عبارة عن أوكار لاستهلاك المخدرات والمتاجرة فيها، و«ماخورا» للانحلال الأخلاقي، خاصة وأن زبناءها هم من القاصرين/القاصرات الذين يتكونون من تلاميذ المؤسسات التعليمية التي تحيط بها بعض هاته المقاهي من كل الاتجاهات!