حل المبعوث الأممي كريستوفر روس بالمغرب قادما إليه من موريتانيا، في إطار جولة قادته إلى إسبانيا والجزائر، ولم يتسرب أي شيء عن فحوى الزيارة، ولا المقترحات الجديدة التي يحملها في جعبته، في الوقت الذي أكد مصدر مسؤول من الخارجية المغربية أن الأخيرة تنتظر ما أسفرت عنه زيارة المبعوث الأممي للأطراف الأخرى، مشددة على أن المغرب قدم ما لديه وينتظر الجديد من الأطراف التي تعرقل التسوية ومشروع الحكم الذاتي، الذي حسب المصدر، لقي تجاوبا دوليا». وأفاد المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه أن « القرار الأممي الأخير واضح ويحتاج للتنفيذ فقط». وألمح المصدر الدبلوماسي للجريدة أن المغرب لا ينتظر أية مفاجآت لحلحلة الوضع، مشيرا إلى تأثر الوضع بما يقع في الجزائر التي تعيش أجواء انتخابات رئاسية. وكان روس استقبل على مستوى وزراء الخارجية في الدول التي زارها ضمن جولته الأخيرة، مما يؤشر على أن الجولة عادية ولا تحمل أي جديد. ورجحت مصادر الجريدة أن يتم استقبال روس من طرف وزارة الخارجية، ممثلة في صلاح الدين مزوار ولن يكون هناك أي استقبال له من طرف الملك. وبالتزامن مع زيارة روس، علمت الجريدة أن ما يسمى «بوليساريو الداخل» تلقى تعليمات من مخيمات تندوف من أجل إثارة الفوضى، والقيام بمسيرات واستفزاز السلطات العمومية من أجل تولي الاممالمتحدة الاشراف على احترام حقوق الانسان، وهو الأمر الذي يعتبر تدخلا في شؤون المغرب ومسا بسيادته، وتلقى لهذه الغاية دعما من أرملة كينيدي المعروفة بعدائها للمغرب. من جهة أخرى قالت مصادر من داخل مخيمات تندوف إن كريستوفر روس عاين شخصيا جموع المعتصمين أمام مقر مفوضية اللاجئين ب» مخيم السمارة» والطوق الأمني الذي تفرضه قوات البوليساريو حول المحتجين، غير أنه رفض كل الدعوات التي وجهت إليه من أجل عقد لقاء معهم، مكتفيا باللقاء الذي جمعه مع قادة الانفصاليين. وتواصل قوات البوليساريو منذ الخميس محاصرة هذا المخيم في محاولة لاحتواء هذه الموجة الجديدة من الاحتجاجات، خصوصا أنها تزامنت مع زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي. وكان 400 شخص من سكان مخيمات تندوف، والمنحدرون من قبائل الركيبات، يوم الأربعاء الماضي هاجموا مقر شرطة البوليساريو ب «مخيم السمارة»، تعبيرا عن احتجاجهم على المعاملة السيئة التي تعرض لها ثلاثة من أبناء عمومة تلك القبيلة من طرف أفراد تلك المليشيات. وعاد المحتجون إلى نفس المكان صبيحة يوم الخميس ليطردوا عناصر الأمن التي كانت في المقر. وحسب ذات المصادر ، فإن حالة الاستياء التي تعرفها المخيمات لم تعد فقط مقتصرة على المحتجزين الذين يعانون من ظروف معيشية صعبة على عكس قادة الانفصاليين الذين اغتنوا من تحويل المساعدات الإنسانية إلى الأسواق الموريتانية، بل إنها انتقلت لتشمل بعض المسؤولين هناك احتجاجا على المتاجرة في المساعدات الإنسانية مثل حالة المدعو عبد الرحمن زيدو الذي كان مسؤولا عما يسمى « سكرتارية الوظيفة العمومية « الذي قدم استقالته قبل عدة أيام. وسبق لما يسمى «وزير التعاون « في جبهة بوليساريو» أحمد بركلا» أن قدم استقالته في 2012 ، احتجاجا على التلاعب بالمساعدات الدولية التي تصل إلى المخيمات .