نجحت المساعي المغربية، في إزاحة المبعوث الدولي لملف الصحراء المغربية الأميركي كريستوفر روس وتعويضه بمبعوث أممي جديد قبل نهاية الشهر الحالي وأفادت مصادر مطلعة إنه من المرتقب أن يتم تعيين مبعوث دولي جديد في ملف الصحراء المغربية مكان روس الذي كانت الرباط قد سحبت ثقتها منه بسبب انحيازه وتستره على مخططات إرهابية كانت جبهة بوليزاريو تخطط لتنفيذها في مدينة "العيون". و "يرتقب أن يعين الأمين العام للأمم المتحدة مبعوثا جديدا لحل مشكل الصحراء قبل الاجتماع السنوي للجمعية العامة مطلع سبتمبر المقبل" وأضاف المصدر أن "الأسباب الحقيقية وراء سحب الرباط لثقتها من كريستوفر روس، المبعوث الأممي الى الصحراء المغربية، ترجع الى علمه بمخطط للانفصاليين من أجل إحراق العيون (كبرى مدن الصحراء) بتزامن مع زيارته للأقاليم الجنوبية".
وكان من المقرر أن يزور روس المنطقة منتصف ماي، بما في ذلك القيام بزيارة موسعة الى الصحراء المغربية، حيث كانت ستعد اول زيارة رسمية له كمبعوث للأمم المتحدة الى المنطقة، لكن طلب المغرب سحب الثقة منه سبق الزيارة وأفاد المصدر أن "أنصار جبهة البوليساريو في مدينة العيون كانوا يستعدون لإشعال مدن الجنوب خاصة مدينة العيون، بالتزامن مع زيارة روس الى المناطق الجنوبية".
واكد أن "المغرب يتوفر على دلائل قاطعة تؤكد معرفة المبعوث الأممي واطلاعه التام على ما كانت تخطط له البوليساريو (…) في المقابل لم يبد روس أي تحرك لوقف هذا المخطط، الأمر الذي اعتبره المغرب خروجا عن الحياد المطلوب في أي مبعوث أممي" وأعلنت الحكومة المغربية في 17 يونيو سحب ثقتها رسميا من كريستوفر روس، متهمة إياه ب"التحيز".
واتهم وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني روس باستعمال عبارات مسيئة للمغرب وقال العثماني ''إن روس لم يكن منصفا في آخر تقرير له، وإنه لم يحقق أي نتيجة تذكر في المفاوضات التي يرعاها منذ سنتين'' وكان آخر تقرير صادر عن الأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء المغربية في 17 أبريل الماضي، تم تقديمه الى مجلس الأمن، زعم أن اتصالات بعثة الأممالمتحدة مع مقر الأممالمتحدة في الصحراء المغربية قد "اخترقت"، وأضاف أن "عوامل كثيرة قوضت قدرة البعثة على مراقبة الوضع ونقل تقارير ثابتة عنه".
ولم تفض آخر مفاوضات جمعت بين المغرب وجبهة البوليساريو في مدينة نيويورك، إلى أي نتيجة تذكر ويتهم مراقبون روس بلاعمل على إطالة أمد مشكل الصحراء المغربية، وذلك تنفيذا لأجندات إقليمية ودولية تعمل على إطالة أمد الصراع حتى يظل عامل إعاقة لمشروع بناء اتحاد مغرب عربي قوي وكانت آخر مفاوضات جمعت بين المغرب وجبهة البوليساريو، في مدينة نيويورك، "لم تفض الى اي نتيجة تذكر".
ويقترح المغرب لحل المشكلة مشروعا للحكم الذاتي ببرلمان وحكومة محليين يبقيان تحت سيادته أما جبهة البوليساريو فترفض مقترح المغرب، رغم جلوسها عدة مرات الى طاولة المفاوضات، حيث تؤكد مدعومة بالجزائر، على ما تسميه "حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير عبر إجراء استفتاء".