تتواصل الاحتجاجات والاعتصامات بمخيمات تندوف وذلك بعد مقتل صحراويين من طرف الجيش الجزائري، بعد توقيفهما على مستوى الحدود الموريتانية خلال عملية تهريب للوقود.. وتواصل عصابة البوليساريو، مدعومة بالجيش الجزائري، عملية قمعها واعتقالها، الطي قد يصل على حد القتل، لكل من سولت له نفسه ان ينافسها في عملية تهريب الوقود من المخيمات إلى موريتانيا..
وتسعى قيادة البوليساريو إلى قمع المظاهرات التي يقوم بها السكان والحيلولة دون وصول اصواتهم على الخارج وذلك عبر تعميم حالة الطوارئ مع فرض طوق من القيود على تنقلات السكان خارج المخيمات..
ويطالب السكان بضرورة السماح لهم بتهريب الوقود، كما يفعل زعماء البوليساريو، وذلك في ظل الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية التي يعيشونها، والتي زادها الحصار تأزما في السنين الاخيرة للحيلولة دون هروب المحتجزين والتحاقهم بوطنهم الام المغرب..
وتعرف المخيمات هذه الايام اضطرابات خطيرة بعد مقتل مهربين للوقود، ويتعلق الامر بمحمد عليين ابيه و خطري حمادها مندود، الذين ينتميان على قبيلة الركيبات، وهو ما دفع افراد القبيلة إلى تنظيم اعتصام مفتوح بمخيم الرابوني امام مفوضية اللاجئين للمطالبة بفتح تحقيق حول وفاة ابنائها والترخيص لهم بتجارة الوقود بين مخيمات تندوف وموريتانيا..
وعلى إثر هذه الاحتجاجات قاو زعيم البوليساريو بالتدخل لدى بعض افراد القبيلة من اجل وضح حد لهذه الاحتجاجات وتفادي حالة التصعيد التي باتت تهدد الزمرة المتنفذة في المخيمات..
إلا ان تدخلات ولد عبد العزيز وكذا محاصرة افراد قبيلة الركيبات والسكان المتضامنين معهم لم تنفع في شيء حيث تتواصل الاعتصامات والاحتجاجات بمختلف المخيمات، حيث نظم قبل يومين امام مفوضية اللاجئين بمخيم السمارة اعتصام لا يزال مستمرا على غاية اليوم، وهو الاعتصام الذي قامت عناصر ما يسمى بشرطة البوليساريو بمحاصرته بكل اشكال التعزيزات القمعية مدعمة في ذلك بالاىلية العسكرية الجزائرية..
كما ان المعتصمين عبروا عن احتجاجهم امام المبعوث الاممي كريستوفر روس الذي لم يعر أي اهتمام لمشاكلهم، كما اوردت بعض المصادر في صفوف مؤيدي مقترح الحكم الذاتي..
يشار إلى ان مخيمات تندوف كانت قد شهدت من قبل احتجاجات عارمة خاصة بالرابوني، توزعت بين مقر رئاسة البوليساريو، ومديرية الأمن، لتنتقل إلى المدخل الرئيسي للرابوني، حيث اصطف سائقو سيارات الأجرة وشاحنات النقل أمام البوابة الرئيسية مما شل الحركة بشكل نهائي، مااضطر قيادة البوليساريو إلى خلق ممر خاص عبر الحاجز الرملي المشيد أخيرا في إطار التضييق على حركة تنقل الساكنة .
وتمكن المحتجون، على بعد 5 كلم من الرابوني، من توقيف صهريجين لنقل المحروقات في ملكية ولد البوهالي، وزير ما يسمى بالدفاع بجبهة البوليساريو، كانتا متوجهتين إلى الأراضي الموريتانية، وهو ما تبين تورط قيادات البوليساريو في تهريب المحروقات على حساب الساكنة بالمخيمات التي تعيش منذ مدة على وقع الحرمان من هذه المادة الحيوية ما خلق أزمة حقيقية بالمخيمات استدعت خروج المواطنين في احتجاجات عارمة...