هاجم حوالي 400 شخص من سكان مخيمات تندوف، والمنحدرون من قبائل الركيبات، يوم الأربعاء الماضي مقر «شرطة» مخيم «السمارة»، تعبيرا عن احتجاجهم على المعاملة السيئة التي تعرض لها ثلاثة من أبناء عمومة تلك القبيلة من طرف أفراد تلك المليشيات. وعاد المحتجون إلى نفس المكان صبيحة يوم الخميس ليطردوا عناصر الأمن الذين كانوا في المقر. ورغم محاولاتها المتكررة، فإن مليشيات البوليساريو لم تتمكن من إخلاء المحتجين من المقر، حيث يوجد بينهم نساء وأطفال، مما جعل مخيم «السمارة» يسقط في حالة من الفوضى العارمة، إذ استعمل المحتجون الحجارة لمهاجمة عناصر «شرطة البوليساريو» متسببين في تخريب أربع من سياراتهم. ومن جهة أخرى، يواصل عبد الحي ليمان ومعروف ولد حمدي، مدعومين من طرف حوالي أربعين شخصا جلهم من قبائل الركيبات، وقفتهما أمام مكتب المفوضية السامية للاجئين في الرابوني، حيث يستمران في إضرابهما عن الطعام الذي باشراه منذ الأربعاء الماضي، احتجاجا على ابتزازات «درك البوليساريو» ورفض المبعوث الشخصي للأمين العام للأمين المتحدة، كريستوفر روس، اللقاء بهم. وفي محاولة لاحتواء هذه التيارات الاحتجاجية في الرابوني، عمدت عناصر من «درك» البوليساريو إلى محاصرة المخيم منذ صبيحة يوم الخميس الماضي، جاعلين الولوج إليه مقتصرا على المقيمين فيه فقط. على الصعيد نفسه، أصدر مصطفى سلمة ولد سيدي مولود بيانا يفضح فيه خلفيات استقبال المبعوث الأممي كريستوفر روس على غير العادة في مخيم «أوسرد» وليس في مخيم «السمارة»، وذلك - يقول البيان- حتى لا يرى الاحتجاجات في المخيم الأخير. وجاء في البيان أن روس «ختم جولته دون أن يلتقي ممثلي المعتصمين أمام مكاتب مفوضية غوث اللاجئين المكلفة بتبادل الزيارات و بناء الثقة في بعثة «المينورسو» التي هو جزء منها». وقال مصطفى سلمة إن روس مر «في محطاته الثلاث الأولى: الجزائر، مخيمات تيندوف وموريتانيا، رافضا سماع أي صوت خارج سرب البوليساريو والجزائر. والمفارقة أنه قيل إنه التقى بالوفد الصحراوي المفاوض المشكل من أشخاص لا علاقة لها بالنزاع، فهم إما نازحون الى المخيمات من شمال موريتانيا أو من منطقة تيندوف أو لا ينتمون لقبائل صحراوية أصلا». وأشار ولد سيدي مولود إلى أن المبعوث الأممي مر بنواكشوط حيث يقيم وحيث يعاني منذ أزيد من ثلاث سنوات من الفرقة الأسرية والمنع من السفر والنشاط السياسي. وقال: «حيث كنا ننتظر جواب وعده لنا في جولته الفائتة (أكتوبر 2013) بأنه سينظر مع الجهات المعنية في تسوية تكفل لم شمل أسرتنا. وعد لتوفير ظروف تنفيذه علقت احتجاجي أمام مكتب مفوضية غوث اللاجئين بنواكشوط وأوقفت أنشطتي الإعلامية، لدرجة أني لم استطع حتى إصدار بيان تنديد (وهو أضعف الإيمان) لما كان رصاص مليشيات وزارة دفاع البوليساريو وقوات الجيش الجزائري، يحصد أرواح أبنائنا في «السبطي» و«نقطة 75» في المناطق الجزائرية التي تضم المخيمات الصحراوية، ويمنع أهاليهم وأصدقائهم من نصب خيامهم، ومن الاحتجاج أمام مقرات المفوضية السامية لغوث اللاجئين.