أكد مصدر مغربي مسؤول أن اللقاء بين روس ورئيس الحكومة كان شفافا ومهما، وتطرق الى أهمية إيجاد حل عادل ودائم للنزاع في المنطقة. وأفاد المصدر أن المبعوث الأممي يلح على أهمية إيجاد حل سريع نظرا للتطورات التي تعرفها المنطقة، خاصة انتشار تنظيم القاعدة الارهابي جنوب الصحراء، وخاصة بمالي والمناطق المجاورة. وبخصوص اقتراح روس لصيغة» الكونفدرالية» كبديل وسط عن الاستفتاء و»تطويرا» للطرح المغربي القاضي باعتماد الجهوية الموسعة، أكد مصدرنا الحكومي أن المخول لإعطاء هذا التصريح هو روس وحده، وهو ما يفسر غياب أي تعليق حول هذه الزيارة الهامه لروس، سواء من طرف رئيس الحكومة أو وزارة الخارجية، خاصة أن الزيارة سيليها تقديم تقرير لمجلس الأمن في الأسابيع القادمة. ومع الاستعجال الذي يبديه روس في إيجاد مخرج للقضية، رجحت مصادرنا وجود « أجندة « سرية يحملها المبعوث الأممي، وهي التي كانت مثار تسريبات إعلامية قبل أيام، وهو ما يؤشر على وجود مقترحات ربما ترجح الحكومة عدم إبداء الرأي فيها، خاصة أن تواجد روس بالمغرب يتزامن وزيارة جلالة الملك لدول شقيقة في العمق الإفريقي للمغرب. وكانت جريدة «العلم» الناطقة بلسان حزب الاستقلال قد أوردت مقالا في صدر صفحتها الأولى أول أمس، يفيد أن المبعوث الأممي في ملف الصحراء قد شرع في جولة جيدة من المفاوضات، تشمل إجراء لقاءات بين كل من المغرب وجبهة البوليساريو، وكذلك الجزائر وموريتانيا البلدين الجارين للمغرب. وأضافت الجريدة أن ممثل الأممالمتحدة يحمل في جعبته مشروع تسوية جديد لملف النزاع المفتعل، يتجلى في مقترح إنشاء نظام كونفدرالي بين المغرب والبوليساريو كحل سياسي وسط لتجاوز فشل صيغة استفتاء تقرير المصير... عدد من المصادر الحكومية التي حاولنا من خلالها استكشاف الحقيقة حول ما في جعبة روس بالنسبة للقضية الوطنية، تهربت من الجواب ولم نتلق رفضا مطلقا لوجود الاقتراح كما لم نتلق تأكيدا لذلك. وقد حاولنا الاتصال بمصالح وزارة الداخلية ولم نتلق أي جواب رغم اتصالاتنا المتكررة طيلة أمس، حيث تعقد مصالح الوزارة اجتماعات ماراطونية ارتباطا بتواجد المبعوث الأمميبالعيون أمس . وكان الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية يوسف العمراني نفى أول أمس، بشدة، أن يكون على علم بأي اقتراح للأمم المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية، يعتمد شكل الكونفدرالية بين المغرب والبوليساريو. وفي سياق تداعيات الزيارة التي انطلقت أول أمس بلقاء مسؤولين حكوميين، علمت الجريدة من مصادر مطلعة أن تعليمات صدرت للمساندين للطرح الانفصالي بالصحراء المغربية من طرف جهات نافذة في قيادة البوليساريو من أجل خلق البلبلة والتشويش على زيارة الموفد الأممي للصحراء، والتي انطلقت أمس من مدينة العيون، تليها مدينة الداخلة. وعلمت الجريدة أن مصالح الأمن المغربية تتابع عملية اقتحام مقر الأممالمتحدة التابع لبعثة المينورسو من طرف خمسة أشخاص يتحصنون داخله، ويطالبون بلقاء روس لإبلاغه مطالبهم والتي لم تعد منحصرة في المطالب الاجتماعية بل تحولت الى مطالب سياسية من قبيل طلب حق تقرير المصير .وأفادت مصادرنا أن مصالح الأمن رفعت من استعداداتها لمواجهة الحملة التي تسعى البوليساريو الى الترويج لها كما جرت العادة. وفي نفس السياق عملت بعض الجهات، المحسوبة على الانفصاليين، على بث دعوات للتظاهر في ما سمته ساحة اكديم ايزيك. وأوضحت المصادر أن دعما ماديا ولوجيستيا مهما يقدم لهذه المجموعات التي تنشط تحت يافطات اجتماعية وحقوقية، وأن العمليات تتم تحت إشراف الجزائر التي تحتضنهم فوق أراضيها وتحت إشرافها المادي واللوجيستي. مصدر حكومي أكد للجريدة أن المغرب يراقب الوضع الأمني وتحركات الانفصاليين، وأن تعليمات صارمة صدرت بخصوص عدم التهاون مع أي مس أمني يسعى لإثارة الفوضى والبلبلة .ويرتقب أن تشمل اتصالات المبعوث الأممي، شيوخ القبائل والمنتخبين وشخصيات من المجتمع المدني. وتدوم الزيارة يومين يلتحق بعدها روس بمدينة الداخلة لإجراء اتصالات بها، حيث سيتبادل الرأي مع كافة المسؤولين، وسينتقل روس بعد ذلك لمخيمات تندوف بالجزائر، وينهي زيارته بلقاء المسؤولين الموريتانيين والجزائريين .