اعتبر مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، المناضل المبعد الصحراوي إلى موريتانيا، أن حصار مخيمات اللاجئين الصحراويين فوق التراب الجزائري لا يختلف عن حصار مخيم اليرموك، الذي يضم لاجئين فلسطينيين في سوريا، ويشغل العالم اليوم، موضحا أنه يعتزم طلب الحصول على جواز سفر مغربي. وأضاف ولد سيدي مولود في بيان، توصلت "المغربية"، بنسخة منه، أن "تشابه حصار المخيمين، لا يحتاج إلى دليل وإنما يحتاج إلى وقوف العالم، خاصة وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية الدولية على الإجراءات الأمنية المتصاعدة، التي بدأتها السلطات الجزائرية والبوليساريو في ذروة الربيع العربي، منعا لأي احتجاج محتمل، تحت مسمى تأمين المخيمات، بعد حادثة اختطاف متعاونين أجانب (أكتوبر 2011) في ظروف غامضة، لم تفصح عنها الجزائر ولا البوليساريو بعد، رغم ادعائهما بأنهما أوقفتا العقل المدبر للعملية وبعض الفاعلين والمتعاونين"، مفيدا أن "الجزائر، ومعها البوليساريو، بدأت بإجراءات تسييج المخيمات بأحزمة رملية، من خلفها قواعد عسكرية جزائرية في كل الاتجاهات، ثم تكليف كل ناحية من قطاعات البوليساريو العسكرية بمحاصرة مخيم من المخيمات الأربعة بالإضافة إلى قوات الدرك و الشرطة كل داخل المخيم". وقال المبعد الصحراوي "بعد طول انتظار مر كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الخاص بالصحراء بالمخيمات الصحراوية في منطقة تيندوف الجزائرية، التي قيل إنه جال فيها للاطلاع على إنجازات جبهة البوليساريو على الأرض، وكان استقباله على غير العادة في مخيم "أوسرد" وليس في مخيم "السمارة"، حتى لا يرى الاحتجاجات في المخيم الأخير. وختم جولته دون أن يلتقي ممثلي المعتصمين أمام مكاتب مفوضية غوث اللاجئين المكلفة بتبادل الزيارات وبناء الثقة في بعثة "المينورسو"، التي هو جزء منها". وأضاف أن روس "مر بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، حيث نقيم وحيث نعاني منذ أزيد من ثلاث سنوات من الفرقة الأسرية والمنع من السفر والنشاط السياسي، وحيث كنا ننتظر جواب وعده لنا في جولته الفائتة (أكتوبر 2013) بأنه سينظر مع الجهات المعنية في تسوية تكفل لم شمل أسرتنا، وعد لتوفير ظروف تنفيذه علقت احتجاجي أمام مكتب مفوضية غوث اللاجئين بنواكشوط وأوقفت أنشطتي الإعلامية، لدرجة أني لم أستطع حتى إصدار بيان تنديد (هو أضعف الإيمان) لما كان رصاص مليشيات وزارة دفاع البوليساريو وقوات الجيش الجزائري يحصد أرواح أبنائنا في "السبطي" و"نقطة 75 " في المناطق الجزائرية التي تضم المخيمات الصحراوية، وتمنع أهاليهم وأصدقاءهم من نصب خيامهم، ومن الاحتجاج أمام مقرات المفوضية السامية لغوث اللاجئين، رغم أن حالات احتجاج وتباكي البوليساريو والدبلوماسية الجزائرية مازالت تصم آذان المنظمات الدولية على تفكيك مخيم "اكديم ازيك" في العيون، وحادثة وفاة الشاب "سعيد دمبر" بطلق ناري". وأبرز ولد سيدي مولود في بيانه، أنه "بمرور روس يكون قد تبخر أمل أبناء الساقية الحمراء ووادي الذهب الذين نزحوا إلى الأراضي الجزائرية في منتصف السبعينيات، في أن يجدوا من يستمع لمعاناتهم أو يشركهم في مناقشات حلول تقرير مصيرهم". وفي حديثه عن وضعيته، قال المبعد الصحراوي "لفك الحصار المفروض على أهلنا وعلينا، ولأن قضيتنا مازالت عالقة رغم كل محاولاتنا مع مفوضية غوث اللاجئين، بالإضافة لرفض وزارة الداخلية الموريتانية منحنا جواز سفر، وامتناع السفارة الجزائرية في نواكشوط عن تمديد جواز سفرنا القديم المنتهية صلاحيته، فإني سأتقدم إلى السلطات المغربية، عبر تمثيليتها الدبلوماسية في موريتانيا، بطلب منحي جواز سفر، إسوة بعديد الصحراويين الذين يقطنون الإقليم بمختلف وجهات نظرهم، فأهلنا يتعرضون للحصار والتصفية والتجويع، وتتخذهم الجزائر دفاعا عن مصالحها في المنطقة على حساب مصالحهم، التي لن يجدوها خارج إقليمهم، وهم في حاجة لمن يسمع صوتهم وينقل معاناتهم للرأي العام، كما نحن في حاجة لتمكيننا من حقنا في التنقل والتعبير عن رأينا بكل حرية".