بادرت مجموعة من الشخصيات الوطنية والسياسية والنقابية والأكاديمية والتربوية والثقافية، إلى إطلاق مبادرة وطنية من أجل إصلاح منظومة التربية والتكوين، وتأسست هذه المبادرة على وثيقة تمت عنونتها من قبل أصحاب المبادرة ب «رؤية وطنية من أجل إصلاح شامل، ناجع لمنظومة التربية والتكوين». وقد تم تقديم هذه المبادرة من قبل لجنة تنسيقية خصصت لهذا الغرض يوم أمس بفضاء المكتبة الوطنية بالرباط، بحضور فعاليات وطنية أكاديمية وسياسية وتربوية وثقافية وجمعوية، باعتبار أن عددا من الشخصيات المختلفة والمتعددة المشارب والموقعة على الرؤية الوطنية، اجتمع رأيها على إيلاء مسألة التربية والتكوين المكانة الموضوعية والاعتبارية التي تستحقها في منظومة قضايا الراهن والمستقبل، وذلك اعتبارا لما يمثله التعليم من عامل فاعل في السيرورة التنموية والنهضوية في أي بلد من عالم اليوم، ولمركزيته في أي رهان لكسب معركة التقدم وحيازة أسبابه. وأوضح محمد لخصاصي باسم اللجنة المنظمة، في هذا اللقاء التقديمي للمبادرة الذي سير اشغاله المفكر محمد سبيلا، أن الحيثيات المؤطرة لإطلاق هذه المبادرة تنبع من ثلاثة معطيات أساسية، الأول يتمثل في واقع الاختلال والتعثر الذي تعرفه المدرسة العمومية والجامعة المغربية بالرغم من الاستثمارات التي تضخها الدولة في القطاع، والمجهودات المبذولة من قبل الأسر من أجل تعليم أبنائهم، والمعطى الثاني ينصب على الانشغال العميق للرأي العام الوطني على المعطى الأول، أما المعطى الثالث فيتجلى في الارادة السياسية لإصلاح منظومة التربية والتكوين التي عرضها الخطاب الملكي في غشت المنصرم. وفي توضيح حول طبيعة هذه المبادرة الوطنية من أجل اصلاح منظومة التربية والتكوين، اعتبر الخصاصي في نفس اللقاء أن هذه المبادرة مبادرة مسؤولة من أجل استيعاب وتعبئة كل الكفاءات الوطنية للانخراط في إصلاح المنظومة ،وتطوير المدرسة والجامعة، ثم وصف الخصاصي المبادرة بأنها مبادرة مواطنة حيث تشمل هذه الشخصيات والكفاءات بصفتها الشخصية وليس بانتماءاتها النقابية أو السياسية أو الجمعوية، كما أن المبادرة تضم جميع المشارب الفكرية والثقافية الوطنية باعتبار أنها قضية وطنية ثانية بعد القضية الوطنية. وشدد لخصاصي على أن المبادرة مبادرة منفتحة وجامعة على كل الارادات الوطنية من أجل استجماع كل المقاربات والاقتراحات. تضم في لائحتها الأولى 101 شخصية تنتمي للحركة الوطنية وفي مقدمتهم عبد الرحمان اليوسفي، امحمد بوستة، عبد الكريم غلاب، الجبابي محمد، بنسعيد أيت إيدر، ثم وزراء سابقون ومنهم الحبيب المالكي، اسماعيل العلوي، الطيب الشكيلي، عبد الله ساعف ومحمد الأشعري وسعد الدين العثماني وفعاليات سياسية :فتح الله ولعلو، محمد درويش ،عبد الحميد جماهري، محمد جسوس، عبد الإله بلقزيز، محمد سبيلا وعبد الله العروي، الطاهر بنجلون، محمد المصباحي، نور الدين أفاية عبد الجليل طليمات، محمد الحبيب الطالب، محمد بوبكري، الطيب بناني....